بعد هدنة إيران وإسرائيل.. السعودية تعزز ترسانتها الجوية بـ F-15 مطورة| ماذا ستضيف للمملكة؟

في أعقاب الإعلان عن الهدنة بين إيران وإسرائيل بعد 12 يوماً من العمليات العسكرية، اتخذت المملكة العربية السعودية خطوة لافتة باتجاه تعزيز قدراتها الجوية، عبر توقيع عقد دفاعي مع الولايات المتحدة لتجهيز وصيانة أسطول مقاتلات F-15، أحد أعمدة القوة الضاربة في سلاح الجو الملكي السعودي.

الخطوة السعودية تأتي في سياق إقليمي لا يزال محتقنًا، إذ إن الهدنة بين الخصمين اللدودين لا تعني نهاية دائمة للتوترات، بل تمنح دول المنطقة، ومنها الرياض، هامشًا لإعادة التمركز والتحديث والاستعداد لمختلف السيناريوهات الأمنية والعسكرية.

عقد بقيمة 49.7 مليون دولار لتحديث وصيانة طائرات F-15 السعودية

منحت وزارة الدفاع الأميركية شركة بوينغ عقدًا بقيمة 49.7 مليون دولار، بموجب برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS)، لتقديم خدمات دعم واستدامة لمقاتلات F-15C وF-15D وF-15S وF-15SA التابعة لسلاح الجو الملكي السعودي.

يشمل العقد خدمات الإصلاح، إعادة شحن المكونات غير المصنفة، توفير معدات الدعم والتشغيل، وتقديم التدريب والدمج الفني للعسكريين السعوديين.

كما يشمل إعادة تأهيل واستبدال المعدات الأرضية، من عربات الإطفاء ومركبات الدعم الفني إلى معدات الصيانة الخاصة.

وسيتم تنفيذ الأعمال في سانت لويس بولاية ميزوري الأميركية، إلى جانب مواقع متعددة داخل القواعد الجوية السعودية، على أن يكتمل المشروع في 20 يونيو 2026.

F-15SA .. نسخة متقدمة تواكب الجيل الخامس

تُعدّ مقاتلات F-15SA من أكثر الطرازات تطورًا في سلسلة F-15، حيث تم تزويدها بتقنيات تجعلها قريبة من مقاتلات الجيل الخامس من حيث الوعي القتالي والتكامل الإلكتروني. وتتميز الطائرة بـ:

أنظمة تحكم رقمية “Fly-by-Wire” توفر دقة استجابة عالية

رادار AESA متعدد المهام والمصفوف إلكترونيًا، ما يسمح برصد أهداف متعددة بدقة

منظومات حرب إلكترونية متطورة للتشويش والحماية الذاتية

قمرة قيادة رقمية معاد تصميمها بالكامل لتقديم تجربة قيادة متقدمة

توقيت الصفقة .. رسالة متعددة الأبعاد

توقيت الصفقة يعكس عدة أبعاد استراتيجية، فالمملكة تعلن الاستعداد لما بعد الهدنة، رغم توقف القتال بين إيران وإسرائيل، إلا أن التوترات قد تعود في أي لحظة، والسعودية تدرك أهمية رفع الجاهزية الجوية.

كما السعودية تعمل على استدامة القوة الضاربة .. فأسطول F-15 يمثل رأس الحربة في سلاح الجو السعودي، والاهتمام بتحديثه يعكس توجهًا نحو استدامة القدرات الهجومية والدفاعية دون الحاجة إلى إدخال طائرات جديدة حاليًا.

تعزيز الاعتماد الفني الذاتي وذلك من خلال برامج التدريب ودمج المعدات، حيث تواصل السعودية بناء قاعدة لوجستية وتقنية محلية أكثر كفاءة، تقلل من الاعتماد الكلي على الدعم الخارجي في حالات الطوارئ.

وفي النهاية قد ترسل المملكة رسالة ردع غير مباشرة فتوقيت العقد يحمل رسائل واضحة مفادها أن الرياض تجهّز نفسها لكل الاحتمالات، وتواصل الاستثمار في التفوق الجوي، وسط بيئة إقليمية لا تزال مضطربة.

بوينج والرياض .. علاقة ممتدة واستراتيجية

ليست هذه الصفقة الأولى بين السعودية وشركة “بوينج”، إذ ترتبط الدولتان بتاريخ طويل من التعاون الدفاعي، وتحديدًا في مجال الطيران الحربي.

وتؤكد وزارة الدفاع الأميركية أن تمويل الصفقة يتم بالكامل من قبل الحكومة السعودية، ما يبرز القدرة الاقتصادية والنية السياسية الواضحة لتعزيز القدرات الدفاعية دون الاعتماد على المساعدات الخارجية.

تحديث سلاح الجو قبل العاصفة

بينما تتنفس المنطقة الصعداء مؤقتًا بعد التهدئة بين إيران وإسرائيل، تتحرك السعودية بهدوء واحترافية لتعزيز ما تمتلكه من أدوات الردع والدفاع، لتكون مستعدة لأي تصعيد قادم.

والرهان على F-15SA يعكس حرص المملكة على الموازنة بين الجاهزية التقنية والواقعية العملياتية في وقت تتغير فيه موازين القوة في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً.. بعد اختراق صواريخ إيران لأجواء قطر.. ما نوع الدفاعات الجوية المستخدمة في الدوحة وأي دول عربية تمتلكها؟

زر الذهاب إلى الأعلى