الفاكهة الاستوائية في مصر.. بدأت بـ«قشطة عبد الرازق» وانتهت بتصدير الدراجون والباشون فروت

قد يعتقد البعض أن الفاكهة الاستوائية حديثة العهد في مصر، أو أن تجارب زراعتها بدأت خلال السنوات القليلة الماضية، لكن الحقيقة أنها بدأت الظهور في مصر منذ عهد محمد علي باشا الذي كان من أكثر المهتمين بالزراعة المصرية.

وخلال السنوات العشر الماضية بدأت تجارب زراعة أنواع مختلفة من تلك الفاكهة، بعضها أثبت نجاحًا كبيرًا خاصة بعد توفير الظروف المناخية المناسبة لزراعتها لدرجة أن بعض الأنواع بدأت تعرف طريقها إلى الأسواق الدولية بشعار “زُرع في مصر” ومنها الدراجون والباشون فروت.

انفوجراف خاص

بداية دخول الفاكهة الاستوائية إلى مصر

البداية كانت مع فاكهة “القشطة” في عهد محمد علي باشا أو كما أُطلق عليها في ذلك الوقت “قشطة عبدالرازق” نسبةً إلى المزارع أو الخبير الزراعي الذي أدخلها للمرة الأولى إلى مصر، حيث كان من الطبيعي في ذلك الوقت أن يطلق على المحاصيل أسماء من أدخلها إلى البلاد لأول مرة.

انفوجراف خاص

وخلال تلك الفترة ووفقًا لما يؤكده خبراء الزراعة قام الخبير الزراعي “عبدالرازق” بعمل تهجين لفاكهة القشطة حتى تتناسب مع البيئة المصرية، وهو ما منحتها طعمًا مميزًا، بل إن البعض أطلق عليها آنذلك اسم “الشريفة” لأنها كانت تُزرع بشكل أكبر في قصور الملوك والأمراء.

انفوجراف خاص

أول ظهور للمانجو في مصر

وكان عهد محمد علي أيضًا بداية لظهور فاكهة المانجو التي أصبحت مصر فيها اليوم من أهم الدول المنتجة، حيث دخلت مصر لأول مرة عام 1825 في عهد محمد علي باشا، حيث تم استقدام شتلاتها من الهند وزراعتها لأول مرة في مصر، حيث كان لإبراهيم باشا، ابن محمد علي، له دور في إدخال المانجو وتوطين زراعتها.

انفوجراف خاص

واليوم أصبحت المانجو المصرية من أهم المحاصيل التي تُزرع في مساحات كبيرة وبأصناف مختلفة ومن بينها السكري والعويس والزبدية والتيمور والفص، ما جعل مصر تحتل المرتبة الثامنة عالميًا في الإنتاج، حيث يصل إنتاجها إلى 1.2 مليون طن سنويًا، يُستهلك معظمه محليًا، بينما يتم تصدير ما يقرب من 150 ألف طن إلى الأسواق الخارجية.

الأفوكادو والجوافة البرازيلي تبدأ في الظهور

ومع أواخر القرن التاسع عشر، وخلال الفترة من 1870 إلى 1880، بدأ ظهور فاكهة الأفوكادو، حيث أدخلها الخديوي إسماعيل إلى البلاد ضمن العديد من النباتات الجديدة وتم زراعة شجرتين فقط منها وفقًا لما ذكرته مجلة “فلاحة البساتين المصرية”، وبمرور الوقت تطورت الزراعة المصرية، وفي عام 1910 بدأ التوسع في زراعة الأفوكادو في عدد من المحافظات التي تسمح الظروف المناخية بها بالزراعة.

انفوجراف خاص

اقرأ أيضًا: أشجار الذهب السائل.. هل نرى الأرجان قريبًا في مصر؟

وخلال السنوات الماضية انتشرت زراعة الفاكهة بصورة كبيرة في مصر، وتحديدًا في محافظات الصعيد، حيث تتم زراعة عدة أصناف منها، مثل “الهاس، والملوما وريد”، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة.

عام 1910 أيضًا شهد ظهور الجوافة البرازيلي في مصر لأول مرة، حيث تُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل “جوايابا برافا” و”الجوافة القشتالية”، وتُزرع في أجزاء استوائية مختلفة من أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، واليوم تُزرع في مصر بكثرة لأغراض التصدير في المقام الأول.

