السعودية تسمح لمواطني ومقيمي دول عربية بـ أداء العمرة في أي وقت| الأوراق والشروط

في تحوّل كبير في السياسة يعكس التحديث المستمر للمملكة العربية السعودية لقطاع السياحة الدينية، أعلنت المملكة أنه بإمكان مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والمقيمين فيها أداء مناسك العمرة في أي وقت من السنة.

وتُمثل هذه المبادرة، التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة، توسعا كبيرا في إمكانية الوصول إلى إحدى أقدس الشعائر الإسلامية، وتُؤكد على الهدف الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية المتمثل في تحسين تجربة العمرة.

الشروط والضوابط اللازمة لأداء العمرة

وتؤكد اللوائح الجديدة، المنشورة عبر منشور رسمي على منصة X (المعروفة سابقا باسم تويتر)، أنه يُسمح لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي بدخول المملكة عبر أي منفذ بري أو جوي أو بحري، شريطة الحصول على التصاريح اللازمة عبر تطبيق “نُسُك” الرسمي، المنصة الحكومية المخصصة لتنظيم إجراءات الحج.

تأشيرات مرنة وميسّرة للمقيمين في الخليج

في خطوة تكميلية، أوضحت الوزارة أيضا مسارات متعددة للحصول على تأشيرات المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي – غير المواطنين المقيمين في دول مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان – لأداء مناسك العمرة. وتشمل هذه المسارات:

تأشيرة العمرة: متاحة مباشرة عبر منصة “نُسُك”.

تأشيرة العبور: تُصدر بالشراكة مع الخطوط الجوية العربية السعودية وطيران ناس، وهي مثالية للمسافرين العابرين عبر المملكة العربية السعودية.

تأشيرة سياحية: يمكن الحصول عليها عبر البوابة الرسمية لوزارة الخارجية.

صُممت خيارات التأشيرات المرنة هذه لتسهيل الدخول وتوسيع نطاق إمكانية الوصول، مما يعزز التزام المملكة بالسياحة الدينية الشاملة.

حجز مسبق ضروري لزيارة الأماكن المقدسة

وعلى الرغم من تسهيل إجراءات الدخول، لا يزال على المعتمرين اتباع الإجراءات الرسمية عند دخولهم المملكة. يتطلب الوصول إلى بعض الأماكن المقدسة، وأبرزها الروضة الشريفة، الحجرة الشريفة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، حجز موعد مسبق عبر تطبيق “نُسُك”.

وتضمن هذه الخطوة تدفقا منظما للزوار، وتتماشى مع استراتيجيات إدارة الحشود الجارية، لا سيما مع استعداد المملكة العربية السعودية لاستيعاب عدد متزايد من السياح الدينيين في إطار رؤيتها التنموية 2030.

السياق والتداعيات الأوسع

وعلى عكس الحج، تُعدّ العمرة فريضة إسلامية غير إلزامية إلى مكة المكرمة، ويمكن أداؤها في أي وقت من السنة، باستثناء موسم الحج.

وفي السابق، كان دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والمقيمين فيها محدودا أو خاضعا للتوافر الموسمي. يُمثل هذا الإصلاح تحولا كبيرا في سياسة السياحة الدينية في المملكة.

ويأتي هذا الإعلان في أعقاب استئناف إصدار تأشيرات العمرة الدولية في 10 يونيو 2025، وإعادة تفعيل حجوزات التصاريح عبر منصة “نُسُك” اعتبارًا من 11 يونيو.

فصل جديد في سياحة العمرة

ووفقا للوزارة، تُعدّ هذه التحديثات جزءا من “جهود حثيثة لتبسيط إجراءات العمرة وتحسين تجربة المعتمرين بشكل عام”.

ويتمثل الهدف الاستراتيجي الأوسع للمملكة العربية السعودية في الارتقاء بتجربة المعتمرينمع دمج التكنولوجيا والكفاءة التشغيلية. ومن خلال الاستفادة من المنصات الرقمية مثل “نُسُك” وتوسيع شراكات التأشيرات، تعمل المملكة على صياغة بيئة حج أكثر سهولةً في الوصول والإدارة.

ويتجاوز هذا التطور مجرد التسهيلات اللوجستية، بل يعكس طموح المملكة العربية السعودية الأوسع لاستقبال ملايين المسلمين سنويا لأداء مناسك العمرة.

اقرأ أيضا.. النفط يشتعل.. أسعار الوقود في الإمارات تقفز لأعلى مستوياتها منذ أشهر

كما يرمز هذا التطور إلى نهج المملكة المتطور في الدبلوماسية الدينية، مع التركيز على الوحدة الإقليمية، وسهولة الوصول، والتكامل التكنولوجي في إدارة الشعائر المقدسة.

ومع تسهيل أداء العمرة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي والمقيمين فيها، تفتح المملكة العربية السعودية فعليا فصلا جديدا في سرديتها السياحية الدينية – فصل قائم على سهولة الوصول، والبساطة، والابتكار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى