السعودية تبتكر مادة لتبريد طرق المشاعر المقدسة.. موعد التطبيق

في خطوة تهدف إلى تعزيز راحة ضيوف الرحمن وتخفيف آثار الحرارة المرتفعة في المشاعر المقدسة، كشفت الهيئة العامة للطرق السعودية عن خططها لتوسيع مبادرة تبريد طرق المشاعر خلال موسم حج العام المقبل، وذلك باستخدام مادة لونية مبتكرة محليا أثبتت فاعليتها في خفض درجات حرارة الطرق بنسبة كبيرة.
وأكد عبدالعزيز العتيبي، المتحدث الرسمي للهيئة، في تصريح لـ”الاقتصادية” السعودية، أن الابتكار المحلي يؤدي إلى خفض حرارة أسطح الطرق بنحو 12 درجة مئوية مقارنة بالسابق، وحقق زيادة في فاعلية التبريد بنسبة 80% مقارنة بموسم الحج السابق.
خصائص المادة المبتكرة ودورها في التبريد
وتُصنع المادة المستخدمة في التبريد بالكامل داخل السعودية، وهي مصممة خصيصا لعكس أشعة الشمس وامتصاص كميات أقل من الحرارة، مما يجعلها حلا فعالا لمشكلة سخونة الطرق التي تؤثر سلبا على الحجاج، خصوصا في ساعات الذروة الحرارية.
وأشار العتيبي إلى أن هذا التقدم تحقق بفضل جهود كوادر وطنية تعمل ضمن “مركز أبحاث الطرق”، أحد أبرز المراكز العلمية في الشرق الأوسط، والذي يضم مختبرات مجهزة بأحدث الأجهزة لإجراء التجارب والبحوث المتعلقة بطرق الإنشاء والسلامة البيئية.
شراكات متعددة تؤكد التزاما بيئيا وتكنولوجيا
وتم تنفيذ المبادرة بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة، ما يُبرز نهج التكامل والتعاون في ابتكار حلول بيئية فعالة ومستدامة. وتؤكد هذه الخطوة التزام المملكة بتطوير تقنيات محلية صديقة للبيئة، تدعم راحة الحجاج وتُظهر صورة حضارية للتعامل مع تحديات الحج في ظل تغيرات المناخ.
كما تُعد هذه المبادرات مؤشرا على سعي السعودية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحلول الهندسية المرتبطة بالمناخ، بما يعكس التوجه نحو الاستدامة البيئية والتقنية.
توسّع في الطرق المطاطية لخدمة كبار السن
وإلى جانب مبادرة تبريد الطرق، أعلنت الهيئة عن توسيع مبادرة الطرق المطاطية المرنة بنسبة 33% هذا العام. وتسهم هذه المبادرة في تخفيف صلابة الأسطح الأسفلتية على ممرات المشاة، وتحديدا في المناطق التي تشهد كثافة من كبار السن.
وقد شملت الأعمال رصف الطريق الممتد من مسجد نمرة إلى محطة قطار المشاعر في عرفات باستخدام أسفلت مطاطي مرن، ليصل إجمالي المساحة المستخدمة إلى 16 ألف متر مربع، مما يمنح الحجاج تجربة أكثر راحة وأمانا أثناء السير.
وتظهر تجارب مركز أبحاث الطرق أن هذه المواد ساعدت بشكل مباشر في تحسين تجربة الحج، من خلال تعزيز الأمان وتخفيف الضغط البدني عن الحجاج أثناء التنقل.
اقرأ أيضا.. أكبر تغييرات جذرية تعيد رسم ملامح موسم الحج 2025.. إصلاح تاريخي وابتكارات غير مسبوقة
بيئة ذكية ومستقبل أكثر راحة
وتجسد هذه المبادرات نهجا جديدا تتبناه السعودية في إدارة موسم الحج، عبر دمج البحث العلمي بالتنفيذ الميداني، وتوظيف التقنيات المحلية لحل تحديات حقيقية يعيشها الملايين من الزوار.
ومن خلال مشاريع مثل تبريد الطرق والطرق المطاطية، تضع الهيئة العامة للطرق معيارا جديدا في كيفية تسخير الابتكار لخدمة الإنسان، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تجربة الحجاج، ووجه السعودية التنموي والإنساني.