السيارات اليابانية تصطدم بجدار ترامب الجمركي .. المفاوضات تواجه خطر الانهيار

تواجه صادرات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة أكبر اختبار سياسي وتجاري لها منذ سنوات، مع إصرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فرض ضرائب جمركية قاسية تهدد بانهيار المفاوضات الثنائية بين البلدين، رغم المحاولات اليابانية المستمرة لاحتواء الأزمة.
وتكشف التقارير أن هذا الملف أصبح رمزًا لتوترات متصاعدة بين حليفين تاريخيين، تقوده ضغوط التصنيع المحلي وسياسات الحماية التجارية الأمريكية.
السيارات اليابانية أمام موقف أمريكي متصلّب
كشفت مجلة نيكي اليابانية أن المفاوضات التجارية الجارية بين اليابان والولايات المتحدة أصبحت مهددة بالفشل، نتيجة تصميم إدارة ترامب على المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على السيارات اليابانية المستوردة، وهي نسبة مرتفعة تُعد الأعلى منذ عقود.
وبحسب التقرير، قدمت الحكومة اليابانية عدة عروض مرنة وإجراءات تحفيزية، تهدف إلى تقليص العجز التجاري مع الولايات المتحدة، وفتح الباب أمام شركات السيارات الأمريكية لدخول السوق الياباني بسلاسة، من خلال تخفيف بعض لوائح السلامة المشددة التي لطالما عرقلت دخول السيارات الأمريكية إلى اليابان.
- السيارات اليابانية والضرائب الأمريكية
رئيس الوزراء الياباني الضرائب تهدد الوظائف والصناعة
في تصريح حاد، قال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا إن فرض واشنطن ضرائب على السيارات اليابانية “مرفوض بالكامل، ويمثل تهديدًا مباشرًا للوظائف في اليابان”، محذرًا من أن إصرار ترامب على موقفه قد يؤدي إلى انهيار كامل في المحادثات التجارية.
تصريحات إيشيبا لم تأتِ من فراغ، إذ يشكّل قطاع السيارات 28.3 في المئة من إجمالي الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة خلال عام 2024، ما يعني أن أي تهديد لهذا القطاع يمس الاقتصاد الياباني في العمق، ويعرّض آلاف فرص العمل للخطر.
ضرائب إضافية على الصلب والألمنيوم تزيد التوتر
ولم تتوقف إجراءات إدارة ترامب عند السيارات فقط؛ بل شملت أيضًا فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم اليابانية، ما فاقم التوتر بين البلدين.
هذه القرارات تعكس توجهًا أمريكيًا أوسع لإعادة سلاسل التوريد إلى الداخل، وتشجيع الشركات على نقل مصانعها من آسيا إلى الأراضي الأمريكية، تنفيذًا لسياسة “أمريكا أولًا” التي يواصل ترامب التمسك بها بقوة.
توتر قد يمتد إلى قطاعات أوسع
يتخوف محللون اقتصاديون من أن تمتد آثار هذه المواجهة التجارية إلى قطاعات أخرى خارج صناعة السيارات، خاصة مع تعثر الوصول إلى تفاهمات شاملة في ظل تصلب الموقف الأمريكي.
فاليابان تُعتبر أحد الشركاء التجاريين الأبرز للولايات المتحدة، وأي تصعيد طويل الأمد قد ينعكس سلبًا على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين، ويضر بالمصالح المتبادلة في ملفات عالمية متعددة.
هل تنهار المفاوضات بالفعل؟
حتى الآن، لم يُعلن رسميًا عن وقف المحادثات، لكن نبرة التصريحات اليابانية تعكس قلقًا متزايدًا من سلوك غير مرن من إدارة ترامب، يقوّض فرص التوصل إلى حل وسط.
ويرى مراقبون أن قدرة اليابان على التكيف وتقديم تنازلات كبيرة في هذا الملف قد لا تكفي أمام سياسة أمريكية تتجه نحو فرض الأمر الواقع، وفي حال استمرار الجمود، فإن صادرات السيارات اليابانية، التي تشكّل عصب الصناعة في طوكيو، ستتلقى ضربة قاسية تُعيد ترتيب خريطة التجارة العالمية.
اقرأ أيضًا: أسعار ومواصفات تويوتا كورولا موديل 2025 في مصر