الولايات المتحدة تنأى بنفسها عن الضربات الإسرائيلية على إيران.. وتحث على ضبط النفس

سارعت الولايات المتحدة إلى النأي بنفسها عن الضربات العسكرية الإسرائيلية على إيران والمواقع النووية والعسكرية، في ظلّ مواجهة الشرق الأوسط لخطر تفاقم الصراع.

في أعقاب الهجمات – التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “عملية الأسد الصاعد” – أصدر وزير الخارجية ماركو روبيو بيانًا حازمًا أوضح فيه أن الولايات المتحدة لم تلعب أي دور في التصعيد.

وأعلن روبيو: “لسنا متورطين في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”، محذرًا طهران من الرد على المصالح الأمريكية. وأضاف: “دعوني أكون واضحًا: يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين”.

ورغم هذه النفيات، اتهم التلفزيون الرسمي الإيراني واشنطن بـ”التواطؤ” في هجمات زعمت وسائل الإعلام الإيرانية أنها أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، بينهم أطفال.

مبررات الضربات الإسرائيلية على إيران

وفقًا لبيانات صادرة عن جيش الدفاع الإسرائيلي، استهدفت الغارات الجوية البرنامج النووي الإيراني ومنشآت عسكرية أخرى، فيما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه عمل حاسم “لبقاء إسرائيل”.

أصر نتنياهو على أن الضربات الإسرائيلية على إيران ضرورية لوقف جهود إيران المستمرة “لتسليح” اليورانيوم المخصب، متعهدًا بأن الضربات “ستستمر لأيام عديدة”.

ردًا على ذلك، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ، محذرة المواطنين من الاستعداد لرد انتقامي محتمل، وقيدت الحركة في المناطق الحساسة. أوضحت تصريحات نتنياهو أن حكومته تعتبر العملية وجودية، مشيرةً إلى خطورة التهديد الذي تراه القيادة الإسرائيلية للرأي العام المحلي والدولي.

الاستعداد الأمريكي والدبلوماسية الحذرة

بينما نأت الولايات المتحدة بنفسها علنًا عن التدخل المباشر، أفادت التقارير أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن قبل شن الضربات، وفقًا لقناة “كان” الإسرائيلية. وأكد بيان روبيو أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن هذا الإجراء يُعتبر ضروريًا للدفاع عن النفس.

اتخذ الرئيس دونالد ترامب وإدارته، قلقين من رد إيراني محتمل ضد الموظفين والمنشآت الأمريكية، إجراءات استباقية. تم إجلاء موظفي السفارة جزئيًا من العراق، وتقييد حركة موظفي وزارة الخارجية داخل إسرائيل بتل أبيب.

وكان الرئيس ترامب قد حذر سابقًا من أن ضربة عسكرية ضد إيران قد “تعصف” بالمفاوضات الدبلوماسية الجارية بين واشنطن وطهران، مؤكدًا على إحجامه عن جر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر. وقال ترامب: “ما دمت أعتقد أنه سيكون هناك اتفاق، فلا أريدهم أن يدخلوا”، معربًا عن تفضيله للحل الدبلوماسي.

اقرأ أيضًا: خطة ترامب لخفض تمويل ناسا للنصف.. هل تتأثر ريادة أمريكا في الفضاء؟

المفاوضات الجارية وعدم اليقين

على الرغم من تصاعد التوترات، تواصل الولايات المتحدة سعيها للتواصل الدبلوماسي مع إيران. وقبل ساعات من الغارات الجوية الإسرائيلية، كرر ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي التزام الإدارة بـ”حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية” ووجّه فريقه لمواصلة المفاوضات.

من المقرر أن يُجري مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولة أخرى من المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين يوم الأحد، مما يُشير إلى أن باب الدبلوماسية لا يزال مفتوحًا حتى في ظل توترات المنطقة.

كما من المقرر أن يعقد ترامب اجتماعًا مغلقًا لمجلس الأمن القومي، مما يُبرز الجدية التي ينظر بها البيت الأبيض إلى الأزمة المُتفاقمة.

منطقة على حافة الهاوية

مع تطور عملية “الأسد الصاعد” الإسرائيلية، وتأمل إيران في خطوتها التالية، تجد الولايات المتحدة نفسها تسير على حبل مشدود – مُحافظةً على تحالفاتها ونفوذها الإقليمي، وفي الوقت نفسه، تسعى جاهدةً لتجنب الانجرار مباشرةً إلى حرب إقليمية مُحتملة.

مع تأكيد المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين على الدفاع عن النفس والرغبة في خفض التصعيد، ينتظر العالم ليرى ما إذا كانت الدبلوماسية أم مزيد من الصراع سيُحدد مسار الأيام القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى