بعد 15 عامًا من التوقف.. سوريا وتركيا تُعيدان فتح شرايين التجارة عبر اتفاق تاريخي

وقَّعت سوريا وتركيا مذكرة تفاهم لإعادة تفعيل اتفاق النقل البري الدولي في خطوة وصفت بأنها تاريخية؛ مما فتح الباب أمام استئناف الحركة التجارية والبشرية بين البلدين بعد انقطاع دام 15 عاما.
استئناف النقل البري وفق اتفاق 2004
وأعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، اليوم السبت 28 يونيو، عن توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة النقل والبنية التحتية التركية لإعادة تفعيل التعاون في مجال النقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع؛ وذلك بهدف تسهيل حركة الترانزيت وعبور الشاحنات بين البلدين، في خطوة قد تسهم في إعادة تشكيل خريطة النقل الإقليمي.
وتستند الاتفاقية الجديدة إلى اتفاق النقل الطرقي الدولي الموقع بين الجانبين في 10 مايو 2004، ما يمنح هذه العودة طابعا قانونيا قائما على التفاهمات السابقة.
تسهيلات في استخدام مرافق Ro-Ro ورسوم معقولة
وتتضمن المذكرة التي نشرتها الهيئة العامة للمنافذ بنودا متقدمة، من أبرزها السماح المتبادل باستخدام مرافق “رورو” (Ro-Ro)، التي تتيح النقل البحري المباشر بين الموانئ.
كما نصت على التزام الطرفين بفرض رسوم طرق “معقولة ومتبادلة”، مع إمكانية تعديل هذه الرسوم مستقبلا بما يتماشى مع التغيرات الاقتصادية والتجارية.
تسهيلات في التأشيرات وتعاون فني وتشريعي
وأحد أبرز محاور المذكرة هو تسهيل إجراءات منح التأشيرات للسائقين المهنيين، وهي خطوة حيوية لضمان انسيابية حركة النقل. كما نصت الاتفاقية على التعاون في الجوانب الفنية والتشريعية لتنظيم النقل البري، من خلال توحيد المعايير الفنية والتشريعات، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريبية مشتركة لرفع كفاءة العاملين في قطاع النقل.
إعادة تفعيل اللجنة المشتركة للنقل الطرقي
ومن أجل ضمان التنفيذ الفعلي لبنود المذكرة، تم الاتفاق على إعادة تفعيل اللجنة السورية-التركية المشتركة للنقل الطرقي، والتي ستكون معنية بمتابعة التنفيذ ومعالجة أي قضايا فنية قد تطرأ مستقبلاً.
الاتفاقية تعيد الحيوية لشرايين التجارة الإقليمية
وفي تعليق يعكس أهمية الخطوة، قال مازن علوش، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، إن “الاتفاقية تعيد فتح آفاق جديدة أمام حركة السلع والبضائع وتعيد الحيوية لشرايين التجارة الإقليمية التي كانت متوقفة منذ سنوات طويلة”.
وأوضح أن هذا التعاون يمثل بوابة لمرحلة جديدة من التبادل التجاري الذي يخدم مصلحة شعبي البلدين والمنطقة بأكملها.
وزير النقل التركي: “مبارك علينا جميعاً”
ومن جانبه، قال وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو في منشور عبر منصة “اكس”: “في منتدى الترابط العالمي للنقل في إسطنبول، أجرينا مراسم توقيع اتفاقية بين تركيا وسوريا بشأن التعاون في مجال النقل البري الدولي، مبارك علينا جميعاً”.
ويُفهم من هذا التصريح أن الاتفاقية ليست فقط خطوة ثنائية، بل تأتي ضمن رؤية أشمل لتعزيز الترابط الدولي في مجال النقل.
اقرأ أيضًا.. تقارير متضاربة حول دعم أمريكي بـ30 مليار دولار للبرنامج النووي الإيراني.. وترامب يكشف الحقيقة
دلالات اقتصادية واستراتيجية للاتفاق
وتحمل هذه المذكرة دلالات تتجاوز النقل البري؛ فهي تعكس تحسنا في العلاقات بين دولتين تجمعهما حدود جغرافية ومصالح تجارية كبيرة، رغم سنوات من القطيعة. كما تفتح الباب أمام تنشيط شبكة النقل الإقليمي التي تربط آسيا بأوروبا، وهو ما يعزز من موقع سوريا كممر استراتيجي حيوي في خارطة التجارة الإقليمية والدولية.
كما تُعد هذه الاتفاقية جزءا من جهود أوسع تبذلها الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية لإعادة تنشيط منظومة النقل الإقليمي والدولي، واستثمار موقع البلاد الجغرافي في خدمة اقتصادها وعلاقاتها الخارجية.