الولايات المتحدة تروج الأكاذيب.. رئيس بنما ينفي السماح للسفن الأمريكية بعبور القناة مجانًا

القاهرة (خاص عن مصر)- تعمق الخلاف الدبلوماسي بين بنما والولايات المتحدة بعد أن اتهم الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو واشنطن بنشر “أكاذيب لا تطاق” بشأن قناة بنما.
وفقا لتقرير الجارديان، أثار الجدل، الذي غذته خطابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استعادة القناة، حالة من الذعر الإقليمي وأبرز التوترات الجيوسياسية الأوسع نطاقًا التي تنطوي على الصين.
إنكار الاتفاق الأمريكي المزعوم
في قلب النزاع ادعاء وزارة الخارجية الأمريكية بأن بنما وافقت على السماح للسفن الحكومية الأمريكية بعبور القناة مجانًا، وقد نفت هيئة قناة بنما هذا التأكيد، الذي صدر في وقت متأخر من يوم الأربعاء، وأوضحت أنه لم يتم إجراء أي تغييرات على سياسات الرسوم.
أعرب مولينو، في توبيخ حاسم يوم الخميس، عن دهشته وسخطه بشأن البيان الأمريكي. وقال للصحفيين: “أنا مندهش للغاية من إعلان وزارة الخارجية أمس لأنهم يدلون بتصريحات مهمة … بناءً على كذب، وهذا أمر لا يطاق، ببساطة لا يطاق”.
تصريحات ترامب الاستفزازية
تصاعد الخلاف بعد أيام قليلة من تكرار ترامب لموقفه المثير للجدل بأن الولايات المتحدة سلمت “بغباء” السيطرة على القناة إلى بنما في عام 1999 واقترح أن الصين تولت السيطرة منذ ذلك الحين. وحذر ترامب خلال خطاب ألقاه يوم الأحد: “وسنستعيدها، أو سيحدث شيء قوي للغاية”.
وإضافة إلى التوتر الدبلوماسي، ورد أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال جولة حديثة في أمريكا اللاتينية، نقل إلى مولينو أن ترامب ينظر إلى نفوذ الصين على قناة بنما باعتباره تهديدًا. وبحسب وزارة الخارجية، أكد روبيو أن “غياب التغييرات الفورية يتطلب من الولايات المتحدة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها”.
اقرأ أيضا.. شركة بي بي تعلن عن اكتشاف نفط وغاز جديد قبالة سواحل مصر بالبحر الأبيض المتوسط
الأسس الجيوسياسية ودور الصين
يرفض المحللون إلى حد كبير إمكانية التدخل العسكري الأميركي، رغم أن السوابق التاريخية، مثل غزو الولايات المتحدة لبنما عام 1989 للإطاحة بالدكتاتور مانويل نورييغا، تشير إلى أن مثل هذا السيناريو ليس مستحيلا تماما.
بدلا من ذلك، يبدو أن خطاب ترامب يهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في أميركا اللاتينية، وهي المنطقة التي طالما اعتبرتها واشنطن “فناءها الخلفي” الاستراتيجي.
لقد وسعت الصين بشكل كبير من بصمتها الاقتصادية في أمريكا اللاتينية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، متجاوزة الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لأميركا الجنوبية.
ومن خلال مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق، استثمرت الصين مليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية في جميع أنحاء المنطقة، من السكك الحديدية في تايلاند وإثيوبيا إلى ميناء جديد ضخم في بيرو.
رد بنما على الضغوط الأميركية
يبدو أن موقف ترامب المتشدد ضد بكين قد أثر على أحدث التحركات الدبلوماسية لبنما. ففي يوم الخميس، أعلن مولينو أن بنما أبلغت الصين بقرارها الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق.
وتشير هذه الخطوة إلى إعادة تنظيم محتملة في السياسة الخارجية لبنما وسط ضغوط أميركية متزايدة للحد من النفوذ الصيني في المنطقة.
وردت الصين بقوة على التطورات. واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان الولايات المتحدة بالإدلاء “بتصريحات غير مسؤولة بشأن قضية قناة بنما” وتشويه تعاون بنما مع بكين، كما دافع لين عن شراكات الصين في مبادرة الحزام والطريق، مؤكدا أنها أسفرت عن “نتائج مثمرة” لكلا البلدين.