الدول العربية المحاطة بالقواعد الأمريكية.. هل أصبحت واشنطن عبئًا على الخليج؟

تحتفظ الولايات المتحدة بـ27 قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، منها 12 تُستخدم بانتظام منذ 15 عامًا على الأقل، أغلبها داخل دول عربية.

هذه القواعد تُمثل ركائز استراتيجية للوجود الأمريكي، حيث يتم منها تنفيذ عمليات جوية، ومهام استخباراتية، ومراقبة تحركات إيران والجماعات المسلحة في المنطقة.

الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط .. خارطة مفتوحة للتهديد

ومع تمركز أكثر من 50 ألف جندي أمريكي في قواعد تمتد من الخليج إلى شرق المتوسط، تتحول تلك المنشآت إلى بؤر ساخنة في صراع جيوسياسي مفتوح .. وأبرز القواعد الأمريكية في الدول العربية:

قطر .. قاعدة العديد الجوية

بدأ الوجود العسكري الأميركي بقطر في إطار اتفاق تعاون أمني بين البلدين عام 1992، إذ أصبحت قطر وفقا لذلك حليفا رئيسيا لأميركا في المنطقة.

الموقع: جنوب غرب الدوحة

القوات: أكثر من 11,000 جندي أمريكي

الوظيفة: المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأمريكية، والأضخم في المنطقة

السعودية .. قاعدة الأمير سلطان الجوية

برز التعاون العسكري السعودي الأميركي خلال الغزو العراقي للكويت، وقد بلغ الوجود العسكري الأميركي الثابت في السعودية ذروته بحوالي 10 آلاف جندي، وفي عام 2003.

وخفضت أميركا قواتها، ونقلت أكثرها إلى “قاعدة العديد” القطرية، واحتفظت فقط بحوالي 2700 جندي في السعودية.

وتعمل القوات الأميركية بالتنسيق مع حكومة المملكة العربية السعودية، حيث توفر أنظمة دفاع جوي وصاروخي واستخدام الطائرات العسكرية، وتمتلك حق استخدام عشرات المرافق التابعة للجيش السعودي، وارتكازها الأساسي بقاعدة الأمير سلطان الجوية.

الموقع: جنوب شرق الرياض

القوات: نحو 2,700 جندي

الوظيفة: تعزيز الردع ضد التهديدات الإيرانية

قوات عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط – أرشيفية

الإمارات .. قاعدة الظفرة الجوية

تعد الإمارات حليفا مهما لأميركا، إذ تقدم دعما أساسيا لقواتها العسكرية وطائراتها وسفنها في منطقة الشرق الأوسط، وتستضيف 5 آلاف عسكري أميركي، و3 قواعد عسكرية وأهمها قاعدة الظفرة الجوية.

الموقع: جنوب أبوظبي.

القوات: حوالي 3,500 جندي.

الوظيفة: عمليات جوية واستخباراتية، ومركز حرب جوية مشترك.

اقرأ أيضاً.. أمريكا تخوض “معركة جديدة مع الصين بنصف مليار دولار” .. سباق تسلح على معادن الأرض النادرة

الكويت .. معسكر عريفجان وقاعدة علي السالم

أقامت الكويت عام 1991 تعاونا عسكريا مع الولايات المتحدة عبر اتفاقية دفاعية، بمقتضاها تمركزت آلاف من القوات الأميركية في الكويت، التي أصبحت قاعدة لوجستية رئيسية للعمليات الأميركية وقوات التحالف أثناء غزو العراق عام 2003.

ثم أسهمت لاحقا في عملية انسحاب القوات الأميركية وسحب معداتها العسكرية من العراق، كما استُخدمت أراضيها في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

القوات: 13,500 جندي

الوظيفة: دعم لوجستي للعمليات في العراق وسوريا.

البحرين .. مقر الأسطول الخامس

نشرت أميركا قوات بحرية في البحرين منذ 1948، وقد أبرم البلدان معاهدات تعاون أمنية في عامي 1971 و1991، بموجبها أصبحت البلاد تمثل مركزا مهما لأنشطة الدعم للبحرية الأميركية، وفي عام 2022، كان هناك أكثر من 9 آلاف جندي أميركي يتمركزون في 3 قواعد، أهمها قاعدة الجفير البحرية.

قاعدة الجفير البحرية هي القاعدة البحرية الشاطئية الدائمة الوحيدة في الشرق الأوسط، وتوجد بها القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، ومقر الأسطول الخامس الأميركي.

الموقع: العاصمة المنامة

القوات: أكثر من 9,000 جندي

الوظيفة: قيادة العمليات البحرية في الخليج “مقر الأسطول الأمريكي الخامس”.

