التسجيل المسيء للنبي محمد يشعل الغضب ضد الدروز في سوريا- ما القصة؟

أثار ما وصفه بعض السوريين بـ التسجيل المسيء للنبي محمد الذى تناقلته وسال إعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والخوف من اندلاع فتنة طائفية في البلاد التي لم تتعافَ من الحرب الأهلية.

وأثار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، يتضمن إساءات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حالة من الاحتقان في عدد من المناطق السورية، لا سيما في محافظة السويداء ومدينة جرمانا بريف دمشق، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة وتوترات ذات طابع طائفي في واحدة من أسوأ موجات العنف التي تشهدها المنطقة منذ أشهر.

إعلان

وعقب انتشار التسجيل المسيء للنبي تحولت مدينة جرمانا، ذات الغالبية الدرزية، إلى ساحة اشتباك عنيف بين مجموعات مسلحة غير نظامية، بعضها من داخل المدينة وأخرى من خارجها، عقب انتشار التسجيل الصوتي.

وأسفرت المواجهات عن مقتل أربعة مسلحين، فيما قُتل عنصران من قوى الأمن العام السوري خلال محاولة فض الاشتباكات، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية.

المرجعية الدينية للدروز تحذر من الفتنة بعد التسجيل المسىء للنبي

وفي أول رد فعل رسمي من الطائفة الدرزية على ، أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز بيانًا شديد اللهجة، استنكرت فيه “الهجوم المسلح غير المبرر” على مدينة جرمانا، محملة السلطات السورية “المسؤولية الكاملة عمّا جرى وعن أي تفاقم للأزمة”.

الهيئة أدانت كذلك مضمون التسجيل المسيء للنبي محمد، مشيرة إلى أن “ما تم تلفيقه في هذا المقطع الصوتي هو مشروع فتنة وزرع للانقسام بين أبناء الوطن الواحد”، مشددة على أن الطائفة بريئة من مثل هذه التصرفات التي لا تمثل قيمها أو أخلاقها.

 “رجال الكرامة” تتبرأ من التسجيل المسىء للنبي

في محافظة السويداء، سارعت حركة رجال الكرامة إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن ما ورد في التسجيل المسيء للنبي محمد لا يمثل الطائفة الدرزية ولا قيم وأخلاق أهالي السويداء.

البيان شدد على أن “هذه التصرفات المشينة تهدف لإثارة الفتنة وشق الصف الوطني”، داعيًا السوريين إلى التحلي بالوعي والحذر ورفض خطاب الكراهية.

الداخلية السورية تحقق وتدعو للتهدئة

وزارة الداخلية السورية أصدرت بيانًا رسميًا، أعلنت فيه أنها باشرت تحقيقاتها حول التسجيل الصوتي المتداول، مؤكدة أن “التحريات الأولية لم تثبت بعد نسب التسجيل للشخص المتهم”، وأن العمل جارٍ لتحديد هوية صاحب الصوت وتقديمه للعدالة.

كما دعت الوزارة المواطنين إلى عدم الانجرار وراء تصرفات فردية أو جماعية قد تؤدي إلى الإخلال بالأمن، مشددة على أن الدولة “قائمة بدورها الكامل في حماية المقدسات ومحاسبة المسيئين إليها بكل حزم”، ومحذّرة من إجراءات صارمة بحق أي تجاوزات قانونية.

مخاوف من تصعيد طائفي بعد التسجيل المسىء للنبي

تأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد حاد في الخطاب الطائفي على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من توسع رقعة العنف إذا لم تُعالج القضية بحكمة ومسؤولية.

مراقبون حذروا من أن سوريا، التي أنهكتها الحرب الأهلية والنزاعات الداخلية، لا تحتمل انفجارًا جديدًا على خلفية طائفية، قد يعيد البلاد إلى مربعات خطرة.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تهدد وإيران تحذر.. هل تشعل مغامرات نتنياهو نيران حرب جديدة بالشرق الأوسط؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى