بالطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة.. أثرياء العالم يدمرون كوكب الأرض

القاهرة (خاص عن مصر) – أظهر بحث أجرته منظمة أوكسفام، أن انبعاثات الكربون الناتجة عن اليخوت الفاخرة والطائرات الخاصة المملوكة لأصحاب المليارات وأثرياء العالم تؤدي إلى ملايين الوفيات الزائدة وتسبب خسائر اقتصادية ضخمة بسبب انهيار المناخ.
ويعكس هذا التقرير الفجوة الكبيرة في التأثيرات المناخية بين الأثرياء والفقراء، ويبرز ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الانبعاثات.
الانبعاثات الفاحشة لأغنى الأثرياء
ووفقًا للتقرير، فإن الشخص الفائق الثراء في أوروبا يُنتج خلال أسبوع واحد الكمية نفسها من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يُنتجها شخص واحد من أفقر 1% من سكان العالم على مدار حياته.
ويكشف هذا الأمر عن التفاوت المروع في بصمة الكربون بين الأثرياء والفقراء.
اقرأ أيضًا: قائمة أثرياء العالم في 2024.. وإيلون ماسك يحافظ على الصدارة (صور)
منظمة أوكسفام ودورها
وتُعتبر منظمة أوكسفام اتحادًا دوليًا للمنظمات الخيرية التي تركز على تخفيف حدة الفقر في العالم. تأسست على مبدأ أساسي هو أن العالم غني بالموارد وأن الفقر ليس أمرًا حتميًا.
كما تضم المنظمة منظمات محلية ودولية في أكثر من 80 دولة حول العالم، وتعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية وتخفيف آثار الفقر.
مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29)
يأتي هذا التقرير في سياق استعدادات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29)، حيث ستجتمع الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بالإضافة إلى آلاف من ممثلي الشركات والمنظمات غير الحكومية والخبراء، في الفترة بين 11 إلى 22 نوفمبر 2024 في مدينة باكو، أذربيجان، لمواصلة خطط إنقاذ المناخ.
عدم المساواة المناخية
وكشف تقرير أوكسفام أيضًا عن عدم المساواة في التأثيرات المناخية، حيث أن الانبعاثات الناتجة عن أنماط حياة 50 من أغنى أغنياء العالم تفوق بكثير الانبعاثات الناتجة عن 155 مليون شخص مجتمعين.
ويُظهر ذلك كيف أن الفئات الأكثر ثراءً تتحمل مسؤولية أكبر تجاه التغير المناخي، ويؤكد التقرير على ضرورة الحد من إسراف النخبة القليلة.

دعوات إلى فرض ضريبة
دعت منظمة أوكسفام إلى فرض حظر أو ضريبة عقابية على الاستهلاكات الفاخرة، تصل إلى 90% أو أكثر، على الطائرات الخاصة، واليخوت الفاخرة، وسيارات الدفع الرباعي، والسفر الجوي المتكرر.
ويأتي هذا الاقتراح كجزء من استراتيجية للحد من انبعاثات الكربون وتحقيق كوكب أكثر استدامة.
تأثير انبعاثات الأثرياء على المحاصيل
ووجد البحث أن ثلاثة عقود من الانبعاثات الاستهلاكية لأغنى 1% في العالم تسببت بالفعل في خسائر في المحاصيل كان من الممكن أن توفر ما يكفي من السعرات الحرارية لإطعام 14.5 مليون شخص سنويًا.
وبالنظر إلى المستقبل حتى عام 2050، فإن خسائر المحاصيل الناجمة عن أنماط الحياة الاستهلاكية ستغذي 148.8 مليون شخص سنويًا.
الانهيار المناخي والعدالة الاجتماعية
وأكد التقرير أن الطريقة الوحيدة للتغلب على الانهيار المناخي وتحقيق العدالة الاجتماعية هي الحد بشكل جذري من عدم المساواة.
ومع استمرار درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، يهدد ذلك حياة وسبل عيش الناس الذين يعيشون في فقر وهشاشة، ولذا يجب أن نعمل الآن للحد من الانبعاثات الصادرة عن الأثرياء وجعل الملوثين الأغنياء يدفعون الثمن.
تأثير الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة
ووجد التقرير أن 1% فقط من الأشخاص مسؤولون عن نصف انبعاثات الكربون الناتجة عن الطائرات، مع تضاعف مبيعات الطائرات الخاصة عالية التلوث في العقدين الماضيين.
وذكرت منظمة أوكسفام أن الطائرات الخاصة المملوكة لـ23 من أغنى 50 مليارديرًا في العالم تصدر ما متوسطه 2074 طناً من الكربون سنويًا، وهذا يعادل انبعاثات 300 عام للشخص العادي في العالم، أو 2000 عام لشخص يعيش في أفقر 50% من سكان الكوكب.
إيلون ماسك ومعدل انبعاثاته
ويمتلك إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، طائرتين خاصتين تنتجان معًا 5497 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ووفقًا للمنظمة، فإن هذا يعادل انبعاثات 834 عاماً للشخص العادي، وفي الوقت نفسه، تلوث اليخوت الفاخرة ما يصل إلى ثلاثة أضعاف انبعاثات الطائرات الخاصة، مع تضاعف عدد هذه اليخوت منذ عام 2000، حيث يُطلق نحو 150 يختاً جديداً كل عام.
اقرأ أيضًا: أسعار العقارات في دبي.. هل سيؤدي فائض المعروض إلى الهدوء مستقبلاً؟
البصمة الكربونية للأثرياء
ووجد تحليل منظمة أوكسفام أن انبعاثات الاستثمار تُعتبر الجزء الأكثر أهمية من البصمة الكربونية للملياردير، حيث يسيطر أغنى 1% على ما يصل إلى 43% من الأصول المالية العالمية، بينما يسيطر المليارديرات على 34% من أكبر 50 شركة مدرجة في العالم، وسبعة من أكبر 10 شركات.
الضرائب كوسيلة للحد من الانبعاثات
وأظهرت دراسة أن فرض ضريبة بنسبة 60% على دخل أغنى 1% من أصحاب الدخل على مستوى العالم من شأنه أن يخفض الانبعاثات بأكثر من إجمالي الانبعاثات في بريطانيا في عام 2019.
وقبل مؤتمر كوب 29، دعت منظمة أوكسفام الحكومات إلى فرض ضريبة الثروة على أولئك الذين تزيد ثرواتهم الصافية على 4.6 مليون يورو، وحظر أو فرض ضرائب عقابية على استهلاك السلع الفاخرة كثيفة الكربون.
إمكانيات جمع الضرائب من الأثرياء
وقالت منظمة أوكسفام إن ضريبة الثروة على أصحاب الملايين والمليارديرات في العالم يمكن أن تجمع ما لا يقل عن 1.5 تريليون يورو سنويًا.
وأوضحت أن ضريبة الثروة على الاستثمارات في الأنشطة الملوثة يمكن أن تجلب 92 مليار يورو إضافية، مما يعكس الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق العدالة المناخية.
ويُعتبر هذا التقرير دعوة قوية للزعماء السياسيين والمجتمع الدولي للتركيز على معالجة انبعاثات الأثرياء، وتحقيق العدالة المناخية، فمع استمرار التأثيرات المدمرة لتغير المناخ، فإن العمل نحو عالم أكثر استدامة يتطلب من الجميع، وخاصة الأثرياء، تحمل مسؤولياتهم.