الرئيس الصومالي يزور أسمرة .. بوادر تحالف عسكري إقليمي بقيادة مصر
غادر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، العاصمة مقديشو في زيارة إلى العاصمة الإريترية أسمرة، للقاء نظيره الإريتري أسياس أفورقي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفقاً لوكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الصومالية أطلعت عليه “خاص عن مصر“، يرافق الرئيس الصومالي في مهمته وزير الخارجية أحمد معلم فقي.
وفي حديث لوكالة أنباء “سونا” قبل مغادرته، أشار الأخير إلى أن المحادثات ستركز على القضايا الإقليمية التي تؤثر على القرن الأفريقي، مع التركيز على تعزيز التعاون في القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبحسب تقارير نقلها موقع “غاروي أونلاين” الإخباري الصومالي، عن مصادر مطلعة، سيشارك الرئيس حسن شيخ محمود خلال إقامته في أسمرة في حوار ثلاثي مع مصر. ومن شأن هذه الأخبار، إذا تأكدت، أن تمهد الطريق لتحالف عسكري محتمل بين الدول الثلاث ضد إثيوبيا.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت الشهر الماضي في نيويورك، عقد وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي ونظيريه الصومالي والإريتري أحمد معلم فقي وعثمان صالح اجتماعا ثلاثيا بهدف تأكيد الإرادة السياسية لتحقيق الأهداف والمصالح المشتركة والحفاظ على الاستقرار في المنطقة واحترام سيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي ان الأطراف الثلاثة “شددوا على ضرورة مواصلة التنسيق والتعاون الوثيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم مصالح الشعوب الثلاثة، في ضوء روابط الأخوة والصداقة التي تجمع بينهم، فضلا عن التوافق في الرؤى والمواقف”.
اقرأ أيضاً.. تحركات مصرية في حوض النيل.. كينيا تعلن التعاون مع مصر لتعزيز الأمن الإقليمي
وبدأت مصر في تسليم الإمدادات العسكرية إلى الصومال في أغسطس الماضي، ووفقاً لتقارير صحفية، تتضمن شحنات الأسلحة المصرية مدافع هاوتزر وصواريخ مضادة للدبابات وذخيرة ثقيلة، حيث تعد هذه أكبر شحنة أسلحة يتم تسليمها للصومال منذ رفع حظر التسليح عليها.
ويعد وصول شحنات الأسلحة المصرية أول خطوة ملموسة تظهر تضامن القاهرة مع الصومال في سياق الأزمة الدبلوماسية مع إثيوبيا، وقد جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي هذا الدعم قبل أسابيع قليلة خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أبدى عزمه على تأكيد دعمه لـ”استقلال وسلامة أراضي” الصومال.
وبعد اتفاقية التعاون العسكري الموقعة مع الصومال لإرسال جنود مصريين إلى مقديشو، والتي أثارت غضب إثيوبيا المجاورة، تدرس الحكومة في القاهرة اتفاقية مماثلة مع إريتريا، والتي ستشمل أيضًا تدابير ثنائية لحماية الشحن في البحر الأحمر.
وذكرت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية ذلك، مؤكدة أن مصر تناقش في الوقت نفسه مع أسمرة وساطة مصرية محتملة في الصراع المستمر منذ عقد من الزمان بين الحكومة الإريترية وجبهة تحرير شعب تيغراي.
وتأتي المحادثات بين مصر وإريتريا بعد زيارة مفاجئة قام بها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، إلى أسمرة الشهر الماضي برفقة وزير الخارجية بدر عبد العاطي، حيث التقى الوفدان بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي، وبحسب وزارة الخارجية المصرية، فقد سلما رسالة مباشرة من السيسي تهدف إلى “تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات”.
ودعمت مصر سياسياً وعسكرياً الصومال في نزاعها مع إثيوبيا بعد توقيع مذكرة تفاهم بحرية مثيرة للجدل مع جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد، والتي لا تعترف بها مقديشو.
وبموجب هذا الاتفاق، ستحصل أديس أبابا على حق الوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة، مقابل الاعتراف باستقلالها عن الصومال. وفي هذه النقطة تظل السلطات الإثيوبية مراوغة.
وفي أعقاب هذا الاتفاق، حصلت الصومال على دعم تركيا ومصر وإريتريا، في حين عززت إثيوبيا علاقاتها مع بونتلاند، وهي ولاية إقليمية في الصومال كانت تقليديا في صراع مع الحكومة الفيدرالية في مقديشو.