انفجارات وكمائن.. هل تنقلب موازين الحرب في غزة بعد ضربات المقاومة؟

أعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ سلسلة عمليات نوعية في خان يونس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتوازي مع معارك مستعرة شمالًا.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية كشفت البيانات العسكرية الصادرة عن الفصيلين عن كمائن محكمة وتفجيرات مباشرة لآليات وجرافات عسكرية إسرائيلية، ما أثار تساؤلات واسعة حول قدرة المقاومة على قلب موازين المعركة الميدانية، وإرباك حسابات الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة من الحرب.

ضربات القسام في خان يونس

في تفاصيل العملية، أفادت كتائب القسام أن إحدى مجموعاتها استهدفت برج جرافة عسكرية إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105″، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها بمنطقة بني سهيلا شرق خان يونس.

وأضافت أن مقاتليها أطلقوا قذائف هاون تجاه حشود إسرائيلية في منطقة معن جنوبي المدينة.

وفق تقارير فإن عمليات القسام، جاءت ضمن سلسلة من الضربات الدقيقة، التي استهدفت تجمعات العدو في مناطق متفرقة، وتعكس قدرة الفصيل على التخفي والمناورة وإصابة الأهداف في توقيت حرج.

سرايا القدس تشعل خان يونس

من جهتها، أعلنت سرايا القدس تدمير آلية عسكرية إسرائيلية عبر تفجير عبوة برميلية زرعت مسبقًا، في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.

كما أكدت أنها قصفت بقذائف هاون، السبت، تجمعات لجنود وآليات إسرائيلية في محيط شارع 5 شمال خان يونس.

البيان العسكري أشار إلى أن هذه العمليات تمثل استمرارًا لنهج الاستنزاف الميداني، وتهدف إلى عرقلة التوغل الإسرائيلي، وإجبار قوات الاحتلال على التراجع تحت ضغط ناري مستمر.

حدث أمني خطير في خان يونس

في المقابل، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده، ويُدعى “جندي من كتيبة الهندسة القتالية 601″، خلال اشتباكات وقعت في شمال قطاع غزة.

لكن اللافت، كان الحديث الذي تداولته وسائل إعلام إسرائيلية عن “حدث أمني خطير” في خان يونس، وسط تبادل كثيف لإطلاق النار، دون كشف تفاصيل إضافية بسبب فرض الرقابة العسكرية حظرًا على النشر.

هذا التكتّم يفتح الباب أمام احتمالات خسائر غير معلنة، أو اختراق أمني ميداني ناجح من جانب فصائل المقاومة، خاصة مع توقيت التصعيد واتساع رقعته.

 كمائن واستنزاف على كل الجبهات

منذ انطلاق العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر 2023، واصلت فصائل المقاومة نهجها القائم على الكمائن والهجمات المركزة، مستفيدة من شبكات الأنفاق والعبوات المتفجرة والتكتيك المرن داخل المناطق السكنية.

وخلال الأشهر الماضية، تمكنت المقاومة من تدمير أو إعطاب مئات الآليات العسكرية، كما كبّدت الاحتلال خسائر بشرية فادحة، وسط تضارب الروايات بين البيانات الرسمية الإسرائيلية وما ترصده الصحافة العبرية والمصادر الميدانية.

الفصائل وثّقت كثيرًا من عملياتها عبر مقاطع فيديو تظهر فيها تفجيرات مفاجئة، وكمائن نارية، واشتباكات مباشرة، ما يعكس تنامي قدراتها الاستخباراتية والميدانية رغم الحصار والدمار.

هل تتغير موازين الحرب؟

وفق مراقبون فما جرى في خان يونس خلال الساعات الماضية ليس مجرد مواجهة تقليدية، بل يبدو أنه محاولة لإعادة تشكيل معادلة الصراع. فبين الخسائر المتزايدة في صفوف الاحتلال، وقدرة المقاومة على التحكم بمسار الاشتباكات في أكثر من محور، تبرز مؤشرات على تحول تدريجي في ملامح المعركة.

ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي العددي والتقني، فإن الإرادة الميدانية والتخطيط المحكم من جانب المقاومة قد يفتحان الباب أمام مرحلة جديدة في حرب الإرادات، فهل نشهد قريبًا تحولًا في مجريات الحرب… أم أن الاحتلال سيواصل المراوغة والدمار؟

اقرا أيضا: إيران ما زالت قادرة على التخصيب.. هل فضح غروسي أكاذيب ترامب حول البرنامج النووي؟

زر الذهاب إلى الأعلى