الصفقة الكبرى تقترب.. شروط حماس تربك حسابات ترامب| هل تقبل بها إسرائيل؟

كشفت تقارير صحفية عن تحرُّكات مكثَّفة تقودها الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب المتواصلة في قطاع غزة، في ظل جهود واضحة لإبرام صفقة تبادل أسرى تشمل هدنة طويلة الأمد.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر فلسطينية مطَّلعة أن حركة حماس وضَعت مجموعة من الشروط أمام الوسطاء لقبول أي اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وسط تقارير عن تفاهمات أولية بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف الوصول إلى تسوية خلال أسبوع.

حماس تضع شروطاً سياسية وأمنية واقتصادية لاتفاق مع إسرائيل

وبحسب المصادر، فقد أبلغت حماس الوسطاء، وعلى رأسهم الجانب الأمريكي، بأنها لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن حماية كاملة لقيادتها في الخارج، حيث شددت على ضرورة عدم التعرض لأعضاء مكتبها السياسي أو ملاحقتهم قانونيًا أو أمنيًا، في إشارة إلى قيادات تقيم في قطر وتركيا ولبنان.

كما رفضت الحركة بشكل قاطع أي خطوات تهدف إلى مصادرة أموالها أو فرض قيود مالية على أنشطتها في الخارج، معتبرة ذلك خطًا أحمر يمسّ بكيانها السياسي والمالي.

إصرار على دور مباشر في مستقبل غزة

في المقابل، تطالب حماس بالحصول على دور فعلي في مرحلة ما بعد الحرب داخل قطاع غزة، من خلال ضمان وجود ممثلين عنها في إدارة القطاع، إلى جانب دمج عناصر أمنية موالية لها ضمن الهيكل الأمني المستقبلي.

وترى الحركة أن أي تسوية لا تضمن بقاءها ضمن المنظومة السياسية والأمنية في غزة تُعدّ “تفريغًا للصفقة من مضمونها”، وبالتالي مرفوضة من حيث المبدأ.

حماس تطالب ضمانات أمريكية مشروطة بمرونة إسرائيلية

بحسب المصادر فإن أبرز ما تطالب به حماس أيضًا هو وجود ضمانات أمريكية مكتوبة تُلزم إسرائيل بوقف الحرب نهائيًا، إلى جانب تخصيص فترة هدنة لا تقل عن 70 يومًا تُخصص للتفاوض بشأن التفاصيل النهائية للصفقة، وعلى رأسها ملف الأسرى ومستقبل القطاع.

وتشير المصادر إلى أن واشنطن أبدت موافقة مبدئية على لعب دور الضامن، لكنها في الوقت نفسه أعطت إسرائيل حرية استئناف العمليات العسكرية في حال لم تُفضِ الهدنة إلى اتفاق شامل، ما يثير تساؤلات حقيقية حول مدى جدية الضمانات الأميركية.

ترامب يتدخل بين حماس وإسرائيل

في البيت الأبيض، أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مناسبة رسمية الجمعة، أن وقف إطلاق النار في غزة بات قريبًا جدًا، مضيفًا أنه أجرى محادثات مباشرة مع من وصفهم بـ”الفاعلين الأساسيين” في الملف.

وتزامن هذا التصريح مع تقارير إسرائيلية أفادت بأن ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو أجروا اتصالات هاتفية مكثفة مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أسفرت عن تفاهمات مبدئية تقضي بوقف الحرب خلال أسبوعين على أقصى تقدير.

إسرائيل تعرض صفقة شاملة

وبحسب صحيفة “إسرائيل هيوم”، فإن التفاهمات بين واشنطن وتل أبيب تتضمن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، في مقابل نقل عدد من قيادات الحركة إلى دول أخرى، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم هيكل القيادة داخل القطاع.

كما نصت التفاهمات على استعداد إسرائيل للانخراط في عملية سياسية مستقبلية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك النظر في صيغة “حل الدولتين”، شريطة أن تقوم السلطة الفلسطينية بإصلاحات جوهرية في بنيتها السياسية والأمنية.

معوّقات الصفقة الكبرى بين إسرائيل وحماس

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاق كبيرة ومعقدة. فعدم وجود آلية رقابة دولية مستقلة، والانقسامات الداخلية في الساحة الفلسطينية، وتباين المواقف الإسرائيلية بشأن دور حماس بعد الحرب، كلها عوامل تهدد بإفشال أي تفاهمات في مهدها.

كما تخشى حماس من أن يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقتة يُستأنف بعدها استهداف قياداتها ومصادر تمويلها، وهو ما يجعلها حريصة على الحصول على ضمانات صارمة قبل إتمام أي صفقة.

اقرأ أيضًا: تفاصيل الصفقة الكبرى بين ترامب ونتنياهو.. هل تتوقف الحرب في غزة خلال أيام؟

زر الذهاب إلى الأعلى