انهيار الملجأ الذي لا يقهر.. كيف اخترقت صواريخ إيران معقل الأمان في إسرائيل؟

في تصعيد غير مسبوق في الحرب بين إيران وإسرائيل، أعلنت وسائل إعلام عبرية، صباح الإثنين، أن ملجأ “ميماد” النووي المحصن في مستوطنة بيتاح تكفا شمال شرق تل أبيب، انهار بالكامل بعد تعرضه لضربة مباشرة بصاروخ إيراني، في هجوم أسفر عن مقتل 4 شخصيات أمنية إسرائيلية رفيعة.

وقالت هيئة البث العبرية إن الصاروخ الإيراني أصاب الملجأ المخصص لحماية الكوادر الأمنية في حال اندلاع حرب نووية، مشيرة إلى أن تصميمه كان يفترض أن يتحمل أقسى أنواع القصف، ما يجعل انهياره بمثابة ضربة قاسية لقدرات الردع والتحصين الإسرائيلية.

صواريخ إيران تصيب قلب إسرائيل

بالتزامن مع الهجوم على بيتاح تكفا، تعرضت مناطق عدة في تل أبيب الكبرى وحيفا لوابل من الصواريخ الإيرانية، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 103 بجراح متفاوتة، بحسب ما نقلته صحيفة “معاريف” عن جهاز الإسعاف الإسرائيلي.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن حجم الدمار في تل أبيب “هائل”، فيما أكدت “هآرتس” أن الضربات الإيرانية استهدفت مواقع عسكرية إضافة إلى بنى تحتية مدنية، مشيرة إلى أن “بعض الصواريخ تمكنت من اختراق الغرف المحصنة، مما رفع عدد الإصابات بشكل مفاجئ وغير مسبوق”.

عمليات إنقاذ تحت الأنقاض في حيفا

وفي مدينة حيفا، واصلت فرق الطوارئ والإسعاف عمليات البحث تحت أنقاض مبانٍ سكنية انهارت كليًا بعد سقوط صواريخ إيرانية، في وقت لا تزال مخاوف كبيرة تحيط بمصير العالقين تحت الركام وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب الدمار الواسع والانهيارات المتتالية.

وأفادت التقارير الأولية أن عدداً من الصواريخ الإيرانية تمكنت من اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وفي مقدمتها “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، ما أدى إلى إصابات مباشرة في مواقع حيوية وأثار حالة من الإرباك داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وتعد هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها منشآت محصنة نوويًا في إسرائيل لضربة مباشرة تؤدي لانهيارها، مما يعكس – وفقًا لمحللين – تطورًا نوعيًا في دقة الصواريخ الإيرانية، وقدرة طهران على إيصال رسائل عسكرية وسياسية حاسمة.

صدمة في إسرائيل

ورغم محاولات حكومة الاحتلال التقليل من الخسائر، إلا أن الهجوم الإيراني شكل صدمة للأوساط العسكرية والسياسية، في ظل اعتراف مبطن بأن حجم الخسائر يفوق التقديرات المسبقة.

وقالت “هآرتس” إن حالة من التوتر الشديد تسود وزارة الدفاع وهيئة الأمن القومي، وسط تحضيرات لاحتمال اتساع رقعة المواجهة لتشمل جبهات أخرى.

هل تغيّرت قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل؟

يرى مراقبون أن الهجمات الإيرانية الأخيرة تشير إلى تحول في قواعد الاشتباك، حيث لم تكتف طهران بالرد عبر وكلائها في المنطقة، بل استخدمت قوتها الصاروخية بعيدة المدى بشكل مباشر، مستهدفة العمق الإسرائيلي لأول مرة منذ عقود.

ويذهب بعض المحللين إلى اعتبار ما جرى بمثابة “كسر توازن”، يعكس تغيرًا في الردع المتبادل بين طهران وتل أبيب، خاصة في ظل اختراق صواريخ إيران لملاجئ مصممة لحرب نووية.

 هل تتوقف الحرب بين إيران وإسرائيل؟

مع تواصل تبادل الضربات، وسقوط القتلى والجرحى في الطرفين، يبقى السؤال مطروحًا بقوة: هل تدفع هذه الضربة النوعية إسرائيل إلى مراجعة حساباتها أم أنها ستشعل حربًا مفتوحة؟

وفي انتظار الرد الرسمي من حكومة بنيامين نتنياهو، تُشير التطورات المتلاحقة إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الطرفان سيتجهان نحو التصعيد أم نحو وقف إطلاق نار برعاية دولية.

اقرأ أيضا

تربح من استمرار الحرب وتوقفها.. كيف تستفيد روسيا من التصعيد بين إسرائيل وإيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى