سياحة

مواقع أثرية تدلل على نهضة الإهتمام بالتراث فى مصر

إعداد :أميرة أبوشهبة

تعد مصر أقدم وأهم حضارة فى العالم القديم ولديها تراث حضاري مستمر ومتراكم عبر العصور مما يشكل مزيج من ثراء التاريخ وعبيء حفظه معا، لذلك شكلت المتاحف والمناطق الأثرية مسؤولية كبيرة على الحكومات المتعاقبة فمنهم من أهمل ومنهم من جعل إرث مصر الحضاري فى مقدمة الأولويات، لذلك اخترنا معكم عرض 7 مواقع أثرية تدلل على نهصة الإهتمام بالتراث فى مصر مؤخرا

– حصن بابليون

تأتى البداية في جولتنا مع مشروع ترميم وتطوير الجزء الجنوبي من حصن بابليون الموجود أسفل الكنيسة المعلقة، فقد تضمن المشروع تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية، وترميم المناطق المهدمة بالحصن واستعادة كل جماليات الأثر المميز الذى يعد الأثر الوحيد المتبقي فى مصر من عصر الإمبراطورية الرومانية.

– المعبد اليهودي ابراهام بن عزرا

يعد معبد “بن عزرا” احد أهم المعابد اليهودية فى مصر والعالم، وقد تم ترميمه وإعادة تأهيله بكل مشتملات المعبد من تفاصيل ترميم معماري دقيق، مع أعمال معالجة ومنع خطورة أسقف المعبد وعزل الأسطح بأفضل الأساليب مع تنظيف الأحجار ومعالجتها وتنسيق الرؤية الأثرية للأثر.. بجانب ذلك تم صيانة منظومة الإضاءة بالكامل وتنظبف وترميم الزخارف الأثرية ومكتبة المعبد..

علماً بان أعمال ترميم المعبد قد بدأت خلال شهر أبريل عام 2022،بينما يعود تاريخ إنشاء المعبد إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ومن ثم أعيد بنائه الحديث فى القرن التاسع عشر.. فيما تم افتتاحه فى مصر من جديد بعد الترميم فى سبتمبر 2023

 

– قبة الإمام الشافعي

يمثل مقام الشافعي فى وجدان المصريين الكثير من المحبة والارتباط العاطفي، حيث ينتمي المكان لصاحب أحد المذاهب الأربعة فى الفقه الإسلامي ويمثل فى مدرسته الفقهية كل ما تمثله مصر من إضافة للتاريخ الإسلامي، وقد اصاب المكان الإهمال عبر الزمن حتى تم تنفيذ مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي فى الفترة مابين 2016 إلى 2021م

وقد استهدف الترميم عدد من الأضرار الموجودة بالمقام مثل أضرار الملحة، الأضرار الناتجة عن التدخين، و أضرار جلود الرخامي، و اختلال الجص والبياض الخارجي، و الأسقف، مع عودة الجزء الداخلي من الجزء الرئيس للمقام بحالته الأصلية بشكل كامل.. بالإضافة لبعض أعمال الترميم الخارجية كالأخشاب الملونة، والرخام الملون، و إصلاحات الإنشائية للمباني، مع تجديد نظام الإنارة بالكامل..

قبة السلطان الكامل المعروفه بالامام الشافعى
قبة السلطان الكامل المعروفه بالامام الشافعى

وقد تكلفت عملية ترميم المقام حوالى 12 مليون جنيه، واستمرت أعمال الترميم الدقيق مايقرب من خمس سنوات لكي تتألق قبة الإمام الشافعي ويعود مقامه بهذا الشكل الحضاري البديع فى قلب مصر.

– المتحف الحربي “قصر الحرم”

يقع القصر التاريخي داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالطريق الشمالي الغربي، وقد أمر بإنشاء هذا القصر محمد علي باشا سنة 1826م

حيث كان مخصص كمقر للوالي محمد علي وأسرته، حتى مجيء الاحتلال البريطاني إلى مصر سنة 1882 فتحول القصر إلى مقر الحاكم العسكري للجيش البريطاني حتى استردته الحكومة المصرية سنة 1948 ليرفع عليه من جديد العلم المصري، ومن ثم تولتهوزارة الحربية وحولته بعد ذلك لمتحف حربي مصري يحكي تاريخ الجيش المصري عبر العصور..

وقد تمت أعمال ترميم المتحف الحربي منذ عام 2015 حتى 2018، وقد شملت عملية الترميم إعادة القصر لرونقه الأصلي بما يحتويه من فنون أوروبية فريدة من نوعها، وتطوير قاعات وجنبات المتحف بمايليق به كمقر تاريخي لتراث الجيش المصري على مر العصور، كما شمل عرض المقتنيات بتقنيات عالية وتزويد المتحف بما يلزم من تفاصيل، حيث يعتبر ترميم المتحف الحربي أيضا جزء من مشروع إعادة توظيف القلعة التاريخية فى القاهرة كمركز ثقافي وحضاري مشع فى قلب القاهرة التاريخية، و حاضنة لعروض الفنون المصرية، و ملتقى ثقافي وترفيهي لأهل القاهرة وزوارها.

– مسجد سليمان باشا الخادم

يقع مسجد سليمان الخادم بجوار السور الشمالي لقلعة صلاح الدين فى الجزء العسكري من القلعة، ويعرف باسم جامع سارية الجبل.. وطالت يد الترميم المسجد العثماني خلال عام 2018 حيث بدأ المشروع مستغرقاً فى ترميمه حوالي 5 أعوام تحت إشراف المجلس الأعلى للأثار، وشملت أعمال الترميم المعماري الدقيق للأثر، وإزالة التكلسات والاتربة وتقوية النقوش، وتقوية عزل الأخشاب وأعمال الصيانة للرخام، كما تم ترميم الضريح والقباب.

 

– متحف الحضارة

رغم أن بداية تأسيس المتحف القومي للحضارة المصرية تعود إلى عام 2002، إلا أن أغلب تفاصيل مراحل البناء وانهاء المشروع تم استكماله منذ عام 2015، وبتكلفة إجمالية مليار ونصف، تم استكمال المتحف بعد بناء شمل ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى جميع أعمال الهياكل والبنية الأساسية لحوالى 120 الف متر مكعب من أعمال البنية الأساسية والكهرباء، والمحلات والجراجات..

 

متحف الحضارة القومى - تصوير : عمر الرزاز
متحف الحضارة القومى – تصوير : عمر الرزاز

والمرحلة الثانية تم خلالها بناء الهرم الزجاجي الذى يحتوى على متحف العاصمة ومخصص لعرض تاريخ مدينة القاهرة الكبرى، أما المرحلة الثالثة فشملت بناء قاعات العرض المتحفي وقاعة المتحف المركزية، مما يشكل حالة بانوراما لتاريخ مصر عبر العصور، وتشكل قاعة الموميوات الملكية المهيبة درة تاج متحف الحضارة، بما تمثله من تاريخ قديم، ومن حدث نقلها فى موكب ملكي ذهبي شاهده العالم وكان حديث المصريين والإعلام الدولي لأيام..

– المتحف اليوناني الروماني

تمثل الإسكندرية حقب عصور تقدم حضاري تسلمت راية قيادة التاريخ المصري وازدهار مكانة مصر العالمية في عصور البطالة الرومان وحوت على شاطيء بحرها أسرار المزج الثقافي بين العالم القديم وأوروبا فى مزيج فريد لم يكرره التاريخ.. ومن ذلك السحر ينبع أهمية المتحف اليوناني الروماني الذى يعود تاريخ بنائه إلى عام 1891 وقد تم تشييده على الطراز اليوناني – المصري، و يحتوى المتحف على 6 آلاف  أثرية متنوعة تمثل تاريخ الإسكندرية عبر العصور، كما يوجد فيه أثار مصرية من الحضارة القديمة ومن العصور الوسيطة..

 

امتدت نهضة التطوير العمراني والإهتمام بالتراث للمتحف اليوناني الروماني وتم العمل على المشروع بكل الإمكانيات، مع تقنيات عرض متحفي حديثة تماثل الموجود في أهم متاحف العالم، كما تم تطوير قاعات المتحف، وترميم واجهته الكلاسيكية العظيمة، فضلا عن تطوير منظومة الإضاءة والمراقبة داخل المتحف وخارجه، كما تم تزويد المتحف بقاعة يطلق عليها “egypsotice” لعرض المستنسخات الجترميمبسية بالمتحف القديم.
بالإضافة إلى القسم التعليمي و أرشيف متحفي، ومكتبة تاريخية شاملة للمتحف، مع الإهتمام بتحسين الخدمات المتحفية وأساليب العرض التقني للأثار، مما يشكل تجربة فريدة من نوعها لزوار المتحف بعد الترميم والتطوير الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى