الاتحاد الأوروبي ومصر يبدآن محادثات نحو تعزيز التعاون البحثي

الاتحاد الأوروبي ومصر يعززان العلاقات من خلال الشراكة البحثية

بدأ الاتحاد الأوروبي ومصر مفاوضات رسمية بشأن الشراكة المحتملة لمصر مع Horizon Europe، برنامج تمويل البحث والابتكار الرائد في الاتحاد الأوروبي، وفقا لما نشره موقع ريسيرش بروفيشنال نيوز.

وفقا لخاص عن مصر، يمكن لهذه الشراكة، إذا تم إضفاء الطابع الرسمي عليها، أن تفتح فرص تمويل واسعة النطاق لمصر وتضع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا كلاعب رئيسي في جهود البحث التي تقودها أوروبا.

تأتي المحادثات الرسمية، التي أعلنت عنها المفوضية الأوروبية رسميًا في 10 أكتوبر 2024، بعد أشهر من المناقشات الاستكشافية. وفي حالة نجاحها، ستنضم مصر إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المرتبطة الأخرى في الوصول إلى أموال البحث والابتكار الكبيرة من Horizon Europe، مع الاستفادة من الموارد والخبرات العلمية المشتركة.

مسار مصر نحو Horizon Europe: تعزيز القدرات البحثية

إن ارتباط مصر بـ Horizon Europe من شأنه أن يمنح البلاد القدرة على تنسيق المشاريع والوصول إلى نفس مستوى التمويل الذي يحصل عليه أعضاء الاتحاد الأوروبي، مما يمثل خطوة مهمة في تعزيز أنظمة وقدرات البحث لديها. ومع ذلك، وكما أوضحت المفوضية الأوروبية، قد تواجه مصر قيودًا على بعض دعوات التمويل التي تنطوي على مسائل أمنية حساسة.

أقرا أيضا.. مستقبل القيادة الذاتية.. ماسك يكشف النقاب عن سيارة أجرة روبوتية من تسلا  

يستند هذا التعاون المتعمق إلى العلاقات القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، وخاصة من خلال الشراكات مثل الشراكة المدعومة من الاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​(PRIMA). تعمل مبادرة PRIMA على تعزيز البحوث المشتركة في مجال إدارة المياه، وأنظمة الغذاء، وتغير المناخ، بما يتماشى مع الأولويات الإقليمية.

وفقًا للمفوضية الأوروبية، فإن مشاركة مصر في حوارات السياسات المختلفة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط ​​والاتحاد الأفريقي تؤكد التزام البلاد بتعزيز التعاون في مجال البحث والابتكار مع نظيراتها الأوروبية. وذكرت المفوضية أن “أدوات محددة لدعم هذه الأولويات قد تم إنشاؤها بالفعل في إطار أفق أوروبا، بما في ذلك دعوات مخصصة مثل مبادرة “البحر الأبيض المتوسط” ومبادرة “أفريقيا”، مسلطة الضوء على الأطر القائمة للتعاون.

الشراكة الاستراتيجية: توسيع أهداف البحث الإقليمي

يأتي ارتباط مصر بـ Horizon Europe بعد أن رفع الجانبان علاقتهما إلى مستوى “شراكة استراتيجية وشاملة” في مارس 2024، وتم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال إعلان مشترك. ومن المتوقع أن يجمع هذا التحالف الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي ومصر حول قيم ومبادئ البحث والابتكار الأساسية، مع مساعدة مصر أيضًا في تعزيز بنيتها التحتية العلمية.

تعتبر محادثات الشراكة بمثابة تقدم طبيعي لاتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي الموقعة بين الاتحاد الأوروبي ومصر في عام 2005، والتي وفرت منصة للمناقشات المنتظمة حول المصالح البحثية المتبادلة. وعلى مر السنين، تطورت الشراكة، حيث أصبحت مصر شريكًا نشطًا في تحديد أولويات البحث والابتكار في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا.

نتيجة لذلك، أصبح الاتحاد الأوروبي ومصر في وضع يسمح لهما بإحراز تقدم كبير في مجالات البحث الحاسمة للمرونة الإقليمية، من الاستدامة البيئية إلى الابتكار الاقتصادي. وأكدت المفوضية الأوروبية على إمكانات هذه المبادرات في معالجة التحديات الملحة، مشيرة إلى أنها تهدف إلى “بناء المرونة من خلال البحث والابتكار”، وخاصة في مناطق جنوب البحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا.

علامة فارقة لمستقبل البحث والابتكار في مصر

من المقرر أن تستمر المحادثات الرسمية بين الاتحاد الأوروبي ومصر على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة، حيث يشعر الجانبان بالتفاؤل بشأن النتائج. وبالنسبة لمصر، يمثل الحصول على وضع الشراكة مع Horizon Europe فرصة ليس فقط لتعزيز قدراتها البحثية الوطنية ولكن أيضًا للمساهمة في المشاريع التعاونية التي تمتد عبر أوروبا والبحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا.

يعتقد الخبراء أن إدراج مصر في Horizon Europe من شأنه أن يوفر للبلاد دعمًا قيمًا في تحسين أنظمتها البحثية، وتمكينها من معالجة التحديات المحلية والعالمية بشكل أكثر فعالية. كما تعمل المبادرة كمنصة لمصر لتعزيز دورها كشريك استراتيجي في المنطقة، وتعزيز الأهداف المشتركة من خلال قيم البحث والابتكار المشتركة.

زر الذهاب إلى الأعلى