بسبب صفقة المعادن النادرة.. تصعيد دبلوماسي بين أمريكا وأوكرانيا واتهامات بالكذب

دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مراجعة موقفه تجاه الولايات المتحدة، والتوقف عن توجيه الانتقادات اللاذعة لواشنطن، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بشأن صفقة المعادن النادرة.

“صفقة المعادن” .. عرض أمريكي مقابل الدعم العسكري

جاءت تصريحات والتز تعليقًا على اقتراح أمريكي تمنح بموجبه كييف موارد طبيعية ومعادن بقيمة 500 مليار دولار، تشمل النفط والغاز، لصالح واشنطن، مقابل استمرار الدعم العسكري والمساعدات الأمريكية المستقبلية.

حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الثالث من فبراير الجاري، إن الولايات المتحدة تتوقع من أوكرانيا تقديم ضمانات لتوريد المعادن الأرضية النادرة مقابل المساعدة المالية والعسكرية التي تقدمها واشنطن.

وأشار والتز، في حديثه لشبكة “فوكس نيوز”، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعر بالإحباط إزاء رفض زيلينسكي العرض الذي قدمه وزير الخزانة سكوت بيسنت الأسبوع الماضي، واعتبره محاولة لعرقلة الحلول المطروحة لإنهاء الحرب مع روسيا.

ترامب يهاجم زيلينسكي ويصفه بـ”الديكتاتور”

تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جاءت بعد يوم واحد من هجوم مباشر شنه ترامب على زيلينسكي، حيث وصفه بأنه “ديكتاتور”، محذرًا إياه من ضرورة التحرك بسرعة لإنهاء الحرب، وإلا فقد يخاطر “بعدم وجود دولة يقودها”.

وفي المقابل، رد زيلينسكي على تصريحات ترامب، قائلاً إن الرئيس الأمريكي “يعيش في فضاء من المعلومات المضللة” التي تروجها روسيا.

إحباط أمريكي من موقف كييف

أكد والتز أن إدارة ترامب باتت تشعر بالإحباط من زيلينسكي، بسبب ما وصفه بعقبات تعترض إيجاد مخرج نهائي للحرب، مشددًا على أن الرئيس الأوكراني يجب أن يُظهر تقديرًا أكبر للدعم الأمريكي.

وأضاف والتز: “بدلًا من الدخول في محادثات بناءة حول شروط الصفقة المستقبلية، تلقينا من كييف تصريحات إعلامية كانت مؤسفة للغاية.”

اقرأ أيضًا.. أكبر دعم أوروبي منذ بدء الحرب.. 6 مليارات دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا

زيلينسكي يرفض “صفقة المعادن” ويطالب بضمانات أمنية

بحسب مصادر مطلعة لوكالة “رويترز”، رفض زيلينسكي الصفقة خلال اجتماع في ميونخ مع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ووجه وزراءه بعدم الموافقة عليها، معتبرًا أنها لا توفر ضمانات أمنية كافية لأوكرانيا، وأنها تركز بشكل مفرط على المصالح الأمريكية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، رفضه للمطالب الأمريكية، الخاصة بامتلاك ثروة معدنية بقيمة 500 مليار دولار من كييف مقابل الدعم المقدم من الولايات المتحدة لبلاده في وقت حربها مع روسيا.

وفي هذا الصدد، قال إن الولايات المتحدة الأمريكية أمدت بلاده بأسلحة تُقدر بنحو 67 مليار دولار، وقامت بتوجيه الدعم المباشر للميزانية بقيمة 31.5 مليار دولار، أثناء الحرب.

وفي ذات الصدد، نقلت وكالة رويترز، عن الرئيس الأوكراني قوله: “لا يمكنك أن تطلق على هذا 500 مليار دولار وتطلب منا إعادة 500 مليار من المعادن أو أي شيء آخر، هذه ليست محادثة جادة”.

تأكيد أمريكي على كذب أوكرانيا بشأن الصفقة

وفي تصعيد جديد، صرح اليوم الجمعة، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن فلاديمير زيلينسكي كذب عندما قال إنه رفض صفقة اقترحتها الولايات المتحدة بشأن المعادن الأوكرانية.

حيث قال روبيو في مقابلة أجرتها معه الصحافية كاثرين هيريدج، ونشرتها عبر منصة “إكس”: لقد قال (زيلينسكي) “بالطبع نريد أن نبرم هذه الصفقة، فهي منطقية.. الشيء الوحيد هو أنني بحاجة إلى تمريرها من خلال عملية تشريعية”.

فيما يبقى التصعيد الدبلوماسي بين واشنطن وكييف مرشحًا للاستمرار، خاصة في ظل تزايد الضغوط الأمريكية لإنهاء الحرب، ومطالبة إدارة ترامب بموقف أكثر مرونة من القيادة الأوكرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى