السيمافور.. النبات الذي يرقص على الموسيقى وفي الضوء

سيف مصطفى14 مارس، 2025

يؤكد العلم دومًا أن حركة النباتات مرتبطة بالأحوال الجوية، ولكن نبات السيمافور أو النبات الراقص أصبح أحد الظواهر الكونية المحيرة للعلماء.

أطلق العلماء عليه اسم “النبات الراقص” بسبب طبيعته كثيرة الحركة، حيث إنه يحتوي على أوراق كبيرة تتحرك لأعلى وأسفل طوال اليوم، وتؤدي العديد من الحركات خلال فترات النهار والليل.

ما هو نبات السيمافور؟

السيمافور هو شجيرة استوائية تنتمي إلى عائلة البازلاء، وهو من النباتات القليلة القادرة على الحركة السريعة، وتشمل هذه المجموعة أيضًا نبتة المستحية، وفخ الذباب فينوس، والنبات المثاني.

بدأ العالم يعرف هذا النبات عام 1779 عندما قدمها الطبيب الهولندي مارتن هوتوين للعالم لأول مرة، لكنها أصبحت أكثر شهرة بعد وصف تشالز داروين لها عام 1873، ومن ثم أمضى داروين جزءًا كبيرًا من العشرين عامًا التالية في الكتابة عن النبات الراقص.

ويتواجد بشكل كبير في دول جنوب آسيا وشرقها مثل بنجلاديش، بوتان، كمبوديا، الصين، الهند، إندونيسيا، لاوس، ماليزيا، ميانمار، نيبال، باكستان، سريلانكا، تايوان، تايلاند، وفيتنام.

مواصفات غريبة لنبات السيمافور

وفقًا لما ذكره العلماء فإن ذلك النبات يتسم بقاعدة أوراقه الأكبر حجمًا، بالإضافة إلى الأوراق الجانبية التي تؤدي حركات إيقاعية باستمرار، بل الأغرب من ذلك هو زيادة حركة أوراق النبات عند تعرضها للموسيقى.

الأمر لا يتوقف على ذلك، بل إن تلك الحركات تتزايد بشكل أسرع مع زيادة الضوء الساطع أو ارتفاع درجات الحرارة، وفي درجات حرارة عالية يمكن للأوراق أن تدور دورة واحدة كل 90 ثانية.

أسباب حركة النبات الغريبة

اختلفت الدراسات العلمية حول أسباب تلك الحركة الراقصة للنبات، فبعض الدراسات أرجعتها إلى زيادة كمية الضوء الممتص وتسهيل نضح الماء.

في حين قالت دراسة أخرى إن تلك الحركة ربما تكون ردع الحيوانات العاشبة باستخدام خاصية استشعار الاهتزاز التي تبين أنها تمكن نباتات أخرى من اكتشاف اهترازات حشرة تمضغ، فيزيد لديها مركبات الدفاع لإبعاد الحشرة الجائعة أو حتى التخلص منها.

بينما ذهبت نظرية ثالثة إلى أن حركة الأوراق هي محاكاة لحركة فراشة لإقناع الإناث الحبلى القادمة بأن النبات مشغول بالفعل فتنتقل لغيره.

استخدامات مختلفة للنبات الراقص

وأشارت تلك الدراسات إلى أنه على الرغم من أن النبات الراقص ليس مشهورًا بفوائده الطبية مثل بعض النباتات الأخرى، إلا أنه يستخدم في بعض الثقافات التقليدية لعلاج بعض الأمراض.

كما أن من فوائده أن حركته تجعله نباتًا ممتعًا ومثيرًا للاهتمام للزينة الداخلية، كما أنه يستخدم في الأبحاث العلمية والتجارب لدراسة استجابات النباتات للمؤثرات البيئية.

كما يمتلك هذا النبات أيضًا خصائص طبية بفضل أوراقه وسيقانه وجذوره التي تحتوي على كميات ضئيلة من قلويدات التريبتامين، وهي مركبات تستخدم في الطب التقليدي لعلاج بعض الحالات.

الوسوم