الدعم السريع وحلفاؤه يُحاصرون الجيش في كردفان.. ماذا يحدث في السودان؟
في ظل تصاعد حدة المواجهات العسكرية بالسودان، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، سيطرتها على منطقة الدشول بولاية جنوب كردفان، بعد معارك ضارية استمرت عدة أيام ضد الجيش السوداني.
هذا التطور في السودان يأتي بالتزامن مع تصعيد ميداني كبير في غرب كردفان، ما يعزز مخاوف من أن البلاد باتت أمام مرحلة جديدة من الحرب، تتقدم فيها قوات الدعم السريع وحلفاؤها لتطويق الجيش السوداني من أكثر من جهة.
تطورات كردفان ومشروع السودان الجديد
ألقى نائب رئيس الحركة الشعبية، جقود مكوار، خطابًا أمام مقاتلي الحركة عقب إعلان السيطرة على الدشول، أكد فيه أن ما يُعرف بـ”مشروع السودان الجديد” هو الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة السودانية.
وقال إن قوات “تحالف السودان التأسيسي” باتت مستعدة لتحرير ما وصفها بـ”كافة الأراضي السودانية من قبضة الجيش والحركات المتحالفة معه”.
وأكد مكوار أن قوات الحركة في أفضل حالاتها وتمتلك زمام المبادرة، معلنًا أن مشروعهم يسعى إلى تأسيس سودان علماني ديمقراطي لا مركزي، يتسع لجميع المكونات، وأن الأيام المقبلة ستشهد “انتصارات جديدة” على الأرض.
كماشة كردفان تضيق على الجيش في السودان
بالتزامن مع معارك الدشول، تتواصل الاشتباكات العنيفة في غرب كردفان، حيث تخوض قوات الجيش مواجهات مع الدعم السريع وحلفائه.
ويعتقد مراقبون أن الهدف من هذه التحركات هو تطويق الجيش السوداني في منطقة كردفان، من الجنوب والغرب معًا، تمهيدًا لعزله ميدانيًا وفرض وقائع عسكرية جديدة قد تُترجم لاحقًا في المفاوضات أو ترتيبات ما بعد الحرب.
تحالف الحلو وحميدتي
رغم الشراكة السياسية والعسكرية القائمة بين الحركة الشعبية–شمال وقوات الدعم السريع، إلا أن العديد من الشكوك تحيط بمدى تماسك هذا التحالف، خاصة من جهة قيادات داخل الحركة تنظر بريبة إلى نوايا محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط مخاوف من سعيه للتمدد في منطقة جبال النوبة، المعقل التاريخي لعبد العزيز الحلو وقواته.
تقول مصادر داخل الحركة إن بعض القيادات ترى أن دقلو يسعى لتعزيز نفوذه في الجنوب على حساب التوازن داخل التحالف، ما قد يؤدي إلى توتر داخلي في حال تغيرت موازين القوى أو ظهرت خلافات حول السيطرة والمكاسب السياسية لاحقًا.
من الهدنة إلى التحالف العسكري
تعود جذور الصراع بين الجيش السوداني والحركة الشعبية–شمال إلى عام 2011. لكن عقب سقوط نظام البشير في 2019، جرى اتفاق غير معلن على وقف العمليات القتالية.
هذا الوضع لم يستمر طويلًا، إذ عادت المواجهات بين الطرفين بعد اندلاع الحرب المفتوحة بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023.
في أعقاب ذلك، أعلنت الحركة الشعبية توقيع اتفاق سياسي–عسكري مع الدعم السريع وعدد من المكونات المدنية في نيسان الماضي، لتشكيل ما يُعرف بـتحالف السودان التأسيسي، وهو كيان يسعى، بحسب بياناته، إلى بناء دولة ديمقراطية لا مركزية تقوم على مبدأ العلمانية والمواطنة المتساوية.
السودان نحو مشهد أكثر تعقيدًا
وفق مراقبون فأن تطورات المشهد العسكري في كردفان تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحرب، حيث تندمج التحالفات السياسية مع حسابات السيطرة الميدانية.
وفي ظل غياب مسار تفاوضي فعال، وانقسام المواقف الإقليمية والدولية، يبدو أن السودان يتجه نحو مزيد من التعقيد، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر في ظل انهيار البنية التحتية ونقص الخدمات وانعدام الأمن الغذائي.
اقرأ أيضا
ترامب وصفه بـ”الشيوعي المجنون”.. هل يصبح زهران ممداني أول مسلم يحكم نيويورك؟