التحلية مفتاح الاستصلاح.. أكثر من 100 محطة لزيادة الإنتاج المصري من المحاصيل
محطات تحلية المياه إحدى وسائل الدولة لمواجهة تحديات المياه، حيث تواجه مصر تحديات مائية كبيرة، دفعت الدولة إلى التفكير في حلول عديدة لمحاولات التعامل مع الموقف، بما لا يؤثر على الإنتاج الزراعي المصري.
ووجدت الحكومة الحل في التوسع في محطات التحلية التي يُعاد من خلالها استخدام المياه من جديدة وفقًا لأحدث النظم التكنولوجية المعمول بها عالميًا.
التحلية واستخدام التكنولوجيا فى الزراعة
من جانبه أعلن الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، اتخاذ إجراءات لإطلاق مشروع إقليمي لبحث فرض استخدام تكنولوجيات التحلية فى الزراعة، ضمن مبادرة تعزيز التكيف مع المناخ في قطاع المياه بمشاركة مصر والأردن وتونس والمغرب.
اقرأ أيضًا: مصر تخطط لإنشاء محطات تحلية مياه البحر في 11 محافظة ساحلية
وأكد أهمية تبادل الخبرات وقصص النجاح بين مختلف الدول في مجال التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء كأحد الحلول المستقبلية لمواجهة تحديات المياه والغذاء على المستوى العالمي.
100 محطة تحلية بمختلف المحافظات
ومؤخرًا كشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر اتجهت إلى زيادة عدد محطات التحلية إلى أن أصبحت تملك المحطات الأكبر بالشرق الأوسط لتحلية المياه، وأضافت الدراسة أن مصر تمتلك حاليًا حوالي 100 محطة تحلية بطاقة 1.2 مليون متر مكعب يوميًا.
اقرأ أيضًا: مصر تطرح مناقصة المرحلة الأولى لمشروع تحلية المياه العملاق أواخر 2024
وأضافت الدراسة أن من بين أهم هذه المحطات محطة تحلية المياه بالعين السخنة والتي ستعمل على تنقية 164 ألف متر مكعب يوميا لصالح المنطقة الاستثمارية والمنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس، وكذلك محطة العلمين وتقوم بالعمل بطاقة 48 ألف متر مكعب يوميًا، محطة شرق بورسعيد بتكلفة قدرها 3 مليارات جنيه وبطاقة إنتاجية كمرحلة أولى 150 ألف متر مكعب يوميا، لخدمة المشروعات التنمية ولتلبية احتياجات شرق بورسعيد لمياه الشرب، وتستهدف المرحلة الثانية 250 ألف متر مكعب يوميا، ومحطة تحلية الغردقة والتي تستهدف إنتاج 80 ألف متر مكعب يوميًا خلال عامين، وفق أحدث التقنيات المستخدمة فى العالم.
وأوضحت الدراسة أنه رغم حداثة عهد الدولة المصرية بمجال تحلية المياه، إلا إنها حققت نجاحات مبهرة من حيث كميات المياه المنتجة، وحجم المحطات المستهدف، وانخفاض التكلفة.
محطات التحلية وزيادة الإنتاج الزراعي
من جانبه أكد الدكتور طارق صلاح سالم، رئيس قطاع استصلاح الأراضي بوزارة الزراعة، أن مشروعات تدوير وتحلية المياه ساعدت بقوة في تعظيم الاستفادة من المصادر المائية غير المستخدمة، وضرب مثالاً ببحيرة المنزلة، حيث تم الاستفادة من كميات المياه الضخمة التي كانت تلوثها مع إعادة تحليتها وتدويرها لتستخدم في زراعة الأراضي.
وأشار إلى أن محطة “بحر البقر” أيضًا تساهم في تحويل مياه الصرف الزراعي إلى موارد يمكن استغلالها في مشاريع الزراعة في سيناء، والأمر ينطبق أيضًا على مشروع “مصرف المحسمة” بمحافظة الإسماعيلية، والذي ساهم في استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي، باستخدام المياه التي كانت مهدرة.
إعادة استخدام المياه المعالجة
بينما أوضح الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، أن الدولة وضعت خطة لحل مشكلة ندرة المياه تعمل على محورين رئيسيين، الأول يستهدف توفير مصادر جديدة من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة في مجال الزراعة وكذلك ترشيد المياه من خلال تحديث نظم الري واستنباط أصناف جديدة من التقاوى والبذور عالية الجودة والإنتاجية وقصيرة العمر وقليلة استهلاك المياه.
اقرأ أيضًا: 1.4 مليون متر.. خطة استراتيجية لتحلية مياه البحر
أما المحور الثاني فيتمثل في تحلية المياه للوفاء بمتطلبات مياه الشرب في المحافظات الساحلية، وذلك بالإضافة إلى بناء السدود والخزانات لتخزين مياه الأمطار والسيول، مما يدل على أن الدولة تبذل جهودا لمواجهة أزمة شح المياه.
أرقام قياسية في موسوعة جينيس
وأحرزت محطة معاجلة مياه الصرف الصحي بالدلتا الجديدة، 4 أرقام قياسية عالمية من قبل موسوعة جينيس العالمية باعتبارها أكبر منشأة لمعالجة المياه في العالم، أكبر محطة لمعالجة المياه في العالم من حيث السعة والقوة التشغيلية، أكبر مساحة لطلاء الإيبوكسي في المباني، وأخيراً أكبر محطة لمعالجة الحمأة في العالم.
وتعد المحطة هي الأكبر في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 7.5 مليون متر مكعب يومياً من مياه الصرف الزراعي، مما يساهم في استصلاح وتطوير 2 مليون فدان بغرب الدلتا، وتأتي المحطة التي تم تشييدها في زمن قياسي بلغ ٢٤ شهرًا كعلامة فارقة في الخطة الوطنية للموارد المائية في مصر.