القاهرة وبكين.. شراكة استراتيجية تعيد تشكيل ملامح التعاون الاقتصادي بين البلدين
القاهرة وبكين.. في ظل التنامي المستمر للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين، لفت الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء خلال زيارته للعاصمة بكين إلى إنشاء مصر وحدة خاصة للصين بمجلس الوزراء المصري، تهدف هذه الوحدة إلى تعزيز التعاون بين البلدين، وتسهيل تنفيذ المشروعات المشتركة، ومتابعة الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين الجانبين.
أهمية إنشاء وحدة الصين في القاهرة
تعزيز التعاون الاقتصادي: ستساهم الوحدة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والصين من خلال متابعة تنفيذ المشروعات المشتركة وتذليل العقبات التي قد تواجهها.
تسهيل التواصل: ستعمل الوحدة على تسهيل التواصل بين الجهات الحكومية المصرية والشركات الصينية، مما يسهم في تسريع وتيرة العمل وتحقيق الأهداف المشتركة.
متابعة الاتفاقيات: ستتولى الوحدة متابعة تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين البلدين، وضمان تحقيق الفوائد المرجوة منها.
اقرأ أيضا.. “الاستثمار في آلة الزمن” .. البورصة المصرية تحقق مكاسب 340% ورأسمالها يزيد 900 مليار جنيه
أهم المشروعات الصينية في مصر
العاصمة الإدارية الجديدة: تشمل المشروعات الصينية في العاصمة الإدارية الجديدة بناء أطول مبنى في أفريقيا، بالإضافة إلى إنشاء أول خط سكك حديدية كهربائي خفيف في أفريقيا.
مشروع السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان: شاركت الشركات الصينية في مشروع السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان والذي يهدف هذا المشروع إلى تحسين البنية التحتية للنقل في مصر.
منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة: تشمل هذه المنطقة العديد من المشروعات التجارية والاستثمارية التي تسهم في تعزيز الاقتصاد المصري.
مشروع تيدا بالسويس: يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من خلال إنشاء منطقة اقتصادية وتجارية مشتركة.
المعاهدات والاتفاقيات بين القاهرة وبكين
مذكرة تفاهم في مجال مبادلة الديون: تهدف هذه المذكرة إلى تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة بين البلدين.
اتفاقية التعاون في مجال الطاقة: تشمل هذه الاتفاقية تحديث شبكة الكهرباء في مصر بمساعدة الشركات الصينية.
اتفاقية التعاون في مجال الفضاء: تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز قدرات مصر في مجال تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية بمساعدة الصين.
العلاقات التجارية بين القاهرة وبكين
نمو الاستثمارات الصينية: شهدت الاستثمارات الصينية في مصر نمواً سريعاً خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر منذ 11 عاماً متتالية.
التبادل التجاري: بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين مستويات قياسية، مما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بينهما.
بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين حوالي 13.9 مليار دولار خلال عام 20231.
أبرز المنتجات التي تستوردها مصر من بكين
آلات وأجهزة كهربائية: بقيمة 4.3 مليار دولار.
حديد وصلب: بقيمة 1.2 مليار دولار.
ألياف نسيج صناعية: بقيمة 1.1 مليار دولار.
منتجات كيماوية عضوية: بقيمة 790 مليون دولار.
لدائن ومصنوعاتها: بقيمة 773 مليون دولار.
أبرز المنتجات التي تصدرها القاهرة إلى الصين
وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها: بقيمة 414 مليون دولار.
مصنوعات من أحجار وأسمنت: بقيمة 116 مليون دولار.
فواكه: بقيمة 78 مليون دولار.
آلات وأجهزة كهربائية: بقيمة 31 مليون دولار.
نحاس ومصنوعاته: بقيمة 27 مليون دولار1.
التعاون في مجال البنية التحتية: ساهمت الشركات الصينية في تنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية في مصر، مما أسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين المصريين.
إن إنشاء وحدة خاصة للصين بمجلس الوزراء المصري يعد خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين البلدين، وضمان تحقيق الفوائد المرجوة من المشروعات المشتركة والاتفاقيات المبرمة. ستسهم هذه الوحدة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين، وتحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين.
العلاقات السياسية بين القاهرة وبكين
تعتبر العلاقات السياسية بين مصر والصين من العلاقات المتميزة التي شهدت تطوراً مستمراً على مدار العقود الماضية. بدأت هذه العلاقات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 30 مايو 1956، حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.
تطور العلاقات السياسية
التعاون في المحافل الدولية: تتبنى مصر والصين سياسات متوافقة في العديد من القضايا الدولية، حيث تدعمان السلام العالمي والدعوة إلى ديمقراطية العلاقات الدولية وإقامة نظام دولي عادل ومنصف.
التأييد المتبادل: تؤكد مصر دائماً على مبدأ “صين واحدة” وتعارض استقلال تايوان، بينما تدعم الصين الرؤية المصرية لإحلال السلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية.
الشراكة الاستراتيجية: في 5 أبريل 1999، وقع الرئيسان حسني مبارك وجيانج تسه مين على إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مما عزز التعاون في مختلف المجالات.
أبرز الزيارات الثنائية
زيارات القادة: شهدت العلاقات السياسية بين البلدين العديد من الزيارات المتبادلة بين القادة، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية. على سبيل المثال، زار الرئيس المصري حسني مبارك الصين عدة مرات، كما زار رئيس الوزراء الصيني ژو إنلاي مصر ثلاث مرات أثناء فترة توليه المنصب.
الزيارات البرلمانية والحزبية: تشمل العلاقات السياسية بين البلدين أيضاً زيارات برلمانية وحزبية تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين.
التعاون الاستراتيجي
دعم المصالح الأساسية: اتفقت مصر والصين على تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة ودعم بعضهما البعض في حماية المصالح الأساسية. تدعم الصين مصر في حماية سيادتها الوطنية وأمنها، بينما تدعم مصر الصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الأساسية، مثل مسألة تايوان.
التعاون في مجال الأمن: يشمل التعاون بين البلدين أيضاً مجالات الأمن والدفاع، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز التعاون لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
تعد العلاقات السياسية بين مصر والصين دعامة أساسية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تسهم في تعزيز التعاون في مختلف المجالات وتحقيق التنمية المستدامة لكلا البلدين. من المتوقع أن تستمر هذه العلاقات في التطور والنمو في المستقبل، مما يعزز من مكانة البلدين على الساحة الدولية.