السعودية تحتفل بتخريج أول سرية وطنية متخصصة في تشغيل منظومة “ثاد” الدفاعية الأمريكية| شاهد

أعلنت وزارة الدفاع السعودية عن تخريج أول سرية من الكوادر الوطنية المتخصصة في تشغيل وصيانة منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية المتقدمة “ثاد” (THAAD)، وذلك خلال حفل رسمي أُقيم في الولايات المتحدة، بحضور ممثلين من الجانبين السعودي والأمريكي.
ويُعد هذا الحدث تتويجًا لجهود استمرت لسنوات في إطار سعي المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية، وتوطين التقنية العسكرية، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية، بما يتماشى مع مستهدفات “رؤية السعودية 2030”.
منظومة “ثاد” الدفاعية.. درع متقدم ضد التهديدات الباليستية
نظام “ثاد” (Terminal High Altitude Area Defense) هو منظومة أمريكية متطورة لاعتراض الصواريخ الباليستية في مرحلة التحليق النهائية، قبل أن تصل إلى أهدافها. يعمل النظام باستخدام صواريخ غير مزودة برؤوس متفجرة، بل يعتمد على تقنية “الاصطدام المباشر” لتدمير التهديدات القادمة عبر التصادم الحركي.
تتألف المنظومة من عدة مكونات رئيسية، تشمل رادارات AN/TPY-2 عالية القدرة، ومنصات إطلاق متحركة، ووحدات قيادة وتحكم. وتتمتع “ثاد” بقدرة على مواجهة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وهي مصممة للعمل ضمن شبكة دفاع متعددة الطبقات، ما يجعلها أداة استراتيجية لتعزيز أمن المجال الجوي للمملكة.
- أول سرية سعودية لتشغيل منظومة “ثاد” الدفاعية
تعاون سعودي–أمريكي دفاعي ممتد
تعود الشراكة الدفاعية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة إلى عقود، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا نوعيًا في طبيعة هذا التعاون، حيث بات يشمل إلى جانب صفقات التسلح، برامج تدريب وتأهيل، ونقل تقنية، وتوطين صناعات متقدمة.
وتأتي صفقة منظومة “ثاد”، التي وُقّعت عام 2017 بقيمة تقارب 15 مليار دولار، كأحد أبرز ملامح هذا التعاون. تضمنت الصفقة حصول المملكة على سبع بطاريات تشمل 44 منصة إطلاق، و360 صاروخًا، وسبعة رادارات من طراز AN/TPY-2. كما نص الاتفاق على نقل جزئي للتقنية، وتصنيع بعض المكونات داخل المملكة، دعمًا لخطط التوطين.
- قادة الجيش السعودي يشهدوا حفل تخرج أول سرية وطنية لتشغيل “ثاد”
خطوة استراتيجية نحو الاكتفاء الدفاعي الذاتي من الخبراء
يمثل تخريج أول دفعة من المشغلين السعوديين لمنظومة “ثاد” نقلة نوعية في جهود المملكة لبناء قاعدة بشرية مؤهلة تقنيًا، قادرة على إدارة أنظمة دفاعية متقدمة دون الاعتماد الكامل على الأطراف الخارجية.
كما يعكس الحدث التزامًا سعوديًا طويل الأمد بتطوير بنية تحتية دفاعية محلية، تقوم على الكفاءة، ونقل المعرفة، وتعزيز الاستقلالية في القرار الدفاعي. ويُنظر إلى مثل هذه المبادرات باعتبارها جزءًا من التحول الاستراتيجي الذي تنتهجه المملكة لتصبح لاعبًا محوريًا في مجال الصناعات العسكرية في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا: 110 ملايين دولار عالقة.. F-35 مقاتلة بريطانية لا تُرى والجميع يراقبها في مطار هندي| ما القصة؟