العالم يحبس أنفاسه.. ماذا يحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟

تعيش منطقة الخليج حالة من الترقب الحذر، بعد أن نقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن عضو في البرلمان الإيراني، السبت، قوله إن بلاده “تدرس بجدية” إغلاق مضيق هرمز، في خطوة تصعيدية قد تعصف بأسواق الطاقة العالمية، وتهدد بإشعال مواجهة إقليمية كبرى.
يأتي هذا التهديد في وقت حرج تشهده المنطقة، على وقع الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، وما تبعها من تعثر واضح في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، التي كان من المقرر عقد جولتها السادسة في سلطنة عُمان، قبل أن تُعلن طهران رسميًا أن الحوار “فقَدَ معناه”.
مضيق هرمز… الشريان الذي قد تخنقه إيران
يشكّل مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث تمر عبره يوميًا قرابة ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا، إضافة إلى شحنات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال.
ويُعد هذا الممر البحري نقطة خنق استراتيجية، إذ لا توجد بدائل برية أو بحرية فاعلة يمكنها استيعاب هذا الحجم من الصادرات في حال تعرّض المضيق للإغلاق أو التعطيل.
ورغم أن تهديد إيران بإغلاق المضيق ليس جديدًا، إلا أن توقيته الحالي، مع تصاعد التوتر مع إسرائيل وتوقف مسار التفاوض مع الولايات المتحدة، يمنحه وزنًا استثنائيًا. إذ ترى طهران في المضيق ورقة ضغط حاسمة يمكن استخدامها لردع ما تعتبره “عدوانًا منسقًا” تقوده واشنطن وتل أبيب ضد مصالحها الحيوية.
ماذا يعني إغلاق مضيق هرمز؟
وفق تقارير ففي حال أقدمت إيران على تنفيذ تهديدها، فإن العالم سيواجه أزمة طاقة غير مسبوقة، تبدأ بارتفاع جنوني في أسعار النفط، وتمتد إلى تعطّل في سلاسل التوريد العالمية، وسط مخاوف من نقص إمدادات الطاقة في آسيا وأوروبا على وجه الخصوص. فتعطيل المضيق، حتى ليوم واحد، كفيل بإحداث فوضى في أسواق المال، وخلق حالة من الذعر في بورصات الطاقة العالمية.
لكن التأثير لا يقتصر على البعد الاقتصادي، إذ يُرجّح أن يؤدي الإغلاق إلى تصعيد عسكري مباشر، خصوصًا وأن واشنطن تعتبر المضيق ممرًا دوليًا لا يمكن المساس به.
وقد تجد البحرية الأمريكية، المدعومة بقوات من حلف شمال الأطلسي، نفسها أمام خيار المواجهة لفرض حرية الملاحة، وهو ما ينذر باشتباكات قد تمتد إلى دول الجوار الخليجي.
وعلى الرغم من أن إيران تمتلك وسائل تقنية لعرقلة الملاحة، كزرع الألغام واستخدام الزوارق الهجومية والطائرات المسيّرة، إلا أن قدرتها على فرض إغلاق طويل الأمد تبقى موضع شك، خاصة في ظل تفوق الأسطول الأمريكي في المنطقة.
أزمة نفطية خانقة حال إغلاق مضيق هرمز
إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى اضطراب واسع في سوق الطاقة العالمي. فدول كالسعودية، الإمارات، الكويت، وقطر تعتمد بشكل شبه كلي على هذا الممر في تصدير منتجاتها النفطية والغازية.
وفي حال تعذر إيصال هذه الصادرات إلى الأسواق، فإن الأسعار ستقفز بشكل جنوني، مع احتمالات كبيرة بأن تتجاوز حاجز 150 دولارًا للبرميل.
وسيشهد العالم أزمة وقود قد تعصف بتعافي الاقتصاد العالمي الهش، وتدفع بأسواق الأسهم إلى دوامة من الهبوط الحاد. كما سترتفع كلفة التأمين على السفن المارة عبر الخليج، ما يزيد من تكاليف الشحن، ويؤثر سلبًا على حركة التجارة العالمية، خصوصًا في ظل وجود ممر بديل واحد فقط عبر خط أنابيب الإمارات إلى بحر العرب، وهو غير كافٍ لاستيعاب كامل الصادرات الخليجية.
هل تنفذ إيران تهديدها… وماذا لو فعلت؟
السؤال الأبرز الذي يتردد في الأوساط السياسية والاقتصادية اليوم: هل تُقدم إيران فعليًا على إغلاق مضيق هرمز؟ وإن فعلت، هل سيقف العالم مكتوف الأيدي أمام هذا التصعيد الخطير؟ أم أننا أمام مواجهة بحرية محتملة قد تفتح باب الحرب في قلب الخليج؟
تشير التقديرات إلى أن طهران قد لا تتجه نحو إغلاق مباشر وفوري، بل ربما تعتمد سياسة الإرباك التدريجي، عبر مضايقة السفن التجارية، أو تنفيذ هجمات محدودة على ناقلات نفط، لتوجيه رسائل ضغط دون تجاوز الخطوط الحمراء.
ومع ذلك، فإن أي حادث عابر قد يتحول إلى شرارة تُشعل المنطقة بأكملها، وتضع الاقتصاد العالمي على حافة الانهيار.
اقرأ أيضًا: اغتيال خامنئي.. هل تنتهك إسرائيل الخطوط الحمراء في حربها مع إيران؟