البيت الأبيض يتوقع عودة تاريخية لترامب إلى الشرق الأوسط قبيل زيارته لدول الخليج

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقوم بزيارة مرتقبة إلى منطقة الخليج العربي تشمل المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، واصفًا هذه الجولة بأنها تمثل “عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط”، وتُعد أول زيارة خارجية له منذ انطلاق ولايته الثانية.

وستبدأ الزيارة يوم الإثنين المقبل، وتشكل امتدادًا لسياسة ترامب في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع دول المنطقة، وهي زيارة تعيد إلى الأذهان زيارته الأولى إلى السعودية في عام 2017، والتي كانت أولى محطاته الخارجية في ولايته الأولى.

البيت الأبيض: ترامب سيعيد تأكيد رؤيته لمنطقة مزدهرة

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في إفادة صحفية، إن هذه الزيارة تأتي في سياق إعادة تأكيد ترامب على رؤيته “لشرق أوسط فخور ومزدهر وناجح”.

مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى شراكات استراتيجية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، وإلى إحلال التبادل الثقافي والتجاري محل التطرف والنزاعات.

وأضافت ليفيت: “بعد ثماني سنوات، يعود الرئيس ترامب إلى المنطقة ليجدد التزامه برؤية مشتركة مع شركائنا في الشرق الأوسط، حيث تسود فرص النمو والاستقرار، ويتم تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي والثقافي”.

البيت الأبيض يوضح برنامج الزيارة: لقاءات رفيعة وزيارة للقوات الأمريكية

وبحسب البيان الرسمي، فإن الرئيس الأمريكي سيلتقي خلال جولته بعدد من القادة الخليجيين، لمناقشة ملفات تتعلق بالأمن الإقليمي، والتعاون العسكري، وتعزيز الاستثمارات بين الجانبين.

كما سيتضمن جدول أعماله زيارة إلى القاعدة الجوية الأمريكية في قطر للقاء أفراد القوات المسلحة الأمريكية المنتشرين هناك.

وتُعد زيارة ترامب الحالية ذات دلالات رمزية وسياسية كبيرة، خاصة أنها تأتي في ظل تحولات إقليمية متسارعة، وتحديات اقتصادية وأمنية تواجهها المنطقة، ما يمنح الزيارة أبعادًا تتجاوز الإطار البروتوكولي.

وفد أمريكي رفيع يرافق ترامب

ومن المقرر أن يرافق ترامب وفد أمريكي رفيع المستوى يضم عددًا من كبار مسؤولي الإدارة، حيث يضم الوفد كلًا من: ماركو روبيو، وزير الخارجية، وبيت هيغسيث، وزير الدفاع، وسكوت بيسنت، وزير الخزانة، وهوارد لوتنيك، وزير التجارة، بجانب سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، إضافة إلى عدد من المستشارين السياسيين والاقتصاديين.

وبحسب ما نقلته شبكة CNN الأمريكية عن مصادر في الإدارة، فإن هناك “عددًا كبيرًا من المسؤولين الذين أبدوا رغبتهم في أن يكونوا جزءًا من هذه الرحلة”، ما يعكس أهمية الجولة على المستويين السياسي والاقتصادي.

أبعاد سياسية واستراتيجية للزيارة

تحمل جولة ترامب إلى الخليج العربي أبعادًا استراتيجية متعددة، فهي تأتي في توقيت حساس بالنسبة للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية وملف أمن الملاحة في الخليج، إلى جانب الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في ملفات الطاقة والتكنولوجيا.

ويرى مراقبون أن ترامب يسعى من خلال هذه الزيارة إلى ترسيخ حضوره الدولي وتعزيز نفوذه السياسي في ولايته الثانية، مستفيدًا من العلاقات التي بناها خلال ولايته الأولى، لاسيما مع قادة دول الخليج، الذين تربطه بهم شراكات قوية، سواء على المستوى الأمني أو الاستثماري.

البيت الأبيض .. توقعات بتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة

من المتوقع أن تشهد الجولة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم في مجالات الدفاع والطاقة والتجارة، إضافة إلى برامج تبادل ثقافي وتعليمي، في إطار ما وصفه البيت الأبيض بـ”تعزيز التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والدول الخليجية”.

كما تشير التقديرات إلى إمكانية طرح مبادرات مشتركة تتعلق بالأمن السيبراني، والتحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية الدفاعية، وهي ملفات تحظى بأولوية لدى دول الخليج في المرحلة الراهنة.

اقرأ أيضًا.. أبراج ترامب ترتفع بالشرق الأوسط.. مشاريع جديدة في دبي وقطر والسعودية

زيارة تعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة؟

بالنظر إلى تركيبة الوفد المرافق، وتصريحات البيت الأبيض، فإن زيارة ترامب تُعد بمثابة إعادة تموضع دبلوماسي يعكس توجهات إدارته نحو تعميق التحالف مع الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه المنطقة منافسة متزايدة من أطراف دولية أخرى مثل الصين وروسيا.

وبينما يسود الترقب في الأوساط السياسية والإعلامية حيال نتائج الزيارة، فإن المؤشرات الأولية توحي بأنها ستكون بداية لتحركات أمريكية أوسع في ملفات الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى