انهيار صادرات الفحم الروسية لمصر وسط مشاكل ربحية وتحديات اقتصادية ولوجستية

انخفضت صادرات الفحم الروسية إلى مصر بشكل كبير، وفقًا لتقرير حديث صادر عن فيدوموستي، نقلاً عن تحليل أجراه أرجوس.

وبحسب تقرير اورياندا نيوز، فقد انخفضت بين يناير ويوليو 2024، الشحنات بمقدار 1.6 مرة، لتنخفض إلى 286 ألف طن. يمثل الانخفاض تناقضًا حادًا مع النمو الذي شهدته السنوات السابقة، ولا سيما في عام 2023 عندما ارتفعت الصادرات إلى مصر بنسبة 21٪ إلى 739 ألف طن، مما يجعل البلاد واحدة من أكبر 20 مشترٍ عالمي للفحم الروسي.

وبحسب التقرير فإن الأسباب وراء هذا الانخفاض المفاجئ اقتصادية في المقام الأول. بداية من ارتفاع تكاليف الإنتاج والخدمات اللوجستية، وتضاءل ربحية تصدير الفحم عبر الموانئ الشمالية الغربية لروسيا. ونتيجة لذلك، حول العديد من المصدرين الروس تركيزهم نحو أسواق أكثر ربحية، مثل تركيا.

التحديات في ربحية تصدير الفحم

إن أحد العوامل الرئيسية في تراجع شحنات الفحم الروسي إلى مصر هو ارتفاع تكلفة الإنتاج والنقل. وأوضح دميتري بارانوف، الخبير الرائد في شركة فينام، أن هذه التكاليف المتزايدة، إلى جانب الحاجة إلى التنقل عبر العقوبات الدولية المختلفة، أدت إلى تآكل الربحية. وأشار بارانوف إلى أن “التعقيد المتزايد للخدمات اللوجستية وضرورة التحايل على العقوبات دفع أسعار الفحم إلى الارتفاع، مما جعل الصادرات أقل جاذبية”.

أقرا ايضا.. مصر وروسيا تعززان علاقتهما.. طفرة تجارية ومشاريع استراتيجية تدفع شراكتهما

بالإضافة إلى ذلك، تسلط شركة نفت للأبحاث الضوء على أن بيع الفحم الحراري من كوزباس يولد حاليًا خسائر تتراوح بين 300 و600 روبل للطن. وهذا يثير مخاوف كبيرة لصناعة الفحم، حيث يضطر الموردون إلى تحمل الخسائر أثناء محاولتهم الحفاظ على حصة السوق في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

تأثير العقوبات الأوروبية والتحولات في استراتيجيات التصدير الروسية

منذ فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا، برزت مصر كسوق تصديرية حاسمة للفحم الروسي. في عام 2021، استوردت مصر 435 ألف طن فقط من الفحم، وهو رقم ارتفع بشكل كبير مع تزايد صعوبة الوصول إلى الوقود الروسي في الأسواق الأوروبية. ومع ذلك، يشير الانخفاض الأخير في الشحنات إلى مصر إلى أن الأسواق البديلة أصبحت أقل جدوى مع تزايد الضغوط اللوجستية والمالية.

هذا جزء من اتجاه أوسع يؤثر على صناعة الفحم الروسية. سجلت أكثر من نصف شركات الفحم الروسية (52.4٪) خسائر في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، مع انخفاض أرباح الصناعة الإجمالية 15 مرة على أساس سنوي. أشار رئيس شركة الفحم الروسية، فلاديمير كوروتين، إلى أنه لا يتوقع حدوث انتعاش في الربحية في النصف الثاني من العام.

الحلول المحتملة وتوقعات الصناعة

يدرس الخبراء تدابير لتخفيف الضغوط على مصدري الفحم. اقترح ماكسيم خودالوف، كبير الاستراتيجيين في شركة Vector X الاستثمارية، أن تقديم خصومات النقل لعمال مناجم الفحم يمكن أن يساعد في تعويض ارتفاع التكاليف. كما دعا رئيس وزارة الطاقة الروسية سيرجي تسيفيليف إلى اتخاذ تدابير دعم، محذرا من أن ربحية صناعة الفحم الروسية قد تنخفض بما يصل إلى 15 إلى 17 مرة بحلول نهاية عام 2024.

وفي حين أن تدابير الدعم هذه قد توفر بعض الراحة، فمن غير المرجح أن تعكس الاتجاه الهبوطي العام في الصناعة. ويؤكد الاعتماد على الخصومات والتدخل الحكومي على التحديات العميقة الجذور التي يواجهها مصدرو الفحم الروس.

مستقبل هش للفحم الروسي في مصر

يكشف انخفاض صادرات الفحم الروسي إلى مصر عن التفاعل المعقد بين العقوبات الدولية وارتفاع التكاليف وديناميكيات السوق المتغيرة. وفي حين قدمت مصر ذات يوم بديلاً مربحًا للأسواق الأوروبية، فإن الحقائق الاقتصادية تجبر مصدري الفحم الروس على إعادة تقييم استراتيجياتهم. ومع كفاح الصناعة مع انخفاض الأرباح وزيادة العقبات اللوجستية، يظل مستقبل صادرات الفحم الروسية إلى مصر غير مؤكد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى