التنسيق الحضاري يستعين بمهندس بعد استعراضه تصورًا لتطوير القاهرة الخديوية

نجح المهندس المصري مصطفى سالم في لفت الأنظار إلى رؤيته الطموحة لتطوير مباني وسط البلد الخديوية، وذلك من خلال مجموعة من الفيديوهات التي نشرها على موقع “فيسبوك”. في هذه الفيديوهات، قدم سالم تصورًا معماريًا لكيفية استغلال هذه المباني التاريخية بأفضل طريقة ممكنة، بما يحقق أقصى استفادة منها مع الحفاظ على قيمتها التراثية.

تواصل مع الجهات الرسمية
حظيت أفكار مصطفى سالم باهتمام واسع وملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفعه إلى السعي للتواصل مع الجهات المختصة. وبالفعل، تمكن من الوصول إلى رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، الجهة المسؤولة عن الحفاظ على التراث العمراني في مصر.


اقرأ أيضا.. أهم المشروعات قيد التنفيذ في مصر خلال 2025 – الجزء الثالث
بدء التعاون لتنفيذ الرؤية
بعد اللقاء مع رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، المهندس محمد أبو سعدة، بدأ التعاون الرسمي بين الطرفين لتنفيذ التصور الذي قدمه المهندس مصطفى سالم. ويهدف هذا التعاون إلى وضع خطة متكاملة للحفاظ على الطابع المعماري الفريد لمباني وسط البلد، مع إدخال تعديلات تعزز من استخدامها بشكل عصري دون المساس بجوهرها التاريخي.


خطوة نحو تطوير مستدام
يمثل هذا التعاون نموذجًا ملهمًا لاستثمار الأفكار الإبداعية في خدمة التطوير العمراني المستدام، حيث يعكس قدرة الشباب المصري على تقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين المظهر الحضاري للمدن، مع الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة.
اتجاه حكومي لدعم مشروعات تطوير وسط البلد
في إطار اهتمام الدولة بتطوير القاهرة الخديوية، وجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بتكليف مكتب استشاري لوضع تصور متكامل لتطوير وسط القاهرة. يأتي ذلك في ظل خطط الحكومة للاستفادة من المباني الحكومية التي تم إخلاؤها بعد انتقال الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وطرحها للاستثمار بما يحقق الاستغلال الأمثل لها مع الحفاظ على هويتها المعمارية المميزة. كما أكد مدبولي أن هناك اهتمامًا كبيرًا من مستثمرين محليين ودوليين بالمشاركة في تطوير هذه المنطقة التاريخية.


عرض محمد العبار لتطوير وسط البلد
تزامنًا مع هذه الجهود، أعرب رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مؤسس شركة إعمار، عن رغبته في المساهمة في مشروع تطوير وسط البلد. وأوضح العبار أن لديه تصورًا لإنشاء مشروع متكامل يمتد على مساحة 40 إلى 50 فدانًا، يشمل تطوير الشوارع، وإضافة مرافق خدمية حديثة، مع التركيز على استعادة بريق المنطقة التاريخية على غرار مشروعات مثل “داون تاون دبي”. كما أكد أن شركته على استعداد لأن تكون من أوائل المستثمرين بمجرد فتح باب الطرح الرسمي من قبل الحكومة المصرية.


موقف الحكومة من العروض الاستثمارية
في الوقت ذاته، أوضح مصدر حكومي أن عرض العبار لا يزال مجرد فكرة ولم يُعرض بشكل رسمي على الجهات المعنية حتى الآن. وأكد أن الحكومة لن تبيع أي من أصولها في وسط البلد، وإنما تسعى إلى إقامة شراكات استثمارية تحقق التنمية دون المساس بالملكية العامة. وأضاف أن أي مخطط لتطوير المنطقة سيتم طرحه على مجلس النواب وحوار مجتمعي لضمان توافقه مع الهوية المعمارية للقاهرة الخديوية، بما يحفظ حقوق المواطنين ويحقق التوازن بين التطوير والاستدامة.