النسر الأمريكي يرعب التنين الصيني بقاذفة B-52H.. قادرة على توجيه ضربة نووية

كشفت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، استنادًا إلى دراسة صينية حديثة، عن تصنيف قاذفة القنابل الأمريكية B-52H Stratofortress كأخطر منصة ضمن سيناريو ضربة نووية تكتيكية محتملة ضد الصين. الدراسة التي أعدها خبراء من أكاديمية الإنذار المبكر التابعة لسلاح الجو الصيني بقيادة وانغ بينغ تشيه، وصفت القاذفة الأمريكية العتيقة بأنها الأداة الأشد فاعلية في محاكاة لاختراق دفاعات الصين البحرية والبرية.

تقييم صيني: قاذفة B-52H تمثل رأس الحربة في الضربات النووية الأمريكية

رغم دخولها الخدمة في خمسينيات القرن الماضي، لا تزال B-52H تحتل موقعًا محوريًا في ترسانة الردع النووي الأمريكية. وبحسب تقرير التوازن العسكري 2025 الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، تُشغّل القوات الجوية الأمريكية 58 قاذفة من هذا الطراز، منها 46 قادرة على حمل أسلحة نووية.

تسليح فتاك: من صواريخ كروز إلى الرؤوس النووية المتغيرة

تتمثل القوة الضاربة الرئيسية لقاذفة B-52H في صاروخ كروز AGM-86B المُطلق من الجو، والمزود برأس نووي W80-1 بعائد متغير بين 5 و150 كيلوطن، ما يمنحها مرونة في تنفيذ المهام التكتيكية والاستراتيجية. كما تستعد القوات الأمريكية لدمج صاروخ AGM-181 LRSO الأحدث، القادر على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة بكفاءة عالية.

عمق استراتيجي ومرونة عملياتية يصعب مجاراتها

مع نصف قطر قتالي يتجاوز 7200 كيلومتر، تستطيع قاذفة B-52H تنفيذ ضربات بعيدة المدى من خارج نطاق الرادارات المعادية. كما تُعد القاذفة عنصرًا أساسيًا ضمن بنية القيادة والتحكم الأمريكية متعددة المجالات (JADC2)، مما يُمكّنها من التنسيق اللحظي مع باقي الأصول الهجومية.

قاذفة B-52H أمريكا
قاذفة B-52H تابعة لسلاح الجو الأمريكي .. تهديد كبير بقوة نووية غاشمة

معضلة صينية: الصواريخ الأمريكية تتجاوز شبكة الدفاعات الجوية

رغم اعتماد الصين على أنظمة متطورة مثل HQ-9B وS-400 الروسية، يرى الخبراء العسكريون الصينيون أن صواريخ الكروز بعيدة المدى التي تطلقها قاذفات B-52 قادرة على تحييد هذه الطبقات الدفاعية. وتعزز هذه القدرة من خطر القاذفة على منشآت القيادة ومنصات الصواريخ الباليستية الاستراتيجية داخل العمق الصيني.

رسائل ردع جوية: خيار مرن يسبق الصواريخ الباليستية

توفر القاذفات بعيدة المدى ميزة الردع المرئي القابل للإلغاء، على عكس الصواريخ العابرة للقارات أو تلك المطلقة من الغواصات. هذه الخاصية تتيح للولايات المتحدة إرسال إشارات استراتيجية دون التصعيد الكامل، وهي ميزة تزداد قيمتها مع تصاعد المنافسة النووية بين واشنطن وبكين وموسكو.

منصة قديمة .. بديناميكية جديدة في بيئة الردع النووي

ترى بكين في قاذفة B-52H تهديدًا يجمع بين البصمة التاريخية والخطورة المستقبلية. فدمجها مع أنظمة تسليح الجيل الجديد يُنتج معادلة يصعب على الدفاعات التقليدية صدّها، ما يدفع المخططين العسكريين الصينيين إلى إعادة النظر في خططهم الدفاعية، خصوصًا في ظل تزايد التوترات في المحيطين الهندي والهادئ.

اقرأ أيضاً.. أمريكا تطلق مشروع “جوست” بـ100 مليون دولار.. هل هي الطائرة المسيرة الأقوى؟

زر الذهاب إلى الأعلى