الهند ترسل سفنًا حربية نحو باكستان بعد تصاعد الاشتباكات

مع تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، حركت الهند سفنًا حربية نحو باكستان، المجهز بصواريخ كروز تفوق سرعة الصوت، نحو كراتشي، أكبر موانئ باكستان، وذلك بعد أيام من الاشتباكات الحدودية العنيفة بين الدولتين النوويتين.

سفنًا حربية نحو باكستان في بحر العرب

أكد مصدر دفاعي هندي، لتليجراف، أن خطوة نيودلهي تضع أسطولها على مسافة قريبة من كراتشي، التي تُدير 60% من تجارة باكستان، وتضم أيضًا مقرها البحري. يتمركز الأسطول، الذي يضم حاملة طائرات ومدمرات وفرقاطات وسفنًا مضادة للغواصات، على بُعد 300 إلى 400 ميل من الساحل الباكستاني، مما يُشير إلى جاهزية عسكرية عالية.

إعلان

الأسطول مُجهز بصواريخ براهموس، القادرة على الطيران بسرعات تصل إلى 3 ماخ وضرب أهداف على بُعد يصل إلى 500 ميل. صاغت الحكومة الهندية هذا الموقف العسكري باعتباره “مراقبة وردعًا”، مؤكدةً أنها في حالة تأهب قصوى ردًا على الأعمال العدائية المستمرة عبر الحدود.

اشتباكات حدودية وتصعيد للضربات

يأتي هذا الانتشار البحري في أعقاب سلسلة من الهجمات الجوية والصاروخية بين البلدين. ففي مساء الجمعة، أُبلغ عن وقوع 10 انفجارات حول مطار سريناغار الدولي في الشطر الهندي من كشمير، حيث زُعم أن طائرات باكستانية بدون طيار استهدفت مدينة أمريتسار المقدسة لدى السيخ.

أفادت القوات الهندية باعتراض موجة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار انطلقت من باكستان، واستهدفت 15 مدينة في شمال وغرب الهند.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، في 7 مايو، شنت الهند غارات جوية على باكستان ردًا على هجوم إرهابي وقع في 22 أبريل في الشطر الهندي من كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا.

تزعم الهند أن غاراتها الجوية دمرت تسعة معسكرات للإرهابيين، لكن باكستان نفت هذه المزاعم، وأفادت بوقوع خسائر في صفوف المدنيين، من بينهم 31 مدنيًا.

اقرأ أيضا.. دخان أبيض يُشير لانتخاب بابا جديد.. أجراس الكاتدرائية تحتفي بالحبر الأعظم

خطر اتساع نطاق الصراع

أثارت العمليات العسكرية الجارية مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أوسع نطاقًا. وقد أسفر القصف عبر الحدود منذ 7 مايو عن مقتل ما يقرب من عشرين مدنيًا بالقرب من خط السيطرة، وهو خط حدودي شديد التسليح يقسم منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان.

حذر مسؤولون عسكريون باكستانيون من أن بلادهم سترد في الوقت والمكان اللذين تختارهما. وأكد الفريق أحمد شريف شودري، خلال إحاطة إعلامية في روالبندي، أن باكستان لن تسمح للهند بتأسيس قاعدة جديدة للعدوان، مستشهدًا بصور أطفال باكستانيين قُتلوا في الغارات الجوية الأخيرة.

تبادلت كل من الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات بطائرات بدون طيار، مما زاد من توتر الوضع المتوتر أصلًا. ودعا قادة العالم إلى الهدوء، لكن الجهود الدبلوماسية لتهدئة الوضع لم تُحرز تقدمًا يُذكر حتى الآن.

القلق الدولي والجهود الدبلوماسية

يتزايد القلق الدولي إزاء احتمال نشوب صراع كبير بين القوتين النوويتين. في 9 مايو/أيار، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن تعازيه في سقوط ضحايا مدنيين في باكستان، ودعا البلدين إلى تهدئة التوترات. كما ناقش لامي إجراءات مكافحة الإرهاب مع وزير خارجية الهند في محاولة للتوسط في الأزمة.

في غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية الباكستانية تصرفات الهند، ووصفتها بـ”المتهورة”، وحذرت من أنها دفعت البلدين إلى شفا صراع شامل.

أثر تصاعد الصراع أيضًا على قطاعات أخرى، حيث تم تعليق مباريات الدوري الهندي الممتاز للكريكيت لمدة أسبوع بسبب تصاعد التوترات.

إعلان

أحمد سيف الدين

أحمد سيف الدين، مترجم صحفي وعضو نقابة الصحفيين، مهتم بالسياسة الدولية والشؤون الخارجية، عمل/يعمل لدي عدد من المؤسسات الصحفية ومراكز الأبحاث الإقليمية والدولية.
زر الذهاب إلى الأعلى