الجيش يطلق المرحلة الثانية من حملته العسكرية في الساحل السوري.. ما أهدافها؟

كشفت تقارير صحفية عن تحرك جديد من وزارة الدفاع السورية تجاه الأحداث المشتعلة منذ أيام في الساحل السوري والتي أسفرت عن مصرع العشرات منذ الخميس الماضي.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية، الأحد، بدء تنفيذ “المرحلة الثانية” من العملية العسكرية الهادفة إلى ملاحقة “فلول وضباط النظام البائد”، في إشارة إلى الموالين للرئيس السابق بشار الأسد، وذلك في الأرياف والجبال بمدن الساحل السوري.

وذكرت الوزارة، في بيان رسمي، أن هذه الخطوة تأتي بعد “استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل”، مؤكدة أن الاشتباكات تدور حاليًا في محيط قرية تعنينا بريف اللاذقية، حيث لجأ إليها العديد من المطلوبين، بمن فيهم شخصيات متهمة بارتكاب جرائم حرب.

نزوح واسع في الساحل السوري

وبحسب تقارير فقد تعرضت بلدات الريف الممتد بين بانياس والقدموس لقصف مدفعي مكثف، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة للسكان باتجاه الجبال والوديان المحيطة.

وذكرت مصادر محلية أن “عمليات قتل جماعي” وقعت في بعض القرى، كان من بين ضحاياها أطفال وكبار سن، إلى جانب تعرض منازل للسرقة والحرق، مما دفع العديد من أبناء الطائفة العلوية إلى الفرار من المنطقة.

وفي السياق ذاته، أرسلت إدارة الأمن العام السورية تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس في ريف طرطوس، بهدف “ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار”.

اشتباكات في بانياس واستمرار الفصائل المسلحة

في مدينة بانياس، عُثر على جثث في حي القصور، وسط أنباء عن اختفاء العديد من الأشخاص. كما لا تزال فصائل مسلحة تسيطر على بعض المناطق، رغم إعلان وزارة الدفاع عن خطط لانسحابها.

وأكدت مصادر أن مجموعات مسلحة، من بينها “العمشات” و”الحمزات”، لا تزال تنتشر في ريف بانياس، لا سيما في بلدتي اسقبلة وبارمايا، وسط مطالبات من الأهالي بضرورة خروجها.

رامي مخلوف يهاجم قيادات النظام السابق

هاجم رجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس السابق، رامي مخلوف، ضباطًا في النظام السابق، من بينهم غياث دلا ورئيس فرع الأمن العسكري، متهمًا إياهم بـ”توريط أهل الساحل والمتاجرة بدمائهم”.

وفي منشور على “فيسبوك”، قال مخلوف إن هؤلاء الضباط استغلوا حاجة المدنيين إلى المال بعد فقدان وظائفهم لإقناعهم بالقتال، مضيفًا: “ألم تكتفِ أيها الرئيس الهارب بما فعلته سابقًا من تدمير البلاد وتقسيمها وتدمير جيشها واقتصادها وتجويع الشعب؟”.

وأكد مخلوف أن هناك جهودًا تُبذل “لإيجاد حلول جذرية تمنع تكرار مثل هذه الأحداث وتضمن الأمن والاستقرار في المنطقة”.

تعليق جديد من الشرع على أحداث الساحل السوري

قال رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن الأحداث الدائرة في الساحل السوري “تحديات متوقعة”، مشددًا على “ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية”.

وفي تصريحات فجر الأحد، أكد الشرع: “نحن قادرون على العيش معًا في هذا البلد بالقدر المستطاع”.

تصاعد التوترات في الساحل السوري

اندلعت اشتباكات عنيفة الخميس الماضي في مناطق الساحل، في تصعيد هو الأعنف منذ سيطرة تحالف فصائل مسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” على الحكم في 8 ديسمبر.

يُذكر أن الساحل السوري، المعقل التقليدي للطائفة العلوية، يضم أيضًا أقليات مسيحية وإسماعيلية، في حين يشكل السنة الغالبية العظمى من سكان البلاد.

اقرأ أيضا: خطاب بعد الفجر.. تعليق جديد من الشرع على أحداث الساحل السوري- ماذا قال؟

زر الذهاب إلى الأعلى