بدعم أسبانيا.. العراق يخطط لإنشاء خط سكك حديدية يربط بين البصرة وشرم الشيخ بمصر
القاهرة (خاص عن مصر) – في خطوة طموحة تهدف إلى تعزيز الاتصال الإقليمي، أكدت أسبانيا تعاونها مع العراق لتطوير خط سكة حديد يربط البصرة، مدينة الميناء الجنوبية في العراق، بشرم الشيخ، منتجع مصر الشهير على البحر الأحمر، وفقا لما نشره موقع عراقي نيوز.
يعد مشروع السكك الحديدية هذا جزءًا من مبادرة أوسع لتعزيز روابط النقل بين العراق ومصر، مما قد يعزز التجارة والسياحة والتكامل الإقليمي.
كشفت أليسيا روسيو فاريلا، المديرة العامة للتجارة والاستثمار الدولي في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، عن تفاصيل التعاون خلال مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (INA).
أكدت أن أسبانيا تعمل بشكل وثيق مع العراق في مشاريع سكك حديدية مختلفة، بما في ذلك خط البصرة – شرم الشيخ المقترح. وأكدت فاريلا أن العديد من الشركات الأسبانية تشارك في قطاع السكك الحديدية في العراق، بما في ذلك الشركات التي نجحت في إدارة مشاريع مثل خط السكك الحديدية بين النجف وكربلاء.
رؤية للاتصال الإقليمي
يهدف مشروع خط السكة الحديدية المقترح من البصرة إلى شرم الشيخ إلى تقديم بديل فعال ومباشر لوسائل النقل الحالية، والتي تعتمد حاليًا بشكل أساسي على السفر الجوي والبري. وإذا تم تنفيذه، فإن هذا الخط من شأنه أن يعزز بشكل كبير من حركة البضائع والركاب بين العراق ومصر، مما يحسن التجارة والسياحة بين البلدين.
صرحت فاريلا قائلة: “إن مشروع السكك الحديدية هو جزء من رؤية أكبر لتحسين الاتصال وتبسيط عمليات النقل”، مشيرة إلى أن بعض المشاريع المقترحة لا تزال في مرحلة المفاهيم، في حين أن البعض الآخر في مراحل متقدمة بالفعل.
كما أوضحت: “إن بعض هذه المشاريع لا تزال أفكارًا”، مشددة على أن المناقشات جارية بشأن جدواها وتنفيذها.
إن مشروع السكك الحديدية المقترح لا يهدف فقط إلى تعزيز كفاءة النقل؛ بل يُنظر إليه أيضًا على أنه خطوة حاسمة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين العراق ومصر. ومن المتوقع أن يستفيد كلا البلدين من تحسين الوصول إلى أسواق كل منهما، مع إمكانية زيادة تدفقات التجارة وتعزيز السياحة.
كما يمكن أن يجذب تطوير مثل هذه البنية الأساسية استثمارات إضافية، مما يعود بالنفع على كلا الاقتصادين في الأمد البعيد.
أقرا أيضا.. القابضة المصرية الكويتية تكشف أداء ماليا قويا بصافي دخل 124 مليون دولار
دور إسبانيا في تطوير البنية الأساسية في العراق
شاركت إسبانيا منذ فترة طويلة في مشاريع البنية الأساسية المختلفة في العراق، وخاصة في قطاع السكك الحديدية. وذكر فاريلا أن شركة إسبانية تعمل حاليًا على مشروع سكة حديد يربط بين النجف وكربلاء، وهما مدينتان دينيتان مهمتان في العراق، وهو المشروع الذي من المتوقع أن يحسن من رحلات الحج.
بالإضافة إلى ذلك، ستبدأ شركة صينية قريبًا العمل على مشاريع سكك حديدية أخرى في أجزاء مختلفة من العراق، مما يزيد من تنويع شبكة النقل في البلاد.
تعزيز العلاقات العراقية المصرية من خلال البنية الأساسية
من المتوقع أن يعمل مشروع سكة حديد البصرة – شرم الشيخ كمحفز لعلاقات أوثق بين العراق ومصر. ورغم أن المشروع لا يزال في مراحل التخطيط، فإن تأثيره المحتمل كبير.
من الممكن أن تساعد روابط النقل في تسهيل حركة الأشخاص والبضائع بين البلدين، مما يسهل على العراقيين السفر إلى ساحل البحر الأحمر في مصر وعلى المصريين الوصول إلى المركز التجاري في البصرة.
عملت كل من العراق ومصر على تحسين علاقاتهما الثنائية في السنوات الأخيرة، وقد يلعب هذا المشروع دوراً محورياً في تعزيز هذا الهدف. ومع تزايد أهمية مصر كمركز للتجارة والسياحة في المنطقة، والموقع الاستراتيجي للعراق كجسر بين الخليج والشام، فإن السكك الحديدية من الممكن أن تساعد في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بينهما.
الآفاق والتحديات المستقبلية
في حين أن مشروع السكك الحديدية واعد، إلا أن التحديات لا تزال قائمة في تنفيذه. وأشار فاريلا إلى أن بعض المشاريع لا تزال في مرحلة الاقتراح، مما يعني أن هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها قبل أن يتم تحقيقها بالكامل.
سوف تحتاج قضايا مثل التمويل والاستقرار السياسي والتنسيق اللوجستي بين مختلف أصحاب المصلحة إلى معالجة حتى يتمكن المشروع من المضي قدماً بسلاسة.