الغواصة النووية الصينية Type 09IIIB.. قفزة نوعية في القدرات البحرية

تواصل الصين تعزيز قوتها البحرية كجزء من استراتيجيتها للسيطرة البحرية ومنع الوصول/الحرمان من المنطقة (A2/AD) في بحر الصين الجنوبي والمحيطين الهندي والهادئ.

الغواصة النووية الصينية Type 09IIIB.. قفزة نوعية في القدرات البحرية

ويأتي أحدث تطور في هذا السياق مع ظهور الغواصة الهجومية النووية Type 09IIIB، المعروفة أيضًا باسم “فئة شانغ-3” (Shang-III)، التي تمثل قفزة كبيرة في القدرات القتالية تحت الماء.

التصميم والمواصفات التقنية

تمثل الغواصة Type 09IIIB نسخة مطورة من سابقتها Type 093، حيث تم تحسين تصميمها لتعزيز التخفي، ورفع كفاءة العمليات تحت الماء، وزيادة قوة الضربات.

– الأبعاد: يبلغ طول الغواصة 126 مترًا، وعرضها 11 مترًا، مما يتيح لها استيعاب أنظمة تسليح متقدمة وتقنيات استشعار حديثة.

– الإزاحة: تصل إزاحتها إلى حوالي 6,200 طن، مما يجعلها واحدة من أكبر الغواصات الهجومية النووية في الأسطول الصيني.

– السرعة: تستطيع الغواصة بلوغ سرعات تصل إلى 30 عقدة تحت الماء، مما يمنحها قدرة عالية على المناورة.

– نظام الدفع: تعتمد على نظام دفع نفاث بأنبوب مغلق، والذي يقلل من بصمتها الصوتية ويزيد من كفاءة عملياتها التخفي.

– التصميم الهيكلي: يتميز تصميمها بانسيابية تشبه قطرة الماء، مما يحسن من كفاءتها الهيدروديناميكية. كما أن برج الغواصة مجهز بأنظمة كهربائية-بصرية متطورة، بينما تم تزويد مقدمتها بمصفوفة سونار حديثة لكشف الأهداف بعيدة المدى.

القدرات القتالية والتسليح

تمثل الغواصة Type 09IIIB تهديدًا كبيرًا للخصوم المحتملين، حيث تمتلك قدرات قتالية متطورة تمكنها من تنفيذ هجمات دقيقة بعيدة المدى والتخفي عن أنظمة الاستشعار الحديثة.

1-التسليح المتقدم

تم تجهيز الغواصة بنظام إطلاق عمودي (VLS) يحتوي على 18 خلية، يمكنها إطلاق مجموعة متنوعة من الصواريخ، أبرزها الصاروخ الصيني فرط الصوتي YJ-21.

– الصاروخ YJ-21 (ضربة النسر-21):

– السرعة: تصل إلى 10 ماخ، مما يجعله من الصواريخ التي يصعب اعتراضها بأنظمة الدفاع الصاروخي الحالية.

– المدى: يُقدر بين 1,500 إلى 2,000 كيلومتر، مما يسمح له باستهداف الأصول البحرية عالية القيمة، مثل حاملات الطائرات.

– نظام التوجيه: مزود بأنظمة توجيه متقدمة تمنحه دقة عالية في إصابة الأهداف المتحركة.

– منصات الإطلاق: يمكن إطلاقه من مدمرات Type 055، ومن المتوقع تطوير نسخ للغواصات والمنصات البرية.

– الغرض: مصمم لاختراق أنظمة الدفاع البحري المتطورة، مما يمنح الصين ميزة في استراتيجيات منع الوصول (A2/AD).

2- القدرات التخفي والمناورة

تمتلك الغواصة تقنيات متقدمة لتقليل بصمتها الصوتية، حيث يساعدها نظام الدفع النفاث بأنبوب مغلق في خفض الضوضاء، مما يزيد من صعوبة اكتشافها بواسطة الغواصات المعادية أو أنظمة السونار. كما أن تصميمها الهيدروديناميكي المتطور يعزز كفاءتها في المناورة والسرعة.

أهمية الغواصة في الاستراتيجية البحرية الصينية

يشكل ظهور Type 09IIIB خطوة كبيرة في تطوير قدرات بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني (PLAN)، حيث يعزز من تفوق الصين في العمليات البحرية، لا سيما في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ.

– يمنحها مدى الصواريخ البعيد قدرة على تهديد السفن المعادية دون الحاجة إلى الاقتراب منها، مما يحد من قدرة الدفاعات البحرية على مواجهتها.

– توفر قدراتها في التخفي ميزة استراتيجية في الحروب البحرية الحديثة، حيث تصبح الغواصة قادرة على تنفيذ هجمات مفاجئة دون اكتشافها.

– تعزز وجود الصين في المياه المتنازع عليها، ما يسهم في فرض سياسة منع الوصول/الحرمان من المنطقة (A2/AD) ضد القوى البحرية المنافسة.

اقرأ أيضاً

الصين تبني عدداً كبيراً من حاملات الطائرات والمدمرات لمواجهة أمريكا وحلفائها

التصميم المتطور

تمثل الغواصة النووية الصينية Type 09IIIB نقلة نوعية في القدرات البحرية الصينية، حيث تجمع بين التصميم المتطور، وأنظمة الدفع الحديثة، والتسليح الفائق القوة، مما يمنحها ميزة استراتيجية كبيرة في النزاعات البحرية المستقبلية.

من خلال تعزيز أسطولها بهذه الغواصة المتطورة، تؤكد الصين التزامها بتوسيع نفوذها البحري وترسيخ وجودها في المحيطين الهندي والهادئ، مما يشكل تحديًا كبيرًا للقوى البحرية المنافسة في المنطقة.