بداية زراعة الفراولة كأهم الفاكهة الاستوائية

كان عام 1935 هو الموعد الأهم للفاكهة الاستوائية في مصر وهي الفراولة، حيث بدأت زراعتها لأول مرة في مصر في مدية طوخ بمحافظة القليوبية، وهي المحافظة أيضًا التي لا زالت حتى اليوم الأهم في زراعة المحصول الذي تحتل فيه مصر مكانة رائدة عالميًا سواء في الفراولة الطازجة أو المجمدة.

انفوجراف خاص

كانت بداية زراعتها عن طريق مزرعة عائلية في قرية ميرية الدير عن طريق المهندس فتحي إبراهيم فج النور ووالده المهندس إبراهيم فج النور، ثم توسعت زراعتها بشكل جدي منذ أواخر التسعينيات في المحافظة نفسها أيضًا، وعدد من المناطق في البحيرة.

وكان أول صنف يتم إنتاجه محليًا هو “سويت شارل” من جامعة فلوريدا، وتم إدخاله في أوائل التسعينيات لتحسين جودة الإنتاج المحلي، واليوم صارت مصر أحد أهم مصدري المحصول وشتلاته إلى مختلف دول العالم.

الموز.. ظهور قديم وريادة حديثة

يقال إن بداية زراعة الموز في مصر تعود إلى ايام الفراعنة، حيث تظهر بعض الرسومات الخاصة به على جدران المعابد، لكن تطور زراعته بقوة كان أيضًا في عشرينيات القرن العشرين، حتى صارت مصر اليوم من أكبر منتجي الفاكهة بأكثر من مليون وربع المليون طن سنويًا.

انفوجراف خاص

وتدريجيًا شهدت زراعة الموز في مصر تطورًا ملحوظًا بداية من القرن العشرين، حيث توسعت زراعته بشكل كبير في وادي النيل والدلتا، بفضل توفر المياه والتربة الخصبة، فيما بدأت زراعته في الصعيد في عشرينيات القرن العشرين، كما بدأت عمليات تصدير المحصول في منتصف القرن الماضي، مع نجاح وزارة الزراعة في استنباط أصناف جديدة أدت إلى زيادة إنتاجية المحصول.

انطلاقة كبيرة في السنوات الأخيرة

خلال السنوات الأخيرة بدأت تجارب زراعة أنواع جديدة ومختلفة من الفاكهة الاستوائية ومن بينها فاكهة التنين “دراجون فروت” حيث دخلت أولًا بغرض تصنيعي لاستخدامها في التجميل، لكن الطلب تحول إلى استهلاكي وتجاري وتصديري، والجاك فروت والتي تُزرع بأحجام ضخمة في حدائق أسوان النباتية وتستخدم طازجة وفي منتجات صناعية متنوعة مثل المربى والعصائر.

انفوجراف خاص

ومن الفاكهة التي زُرعت أيضًا خلال السنوات الماضية القشطة الجرافيولا، فاكهة الثعبان، اللونجان، ليمون الكافيار، البطيخ الأفريقي، الكرامبولا، الليتشي، وغيرها من الفاكهة التي لا زال المستثمرين الزراعيين يواصلون تجارب زراعتها في مصر خاصة في ظل تزايد الطلب الدولي عليها خلال السنوات الماضية.

 تصدير الدراجون والباشون فروت

وخلال الفترة الماضية ظهر في صفحة هيئة تنمية الصادرات طلبات تصدير بعنوان “دراجون فروت لب أحمر”، “دراجون فروت لب أبيض”، و”باشون فروت”، مع وضع كافة الاشتراطات المطلوبة من قبل الشركة المصدرة.

انفوجراف خاص

وقالت الشركة المصدرة: “تنتج شركتنا فاكهة دراجون فروت أوما تعرف فى الوطن العربى باسم فاكهة التنين وتقوم بتصديرها من مصر إلى جميع دول العالم. مواسم الانتاج والحصاد: سنوياً من شهر يوليو إلى شهر نوفمبر”.

وعن فاكهة الباشون فروت قالت الشركة: “فاكهة الباشون فروت.. تقوم شركتنا بزراعتها وتصديرها من جمهورية مصر العربية إلى جميع أنحاء العالم. مواسم الحصاد: من يوليو إلى سبتمبر من ديسمبر إلى يناير”.

زر الذهاب إلى الأعلى