انقطاع كابلات بحرية يعطل الإنترنت شرق إفريقيا للمرة الثالثة عام 2024
انقطاع رقمي واسع النطاق يضرب شرق إفريقيا
تعرضت موثوقية الاتصال بالإنترنت في شرق إفريقيا لضربة أخرى، حيث انقطع كابلان بحريان مهمان للبنية التحتية للاتصالات في المنطقة، وفقا لما نشره موقع كونيكتينج أفريكا. وأدى الانقطاع إلى إبطاء خدمات الإنترنت بشكل كبير في دول مثل كينيا ورواندا وأوغندا ومدغشقر وتنزانيا.
وبحسب خاص عن مصر، يمثل هذا ثالث انقطاع كبير للكابلات البحرية يؤثر على خدمات الإنترنت في إفريقيا في عام 2024، مما يثير المخاوف بشأن المرونة الرقمية للقارة.
مشكلة متنامية: أعطال كابلات متعددة منذ فبراير 2024
يؤكد هذا الانقطاع الأخير على اتجاه مثير للقلق في قطاع الاتصالات في إفريقيا. يأتي ذلك بعد حوادث سابقة في مارس وفبراير من عام 2024 عندما تسبب حدث زلزالي مشتبه به قبالة ساحل كوت ديفوار في إتلاف أربعة كابلات بحرية، مما أدى إلى تعطيل خدمات الإنترنت بشدة على طول الساحل الغربي لأفريقيا. وشملت الكابلات المتضررة أنظمة حيوية تربط القارة ببقية العالم، وتربط أفريقيا بأوروبا وجنوب شرق آسيا وما وراءها.
نظام الكابلات البحرية في شرق أفريقيا (EASSy) وأنظمة كابلات Seacom، التي تضررت في هذا الحادث الأخير، حيوية لحركة مرور الإنترنت المتدفقة داخل وخارج جنوب وشرق أفريقيا. وقد ترك هذا الانقطاع الثالث الكبير مستخدمي الإنترنت والشركات يتصارعون مع اتصالات أبطأ وانقطاعات واسعة النطاق.
التأثير على الاتصالات والخدمات الرقمية
سارعت شركات الاتصالات في البلدان المتضررة إلى الاعتراف بتأثير الانقطاع. ونشرت شركة Safaricom، إحدى شركات الاتصالات الرائدة في كينيا، على منصة التواصل الاجتماعي X، مؤكدة الانقطاع. وذكرت شركة Safaricom: “لقد شهدنا انقطاعًا في أحد الكابلات البحرية التي تنقل حركة مرور الإنترنت داخل وخارج البلاد”. لتقليل انقطاع الخدمة، قالت الشركة إنها قامت بتنشيط تدابير التكرار لإبقاء المستخدمين على اتصال أثناء إجراء الإصلاحات.
أقرا أيضا.. انتعاش قطاع الغاز في مصر.. الشركات الأجنبية تستأنف التنقيب بعد تسوية الحكومة للديون
كما أكد بن روبرتس، المدير التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات في شركة Liquid Intelligent Technologies Group، أن خدمات الإنترنت في شرق إفريقيا “تضررت بشدة” بسبب أعطال الكابلات، مما جعل الشركات والمستهلكين يعانون من سرعات أبطأ من المعتاد.
جهود الإصلاح: التحديات المقبلة
إن استعادة الكابلات التالفة ليست بالمهمة السهلة. ووفقًا للرئيس التنفيذي لمجموعة Wiocc، كريس وود، الذي تعد شركته مستثمرة في كابل EASSy، فقد تم إرسال سفينة إصلاح من كيب تاون ومن المتوقع أن تصل إلى القسم التالف بين جنوب إفريقيا وموزمبيق في غضون ثلاثة أيام. ومع ذلك، حذر وود من أن وقت الإصلاح سيعتمد على الطقس وظروف البحر ومدى الضرر.
أكدت شركة Seacom، وهي مشغل رئيسي آخر للكابلات المتضررة، أن فرقها الفنية تعمل بشكل وثيق مع البائعين لاستعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، كما هو الحال مع انقطاعات الكابلات السابقة، من المتوقع أن تستغرق الإصلاحات وقتًا، مما قد يؤدي إلى إطالة انقطاع الإنترنت في المناطق المتضررة.
التأثيرات الأوسع: الضعف الرقمي في أفريقيا
إن موجة فشل الكابلات البحرية تسلط الضوء على قضية متنامية تتعلق بالبنية الأساسية الرقمية في أفريقيا. ومع تزايد أهمية الوصول إلى الإنترنت للنمو الاقتصادي والتعليم والخدمات الاجتماعية، فإن الاضطرابات بهذا الحجم لها تأثير عميق على قدرة المنطقة على البقاء على اتصال بالاقتصاد العالمي.
إن فشل الكابلات البحرية التي تعمل كعمود فقري رقمي للقارة يكشف عن نقاط ضعف في البنية الأساسية للمنطقة. تظل أفريقيا تعتمد بشكل كبير على عدد محدود من الكابلات البحرية لضمان الاتصال. وعندما تفشل هذه الكابلات، غالبًا ما يكون هناك القليل من التكرار الذي يمكن الاعتماد عليه، مما يجعل ملايين المستخدمين عرضة لانقطاع الخدمة.