باكستان تنفي رسميًا التعاقد على مقاتلات J-35 الصينية.. مناورة سياسية أم تراجع فعلي؟
نفى وزير دفاع دولة باكستان خواجة آصف الأنباء المتداولة عن توقيع بلاده عقدًا لشراء مقاتلات الجيل الخامس الصينية J-35، مؤكدًا أن هذه التقارير لا تتعدى كونها “شائعات إعلامية” .. في تصريح أثار تساؤلات حول مستقبل الخطط الدفاعية الباكستانية.
يأتي هذا التصريح رغم تقارير محلية نُشرت في ديسمبر 2024 تحدثت عن موافقة حكومية على شراء الطائرة، وهي النسخة التصديرية من FC-31، المقاتلة الشبحية المتوسطة التي تطورها الصين.
تباين تصريحات باكستان والصين الرسمية حول J-35 يثير الغموض
التصريحات الأخيرة تتناقض بشكل واضح مع إعلان سابق لقائد سلاح الجو الباكستاني، المارشال ظهير سيدو، في ديسمبر 2023، حيث أكد استعداد القوات الجوية لضم طائرات من الجيل الخامس إلى أسطولها، مشيرًا تحديدًا إلى FC-31. وهو الاسم المعروف للمقاتلة J-35 في هذا التوقيت.
كما أشار إلى أن الأسس الفعلية لعملية الشراء كانت قد وُضعت بالفعل. التراجع الحالي في الخطاب الرسمي يفتح الباب أمام تأويلات سياسية واستراتيجية عديدة.
الصين تصعد في سوق الجيل الخامس .. وباكستان حليف رئيسي
تسعى الصين لتوسيع نفوذها في سوق الطائرات المقاتلة المتقدمة، مستفيدة من النجاحات التي حققتها طائرات J-10C في مواجهة مقاتلات الرافال الهندية.
كما ساهم دخول مقاتلة J-20 الخدمة منذ 2017 في تعزيز مكانة بكين كمزود موثوق لطائرات الجيل الخامس، إلى جانب عرضها لنماذج أولية من الجيل السادس أواخر عام 2024.
كل هذه العوامل تجعل من J-35 خيارًا جذابًا لباكستان، التي تُعد أحد أكبر عملاء السلاح الصيني في المنطقة.
مخاوف من رد فعل هندي
قد يعكس تصريح وزير الدفاع الباكستاني رغبة في تفادي استفزاز نيودلهي أو دفعها لتسريع شراء مقاتلات Su-57 الروسية، خاصة مع تكثيف موسكو جهودها الترويجية للطائرة في المعارض الدولية.
ووسط تكهنات بإمكانية حصول الهند على النسخة الروسية من الطائرة بدعم تقني متقدم، فإن نفي باكستان لشراء J-35 قد يكون تكتيكًا لتفادي تصعيد استراتيجي في جنوب آسيا.
ضغوط غربية .. وحدود المناورة الباكستانية
يُحتمل أيضًا أن يكون التصريح الباكستاني مدفوعًا بالرغبة في تخفيف الضغوط الأمريكية، لا سيما أن واشنطن لعبت دورًا كبيرًا في دعم تغيير الحكومة عام 2022، والذي أدى إلى إزاحة حكومة عمران خان ذات التوجه الصيني.
ورغم السعي للحفاظ على علاقة متوازنة مع الغرب، فإن باكستان تواجه تحديات كبيرة في تأمين مقاتلات متقدمة دون اللجوء إلى الصين، نظرًا لتعذر الحصول على F-35 أو Su-57 في الظروف الحالية.
خيارات محدودة… والصين تبقى الشريك الأرجح
مع استبعاد الولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية من قائمة المورّدين المحتملين لمقاتلات الجيل الخامس، تبدو J-35 الخيار الأكثر واقعية لإسلام آباد. وفي حين تسعى تركيا لتطوير مقاتلتها TF-X، إلا أن اعتمادها على المحركات الأمريكية، ونقص الخبرة التكنولوجية، يقللان من فرص تقديم طائرة تضاهي فعليًا مقاتلات الجيل الخامس.
اقرأ أيضًا: دولة إسلامية تشتري نظام دفاع جوي صيني منافس لs400 الروسي لكنها تفاجأ بشيء غير سار.. ما القصة؟
