بتكلفة 60 مليون يورو.. تركيا تعلن عن مشروع ربط سكة حديد مع سوريا.. ما أهدافه؟

كشفت تركيا عن خطط لإنشاء خط سكة حديد يربطها بسوريا، في خطوة من شأنها تعزيز العلاقات التجارية والبنية التحتية بين البلدين.

ووفقًا لما أعلنه وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، فإن المشروع يشمل إعادة تأهيل سكة حديدية تمتد من قرية “ميدان إكبس” الواقعة في ريف عفرين شمالي سوريا، وصولًا إلى مدينة حلب ثم دمشق.

إعلان

تفاصيل المشروع والتكلفة المتوقعة

بحسب تصريحات وزير النقل التركي لصحيفة “حرييت”، فإن السكة الحديدية تعرضت لأضرار جسيمة، حيث تم تدمير ما يتراوح بين 45 و50 كيلومترًا منها، بينما لا يزال الجزء الباقي مفتوحًا حتى دمشق.

وأكد الوزير أن أنقرة تبذل جهودًا مكثفة لإعادة بناء الجزء المتضرر، بتكلفة تقديرية تتراوح بين 50 و60 مليون يورو، مشيرًا إلى بحث خيارات التمويل لإتمام المشروع.

التعاون بين تركيا وسوريا في قطاع النقل

شهدت الأشهر الأخيرة اتصالات مكثفة بين المسؤولين في البلدين لتعزيز التعاون في مجال النقل. وناقش وزراء النقل في سوريا وتركيا، خلال محادثات هاتفية واجتماعات رسمية، آفاق تحسين النقل البري وإعادة تشغيل السكك الحديدية، لما لها من دور في دعم الحركة التجارية وتسهيل انتقال البضائع والأفراد بين البلدين.

كما بحث وزير النقل السوري السابق، بهاء الدين شرم، مع وفد من وزارة النقل التركية، سبل تطوير التعاون في مجالات السكك الحديدية والطرق العامة، في اجتماع ركّز على تطوير مشاريع تخدم المصالح المشتركة.

الأثآر الاقتصادية لمشروع الربط السككي بين تركيا وسوريا

يعد مشروع الربط السككي بين تركيا وسوريا جزءًا من رؤية أوسع لتعزيز التجارة الإقليمية. ومن المتوقع أن يسهم تشغيل هذا الخط في إنعاش النشاط التجاري، خاصة أن مدينة حلب تُعرف بأنها العاصمة الاقتصادية لسوريا.

كما أن هذا المشروع ينسجم مع خطة “طريق التنمية”، الذي يربط تركيا بميناء الفاو في الخليج العربي، ما يعزز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة.

علاوة على ذلك، فإن المشروع قد يوفر فرص عمل جديدة ويعيد إحياء قطاع النقل في سوريا، الذي تعرض لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية، ما يعزز النمو الاقتصادي ويدعم الاستقرار في المنطقة.

الأبعاد السياسية للمشروع

يأتي المشروع في سياق التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا، حيث أعربت تركيا عن استعدادها لفتح بوابات التبادل التجاري مع الحكومة السورية الحالية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وبحسب تقارير يعكس هذا التوجه رغبة أنقرة في تعزيز التعاون الاقتصادي مع دمشق، بما يخدم مصالح البلدين ويعيد تشكيل العلاقات الثنائية.

كما يُنظر إلى المشروع على أنه جزء من الاستراتيجية التركية لتعزيز نفوذها الإقليمي، حيث تسعى أنقرة إلى لعب دور محوري في إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية في سوريا، بالتوازي مع تقوية الروابط التجارية والاقتصادية مع دول الجوار.

التحديات المحتملة

رغم الأهمية الاستراتيجية للمشروع، إلا أن هناك تحديات قد تعيق تنفيذه، من بينها المخاطر الأمنية في بعض المناطق الحدودية، فضلاً عن صعوبات التمويل.

كما أن نجاح المشروع يعتمد على مدى استقرار العلاقات بين أنقرة ودمشق، إضافة إلى توفر بيئة مناسبة لتنفيذه من الناحية التقنية واللوجستية.

اقرأ أيضا

وسط قلق إسرائيل.. تحركات عسكرية لـ تركيا في سوريا.. ماذا تريد أنقرة؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى