النشرة العسكرية| السيناريو الكامل لعملية الويب .. بريطانيا تسعى لتعزيز الردع النووي بمقاتلات أمريكية

في تطوُّر ميداني لافت يعكس تحوُّلات جوهرية في توازنات العسكرية العالمية، شهد يوم أمس العديد من الأحداث الأمنية والعسكرية في مختلف بلدان العالم .. فالعملية “الويب” التي قامت بها أوكرانيا ضد روسيا سيطرت على كافة الأخبار في مختلف المواقع على مستوى العالم، وطغت على كل الأوساط العسكرية لما لها من مردود قوى على كل جيوش العالم.
يقدم موقع خاص مصر في النشرة العسكرية ليوم أمس الاثنين 2 يونيو 2025، أبرز الأخبار في الشأن العسكري.
هجوم أوكراني غير مسبوق: FPV تنفذ “عملية الويب” وتدمر 41 طائرة روسية
في تصعيد نوعي للحرب، نفذت أوكرانيا عملية عسكرية سرية داخل الأراضي الروسية باستخدام طائرات انتحارية من طراز FPV، استهدفت قواعد جوية ودمرت نحو 41 طائرة عسكرية روسية، بينها طائرات قاذفة قادرة على حمل رؤوس نووية، بحسب تقارير متقاطعة.
العملية، التي حملت اسم “الويب”، خُطط لها منذ أشهر واعتمدت على تهريب الطائرات داخل روسيا بطرق سرية، منها إخفاؤها ضمن شحنات تجارية، وتجميعها في مخازن سرية بواسطة عملاء أوكرانيين أو متعاونين محليين.
وعند اقترابها من القواعد الجوية، أُطلقت المسيرات من شاحنات روسية مستأجرة على طرق فرعية غير مراقبة، في هجمات دقيقة ومنسقة وثقتها طائرة تصوير خاصة وبُثت عبر الأقمار الصناعية.
ولإغلاق الحلقة الاستخباراتية، زُرعت عبوات ناسفة على الشاحنات بعد العملية لتدميرها وإتلاف الأدلة، ما يعكس مستوى التخطيط المتقدم والتكتيك الهجين في استخدام المسيّرات داخل العمق الروسي.
بريطانيا تسعى لتعزيز الردع النووي بمقاتلات أمريكية متطورة
في تحول استراتيجي كبير، تدرس الحكومة البريطانية شراء مقاتلات أمريكية من طراز F-35A Lightning II القادرة على حمل القنبلة النووية التكتيكية B61، في إطار تعزيز ترسانتها النووية بمواجهة تصاعد التهديد الروسي.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد القلق داخل لندن من احتمال اندلاع صراع نووي محدود، خاصة بعد تهديدات الكرملين الأخيرة باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا.
وبحسب صحيفة “ذا تايمز”، يقود وزير الدفاع جون هيلي وقائد الأركان توني راداكين محادثات مع البنتاغون لإدخال هذه الطائرات إلى الخدمة، في وقت توصف فيه هذه الخطوة بأنها الأوسع منذ نهاية الحرب الباردة.
وتهدف بريطانيا من هذه الصفقة إلى امتلاك “ردع نووي ثنائي” يشمل القدرة على الضرب من الجو، إلى جانب الغواصات النووية من طراز “فانغارد”. وتشير المراجعة الدفاعية المقبلة إلى أهمية تعزيز مساهمة بريطانيا في الردع النووي لحلف الناتو، خاصة في الجناح الشرقي.
وأكد هيلي أن “العالم بات أكثر خطورة، والمخاطر النووية تتصاعد”، مشيرًا إلى أن التهديدات النووية باتت واقعية للمرة الأولى منذ عقود.
اقرأ أيضاً.. دراسة إماراتية تحذر من “مسيرات FPV” وتتنبأ بتحولها لـ”سلاح أوكرانيا السري” ضد روسيا
أوكرانيا تنتج مليون مسيّرة سنويًا وتُفعّل “تكتيك الذباب الإلكتروني”
في محاولة لمعادلة التفوق الروسي، تكثف أوكرانيا إنتاجها المحلي من الطائرات بدون طيار، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول أوروبية. وبحسب وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني، فإن كييف تستهدف إنتاج مليون مسيّرة سنويًا بحلول 2025، أغلبها من طراز FPV الانتحاري.
وتمثّل هذه المسيّرات سلاحًا محوريًا في تكتيك “الذباب الإلكتروني”، الذي يعتمد على أسراب منخفضة التكلفة وعالية التأثير لتدمير أهداف روسية متقدمة، مثل الدبابات ومراكز القيادة والرادارات، عبر إنهاك الدفاعات الجوية.
وقد دعمت الولايات المتحدة هذا التوجه باستثمارات ضخمة، أبرزها 800 مليون دولار في 2024، وعقد مع شركة أمريكية لتوريد 6 آلاف مسيّرة هجومية خلال 6 أشهر. كما أعلن الرئيس السابق بايدن عن تخصيص 1.5 مليار دولار إضافية لدعم صناعة المسيّرات الأوكرانية.
وتشير التقديرات إلى أن الطائرات بدون طيار الأوكرانية ساهمت في تدمير ربع الأسطول الروسي في البحر الأسود، وأعاقت التقدم الروسي شرقي أوكرانيا، ما يؤكد تحولها إلى عنصر حاسم في ميزان القوى الميداني.
دراسة إماراتية: مسيّرات FPV تتحول إلى “سلاح أوكرانيا السري”.. وتحذير من مخاطرها الأمنية
حذرت دراسة صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية من تصاعد دور مسيّرات “منظور الشخص الأول” (FPV) في الحروب الحديثة، وتوقعت أن تصبح السلاح السري الحاسم لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
وأشارت الدراسة، المنشورة في يوليو 2024، إلى أن بساطة تصميم FPV وانخفاض كلفتها جعلاها مثالية في العمليات النوعية والهجمات الدقيقة، خاصة بعد إعلان أوكرانيا خططها لإنتاج مليون مسيّرة سنويًا، وتشكيل فرع عسكري متخصص للأنظمة غير المأهولة.
وتُستخدم هذه المسيّرات، التي بدأ تطويرها لأغراض مدنية، في مهام هجومية واستطلاعية بعد تزويدها بذخائر متنوعة، وقد وثّق استخدامها في 2700 هجوم بين أغسطس 2023 ويناير 2024.
الدراسة حذّرت أيضًا من سهولة تحويل هذه المسيّرات إلى أدوات للإرهاب، بعدما تم رصد استخدامها في 13 هجومًا في سوريا خلال أول شهرين من 2024، ما يثير تساؤلات حول الرقابة الدولية وضوابط الاستخدام.
وأوصت الدراسة بتسريع تأهيل القوات وتطوير أنظمة مضادة، متوقعة سباقًا دوليًا لتوسيع استخدام FPV في الجيوش الكبرى، وسط اهتمام متنامٍ من واشنطن، بكين، موسكو وكييف، التي أصبحت رائدة في دمج هذه التكنولوجيا بساحة المعركة.
اقرأ أيضاً.. لمواجهة التهديد الروسي.. بريطانيا تعزز ترسانتها النووية بمقاتلات أمريكية