العراق .. قواعد عين الأسد والتاجي

بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية خفضت وزارة الدفاع الأميركية عدد قواتها الموجودة في العراق، حتى بلغ عام 2021 نحو 2500 عنصر فقط، وصرحت السلطات الأميركية بأن تلك القوات تؤدي دورا استشاريا ولا تشارك في القتال، وتمتلك أميركا العديد من القواعد العسكرية في البلاد، أبرزها عين الأسد والتاجي.

القوات: وحدات دعم وتدريب ومكافحة الإرهاب

الوظيفة: مراقبة النفوذ الإيراني، وتدريب القوات العراقية

القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
انتشار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط

الأردن .. عدة قواعد منها “موفق السلطي”

للأردن تعاون عسكري وثيق مع الولايات المتحدة، التي توفد مئات من المدربين الأميركيين لإجراء مناورات عسكرية مكثفة، ولها ما يقرب من 2900 عسكري في الأردن، بهدف تعزيز أمن البلاد، ودعم الاستقرار الإقليمي.

القوات: 2,900 جندي

الوظيفة: دعم عمليات التحالف وتأمين الحدود الشرقية

سلطنة عمان .. تسهيلات جوية وبحرية أمريكية

وقَّعت أميركا وعُمان اتفاقية “الوصول إلى المرافق العمانية” في عام 1980، وبموجبها تملك القوات الأميركية -التي تضم نحو 600 جندي في عُمان- حق استخدام 24 مرفقا عسكريا في البلاد، بما فيها المطارات والموانئ ومجموعة من القواعد العسكرية.

سوريا .. قاعدة التنف

الموقع: مثلث الحدود مع العراق والأردن

القوات: تم تخفيضها إلى نحو 200 جندي

الوظيفة: عمليات ضد داعش ورصد تحركات طهران

جيبوتي .. معسكر ليمونييه

الموقع: القرن الإفريقي

الوظيفة: مكافحة الإرهاب في باب المندب ومحيطه

تسهيلات كبيرة للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط

وتحصل القوات الأميركية على تسهيلات واسعة تتضمن القيام بمناورات عسكرية مشتركة، وحق استخدام المجال الجوي والموانئ والمطارات والمعسكرات، والحصول على خدمات الوقود والصيانة وتخزين الأسلحة في أكثر دول المنطقة، الأمر الذي منحها حرية ومرونة بالغة في الحركة براً وجواً وبحراً.

وتهدف الولايات المتحدة من وجودها العسكري إلى حماية مصالحها في المنطقة، والقضاء على ما تسميه “الجماعات الإرهابية”، ودعم حلفائها في الإقليم، وإجراء التدريبات والمناورات العسكرية وتقديم المشورة، كما تعمل على تأمين تدفق المساعدات العسكرية الحيوية لإسرائيل.

تسهيلات عسكرية تطورت لإقامة قواعد في المنطقة

بدأ الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يأخذ طابعا ثابتا ومنتظما، عبر إقامة قواعد عسكرية في المنطقة تضم قوات دائمة، بعد أن كان الشكل الشائع تسهيلات عسكرية مؤقتة في نطاق محدود.

وكانت حرب الخليج الثانية التي اندلعت عام 1991 محفزا رئيسيا للتحول، إذ تم نشر أكثر من 500 ألف جندي أميركي في السعودية في إطار عملية “درع الصحراء”، التي شارك فيها 697 ألف جندي أميركي (بحسب أرقام وزارة الدفاع الأميركية)، وعلى إثرها أصبحت أميركا تمتلك قواعد عسكرية في المنطقة، مكَّنت قواتها من القدرة على القيام بعمليات عسكرية على نطاق واسع، وشن هجمات برية وبحرية وجوية.

هل أصبح التواجد الأمريكي عبئاً على دول الخليج؟

رغم ما يوفره الوجود العسكري الأمريكي من مظلة حماية ردعية ضد التهديدات الإيرانية والصراعات الإقليمية، إلا أن هذا التواجد بات يُنظر إليه في بعض الأوساط كعبء استراتيجي على دول الخليج.

فمع تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، أصبحت القواعد الأمريكية أهدافًا محتملة لهجمات صاروخية أو طائرات مسيّرة، مما يُعرض أراضي الدول المضيفة وشعوبها لخطر مباشر.

كما تُواجه الحكومات الخليجية معضلة الموازنة بين تحالفاتها الغربية ورغبتها في تجنب التصعيد مع إيران، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى استمرار هذا التمركز العسكري الكثيف، وما إذا كان يحقق الأمن فعلاً أم يستدرج مزيداً من المخاطر.

اقرأ أيضًا: كوريا الجنوبية تلغي صفقة مروحيات أباتشي مع أمريكا.. هل بداية لابتعاد سيول عن فلك واشنطن؟

زر الذهاب إلى الأعلى