بعد اختراق صواريخ إيران لأجواء قطر.. ما نوع الدفاعات الجوية المستخدمة في الدوحة وأي دول عربية تمتلكها؟

في سابقة خطيرة تُنذر بتحوّل دائرة الاشتباك إلى الخليج، استهدفت صواريخ إيران قاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر، التي تُعدّ أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط.
ورغم تصدي الدفاعات الجوية للهجوم، إلا أن الواقعة أثارت تساؤلات واسعة حول نوعية أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة في قطر، وكفاءتها، ومدى جاهزيتها للتعامل مع تهديدات من هذا النوع، بالإضافة إلى الدول العربية الأخرى التي تمتلك نفس الأنظمة.
الدفاعات الجوية في قطر .. مزيج متطور من التكنولوجيا الغربية
تُعد قطر من أكثر الدول الخليجية تطورًا في منظومات الدفاع الجوي، حيث نشرت الولايات المتحدة الأمريكية، عدة منظومات للدفاع الجوي لحماية القاعدة الجوية الأكبر في الشرق الأوسط.
وتعتمد المنظومة بشكل أساسي على نظام باتريوت PAC-3 الأمريكي وهو نظام دفاع جوي شهير مخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية والتكتيكية والطائرات والطائرات المسيّرة.
ويُعتبر خط الدفاع الأول في قاعدة العديد، وقد شارك بفعالية في التصدي للصواريخ الإيرانية خلال الهجوم الأخير.
كما تعتمد قطر على نظام NASAMS (نظام الدفاع الجوي النرويجي الأمريكي المشترك)، وهو نظام دفاع جوي قصير إلى متوسط المدى، يُستخدم لحماية المواقع الحيوية، ويعتمد على صواريخ AIM-120 AMRAAM المتطورة.
كما تمتلك مجموعة رادارات الإنذار المبكر AN/TPY-2 .. وتُعد هذه الرادارات من الأكثر قدرة على تتبع الصواريخ الباليستية، وهي عنصر محوري ضمن منظومة الدفاع الصاروخي الإقليمي الذي تديره القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة.
الهجوم الإيراني اختبار حقيقي للجاهزية الدفاعية
بحسب مصادر إعلامية من إيران وأمريكا وقطر، فقد تم اعتراض عدد من الصواريخ الإيرانية القادمة من الجنوب الشرقي نحو قاعدة العديد، وقامت الدفاعات الجوية الأمريكية والقطرية باعتراضها بواسطة بطاريات باتريوت PAC-3 لصدها.
ولم تُعلن تفاصيل دقيقة حول الأضرار أو عدد الصواريخ التي تم اعتراضها بدقة، حيث تضاربت التصريحات بين 6 و15 صاورخ، ولكن المؤكد أن الدفاعات الجوية عملت ضمن شبكة إقليمية متكاملة ربطت بين قطر والسعودية والإمارات، بإشراف أمريكي مباشر.
هذا الهجوم يُعد من أعقد السيناريوهات التي واجهتها قاعدة العديد، نظرًا لاستخدام إيران لصواريخ بعيدة المدى يُحتمل أنها من طراز “خيبر شكن” أو “قيام”، وهما صاروخان باليستيان قادران على المناورة وتفادي بعض أنظمة الاعتراض التقليدية.
دول عربية تمتلك أنظمة الدفاع الجوي المشابهة
عدة دول عربية تمتلك منظومات باتريوت وأنظمة دفاع جوي مشابهة، أبرزها السعودية والتي تُعد الدولة الأبرز من حيث عدد بطاريات باتريوت، وقد استخدمتها بكثافة خلال تصديها لهجمات الحوثيين.
الإمارات والتي تمتلك نظام باتريوت PAC-3، إضافة إلى منظومة “ثاد” THAAD الأمريكية المتطورة، وهي الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك هذا النظام إلى جانب قطر.
الكويت التي لديها منظومات باتريوت قديمة نسبيًا لكنه تم تحديثها مؤخراً تدريجياً ضمن برنامج دفاعي مشترك مع الولايات المتحدة.
كما تمتلك المغرب نظام باتريوت الأمريكي للدفاع الجوي، في إطار التقارب المغربي الأمريكي.

نقاط القوة والثغرات المحتملة
أثبتت أنظمة باتريوت PAC-3 فعاليتها في اعتراض الصواريخ الباليستية، لكن قدرتها تتراجع مع كثافة الهجوم أو استخدام أهداف خادعة، وهو ما تتقنه إيران جيدًا.
كما أن نقطة قوة نظام باتريوت الرئيسية تكمن في التعاون بين أنظمة الدفاع المختلفة على مستوى دول الخليج، بفضل القيادة والسيطرة الأمريكية، خصوصًا من خلال قاعدة العُديد الجوية في قطر.
ولكنه رغم التحديثات على أنظمة باتريوت، إلا أن بطاريات باتريوت تبقى بحاجة إلى تموضع دقيق واستخبارات مبكرة، ما يجعل الدفاع الجوي غير محصن تمامًا ضد هجمات مفاجئة أو صواريخ شبحية.
رسالة تحذير وجرس إنذار
الهجوم الإيراني الأخير يُشكل جرس إنذار حقيقي لدول الخليج، بأن امتلاك أنظمة الدفاع الجوي المتطورة وحده لا يكفي، بل يجب دعمه بقدرات استخباراتية وشبكات إنذار مبكر واستجابة سريعة.
كما أعاد التأكيد على أهمية التحالفات الدفاعية، والتكامل بين الجيوش الخليجية، لمواجهة التهديدات.
اقرأ أيضاً.. القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تحت مرمى النيران الإيرانية.. الخليج على فوهة بركان