المتمردون السوريون يشنون هجومًا كبيرًا ويقطعون طريقًا سريعًا استراتيجيًا
القاهرة (خاص عن مصر)- شن المتمردون السوريون أكبر هجوم لهم منذ سنوات، مستهدفين القوات الحكومية في الشمال الغربي.
وفقا للجارديان، أدى هذا التصعيد الأخير إلى قطع طريق دمشق-حلب M5، وهو شريان حيوي يربط بين المدن الرئيسية في سوريا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ويمثل الهجوم، الذي تقوده هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، تحديًا كبيرًا لسيطرة الحكومة السورية في المنطقة.
الطرق السريعة الاستراتيجية تحت الحصار
لم تقطع القوات التي تقودها هيئة تحرير الشام طريق M5 فحسب، بل سيطرت أيضًا على التقاطع الذي يربط بين طريقي M4 وM5 السريعين، وكلاهما مهم للحركة والخدمات اللوجستية في المنطقة المنكوبة بالصراع.
أفاد المرصد السوري أن الحكومة وحلفاءها ردوا بغارات جوية وقصف عنيف، مما أدى إلى نزوح الآلاف من العائلات وإجبار جماعات الإغاثة على وقف الخدمات الأساسية.
أفادت التقارير أن الطائرات الحربية الروسية نفذت ضربات في غرب حلب، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وقد أدت هذه الهجمات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مما جعل الآلاف عُرضة للخطر مع تكثيف العنف.
اقرأ أيضا.. وفد أمني مصري يتوجه لإسرائيل للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة
القوات الحكومية في وضع دفاعي
أدانت القوات المسلحة السورية الهجوم، واتهمت هيئة تحرير الشام بانتهاك اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في عام 2019 بين تركيا وروسيا وإيران. وقد جمد الاتفاق خطوط الصراع في محافظة إدلب، آخر معقل لقوات المعارضة.
جاء في بيان للجيش السوري: “تواجه قواتنا المنظمات الإرهابية بقوة مختلفة وبالتعاون مع القوات الصديقة لضمان عودة الوضع إلى ما كان عليه”.
ومع ذلك، أعلن المتمردون السيطرة على أكثر من 15 قرية في شمال غرب حلب، واستولوا على قاعدة عسكرية وأسروا عدة جنود كرهائن. وتقول المعارضة إن الهجوم يهدف إلى استعادة الأراضي وتسهيل عودة الآلاف من النازحين بسبب القصف الحكومي الأخير.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
أفادت لجنة الإنقاذ الدولية أن ما لا يقل عن 7000 أسرة نزحت حديثًا بسبب تصاعد الأعمال العدائية، مما أجبر على تعليق الخدمات الصحية والتعليمية في المنطقة. يأتي هذا مع توسيع فصائل المعارضة لهجومها في ريف إدلب، مستهدفة المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات الحكومية سابقًا.
وصف الدفاع المدني السوري، المعروف باسم الخوذ البيضاء، الوضع بأنه مروع، حيث وقع المدنيون في مرمى النيران المتبادلة وتضررت البنية التحتية الحيوية بشدة.
الديناميكيات الإقليمية والمشاركة الدولية
أعربت تركيا، التي تدعم مجموعات معارضة مختلفة في سوريا، عن مخاوفها بشأن التطورات الأخيرة. وكشف مسؤولون دفاعيون أتراك أن الجيش اتخذ تدابير لحماية قواته في المنطقة، كما اقترحوا أن الهجوم يسعى إلى إعادة إرساء حدود منطقة خفض التصعيد وحماية المدنيين، خاصة بعد الجهود الدبلوماسية الفاشلة للحد من هجمات الحكومة.
ان الميليشيات المرتبطة بإيران، والتي كانت متحالفة تقليديا مع الحكومة السورية، كانت مشغولة بمعاركها الخاصة، وخاصة في ضوء وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، وفي الوقت نفسه، كثفت روسيا، الحليف الرئيسي للنظام السوري، الغارات الجوية لدعم القوات الحكومية.
أهداف وتحديات المعارضة
يؤكد الهجوم على تصميم المعارضة على استعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية، ولكنه يسلط الضوء أيضا على تعقيد الصراع الممزق في سوريا، لقد أعادت هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة سابقا بتنظيم القاعدة، تسمية نفسها عدة مرات ولكنها لا تزال قوة مهيمنة في شمال غرب سوريا.
إن العنف المتصاعد يثير تساؤلات حول الاستقرار المستقبلي للمنطقة. إن تورط تركيا والديناميكيات الهشة بين القوى الإقليمية يزيد من تعقيد الوضع، مما يترك المدنيين يتحملون وطأة الصراع.
مع استمرار الهجوم، يراقب المجتمع الدولي عن كثب، مع تصاعد المخاوف الإنسانية وتزايد احتمالات حدوث تداعيات إقليمية أوسع نطاقا.