الصين تكشف عن شبحها الجوي الأكبر.. هل تنافس قاذفات أمريكا العابرة للقارات؟

أظهرت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية في منشأة اختبار عسكرية تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني قرب مدينة “مالان” في شينجيانغ، وجود طائرة ضخمة بتصميم شبح متقدم يُرجح أنها قاذفة بعيدة المدى جديدة.
اللافت أن الحظائر التي تؤوي هذه الطائرة تُشبه إلى حد كبير تلك المستخدمة من قبل القوات الجوية الأمريكية لإيواء قاذفة B-2 Spirit، ما يشير إلى طبيعة المشروع المتقدمة.
تصميم “الجناح الطائر” بحجم بين B-2 وB-21
الطائرة الصينية الجديدة تتبع فلسفة التصميم المعروفة بـ”الجناح الطائر”، وهي سمة مميزة لطائرات الشبح الأكثر تطورًا في العالم مثل B-2 وB-21.
تشير التقديرات إلى أن جناحي الطائرة يمتدان لحوالي 52 مترًا، مما يضعها بين B-2 التي يبلغ عرض جناحيها 52.4 مترًا، وB-21 ذات الحجم الأصغر (حوالي 40 مترًا). هذا يعني أن الطائرة الجديدة مرشحة لتكون ذات مدى بعيد جدًا، وربما يفوق B-2 وB-21.
بدون طيار.. احتمالات وتقنيات
لا يُظهر الهيكل المرصود أي ملامح واضحة لقمرة قيادة، ما يعزز احتمال كونها طائرة بدون طيار (UCAV). ومع ذلك، تبقى هذه المعلومة غير مؤكدة نظرًا إلى جودة صور الأقمار الصناعية.
لكن الأكيد أن تصميم الأجنحة، خاصةً الأطراف المشذبة، يطابق خصائص B-2 وB-21، ما يدعم فرضية أن بكين تسير على خطى واشنطن في تطوير قاذفات شبحية متطورة.
هل هي H-20 أم برنامج سري موازٍ؟
حتى الآن، لم يُعرف ما إذا كانت هذه الطائرة هي النسخة الشبحية H-20 التي طال انتظارها، أم أنها جزء من برنامج موازٍ لتطوير قاذفات استراتيجية بدون طيار.
من المهم الإشارة إلى أن الصين تمتلك خبرة متقدمة في تطوير طائرات الشبح غير المأهولة، أبرزها CH-7 التي كُشف عنها في 2024 بجناحين يبلغ طولهما 26 مترًا. لكن الطائرة الجديدة تبدو أكبر بكثير، ما يؤهلها لدور استراتيجي عابر للقارات.
نقلة استراتيجية في التوازن النووي العالمي
إذا دخلت هذه القاذفة الخدمة، فستكون أول طائرة شبحية بدون طيار عابرة للقارات تنضم إلى سلاح الجو الصيني، ما يمنح بكين قدرة جديدة على توجيه ضربات استراتيجية بعيدة المدى.
ويُعد ذلك تحولًا كبيرًا في معادلة “الردع النووي”، خاصة في ظل سعي الولايات المتحدة لتوسيع وجودها العسكري في شرق آسيا، وقيامها بنشر صواريخ كروز أرضية في الفلبين منذ 2024.
الرد على B-21: الصين تضرب من قواعدها
بينما تهدف واشنطن إلى تنفيذ ضربات انطلاقًا من قواعد في المحيط الهادئ باستخدام B-21، فإن الصين لا تملك مواقع مماثلة قريبة من الأراضي الأمريكية.
ولذلك، فإن تطوير قاذفة استراتيجية قادرة على الوصول إلى البر الأمريكي من قواعد صينية داخلية يمثّل أولوية قصوى لبكين.
هذه الطائرة، سواء كانت H-20 أو مشروعًا مكمّلًا لها، قد تمثل حلقة جديدة في سباق الردع النووي المتعدد المنصات: من الجو، من البحر، ومن اليابسة.
اقرأ أيضاً .. هل تغير روسيا معادلة الحرب الإيرانية الإسرائيلية وتزود طهران بطائرات شبحية؟