القوات الخاصة البريطانية تعامل حلفاءها الأفغان مثل الكلاب.. ما القصة؟
القاهرة (خاص عن مصر)- وفقًا لوثائق تم رفع السرية عنها مؤخرًا، شعر الجنود الأفغان الذين يعملون جنبًا إلى جنب مع القوات الخاصة البريطانية أنهم “يُعاملون مثل الكلاب” أثناء المهام التي تستهدف المتمردين من طالبان.
جاءت هذه الكشوفات كجزء من تحقيق مستمر في مزاعم الإعدامات غير القانونية التي ارتكبتها القوات الخاصة البريطانية في أفغانستان بين عامي 2010 و2013.
وفقا لصنداي تايمز، سلط التحقيق، الذي ترأسه اللورد جاستيس هادون كيف، الضوء على شهادات من أعضاء سابقين في القوات الخاصة البريطانية. وذكر شاهد تم تحديده باسم N1791، والذي كان يدير وحدة الشريك الأفغاني (APU)، أن القوات الأفغانية كانت تُستبعد باستمرار إلى مؤخرة العمليات، حتى في المهام التي أسفرت عن خسائر كبيرة بين المواطنين الأفغان.
وأعربت وحدة الشريك الأفغاني عن استيائها من دورها المحدود، وشعرت أن المشاركة الأكبر كانت لتمنع ارتفاع عدد القتلى. “إن العبارة التي أتذكرها كانت “نحن نعامل مثل الكلاب”،” كما قال N1791، وهو ما يعكس الإحباط والاستياء بين الجنود الأفغان.
مزاعم الإعدامات الميدانية
اتهمت الأسر الأفغانية وجماعات حقوق الإنسان الجنود البريطانيين بشن “حملة قتل” ضد المدنيين أثناء الغارات الليلية. ويقال إن هذه العمليات أسفرت عن مقتل 80 أفغانياً، الأمر الذي أثار تساؤلات خطيرة حول شرعية وأخلاقيات هذه المهام.
ورغم التحقيقات التي أجرتها عملية نورث مور وعملية سيسترو، لم يتم توجيه أي اتهامات إلى الجنود المتورطين. واتهم المنتقدون وزارة الدفاع بعرقلة التحقيقات الكافية في هذه المزاعم.
اقرأ أيضًا: الطفل الأخير.. انخفاض معدلات المواليد ينبئ بموعد انقراض اليابان
مخاوف أثارها كبار الضباط
تشير شهادات كبار الضباط إلى ثقافة مقلقة داخل القوات الخاصة البريطانية. فقد وصف رئيس أركان العمليات السابق في خدمة القوارب الخاصة الخدمة الخاصة بأنها تتمتع “”بمرور ذهبي يسمح لها بالإفلات من العقاب على القتل””.
وروى ضابط آخر أنه أخبر أثناء دورة تدريبية عن حادثة مروعة حيث “وضعت وسادة على رأس شخص قبل أن يُقتل بمسدس”.
التداعيات المترتبة على العدالة والمساءلة
لقد ألقى التحقيق الضوء على ممارسات مقلقة للغاية، بما في ذلك مزاعم التستر من قبل القوات الخاصة البريطانية ووحدات أخرى. إن دعوات الأسر الأفغانية للعدالة تتردد صداها مع الحاجة الأوسع للمساءلة في العمليات العسكرية.
أكد القاضي اللورد هادون كيف على أهمية الشفافية، قائلاً إنه لا ينبغي وضع حد زمني للسعي إلى العدالة. ومع استمرار التحقيق، فإنه بمثابة تذكير بالحاجة إلى السلوك الأخلاقي والمساءلة في المشاركات العسكرية.
ظلال تخيم على إرث العمليات البريطانية
إن نتائج التحقيق تلقي بظلالها على إرث العمليات البريطانية في أفغانستان، وتسلط الضوء على التكلفة البشرية للصراع والتحديات الأخلاقية التي تواجه القوات المسلحة. وتؤكد الشهادات على الحاجة الملحة للإصلاحات لضمان تحقيق العدالة ومنع وقوع حوادث مماثلة في المهام المستقبلية.