بعد اعتماده رسميا.. حكاية العلم السوري الأخضر من الاستقلال إلى الثورة وعلاقته بمصر

بعد أشهر من التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا، أُعلن رسميًا اعتماد العلم السوري الأخضر راية الاستقلال ذات النجوم الثلاث علمًا رسميًا للبلاد، في خطوة تحمل دلالات تاريخية عميقة، وترتبط بمحطات مفصلية في تاريخ سوريا الحديث.
اعتماد العلم السوري الأخضر
وأُقر الإعلان الدستوري الجديد الذي اعتمد علم الاستقلال رسمياً، مؤكداً على استعادة الرموز الوطنية التي سبقت حكم البعث.
كما نص الإعلان على تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية، بهدف معالجة الانتهاكات التي وقعت خلال سنوات النزاع، وتحقيق التوازن بين المساءلة والمصالحة الوطنية.
وشمل الإعلان أيضاً بنوداً تتعلق بالفصل بين السلطات، ومنع تمجيد النظام السابق، أو تبرير جرائمه، سعياً لترسيخ نظام سياسي جديد يقطع مع الماضي.
تاريخ العلم السوري الأخضر
يعود تاريخ العلم السوري الأخضر إلى عام 1932، عندما اعتمدته الجمهورية السورية تحت الانتداب الفرنسي، حيث كان يرمز إلى الهوية الوطنية في ظل سيطرة القوى الاستعمارية.
كان العلم يتكون من ثلاثة ألوان رئيسية: الأخضر، الأبيض، والأسود، مع ثلاث نجوم حمراء، والتي مثلت آنذاك المناطق السورية الكبرى دمشق وحلب ودير الزور.
علاقة مصر والعلم السوري
في عام 1946، ومع إعلان استقلال سوريا عن فرنسا، أصبح هذا العلم هو الراية الرسمية للدولة، ليظل معتمداً حتى عام 1958 عندما تم تغييره بعد إعلان الوحدة بين سوريا ومصر، ليظهر العلم الأحمر ذو النجمتين الخضراوين، في إشارة إلى الوحدة بين البلدين.
وبعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961، استُعيد العلم الأخضر مرة أخرى لفترة قصيرة، قبل أن يتم تغييره مجدداً مع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963، حيث تم اعتماد العلم الأحمر الذي ظل مستخدماً حتى سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024.
العلم السوري الأخضر والثورة
مع اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري في عام 2011، تبنّت المعارضة السورية علم الاستقلال كرمز لمناهضة حكم الأسد، في مواجهة العلم الرسمي المعتمد من قبل النظام.
وشكل هذا التباين في استخدام الرموز الوطنية حالة من الانقسام بين السوريين، حيث ظل العلم الأحمر رمزاً لأنصار الحكومة، بينما رفع المعارضون العلم الأخضر في المظاهرات والمناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
ومع مرور السنوات، أصبح العلم الأخضر رمزاً للحراك المعارض داخل سوريا وخارجها، حيث رفعته الفصائل المسلحة المعارضة، كما استخدمته جهات سياسية ومدنية عدة في المحافل الدولية، مما عزز من حضوره في المشهد السوري.
تحديات في سوريا
رغم إقرار العلم الأخضر كرمز رسمي لسوريا الجديدة، لا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة على مستوى تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي. فبينما يرى البعض أن هذه الخطوة تمثل استعادةً للشرعية الوطنية، يعتقد آخرون أن الجدل حول الرموز الوطنية قد يستمر في ظل استمرار الانقسامات الداخلية.
إعلان دستوري في سوريا
يشار إلى أن الإعلان الدستوري في سوريا كان صدر أمس، وحدد “المرحلة الانتقالية بخمس سنوات”، على أن يتم تشكيل هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية، بهدف تحديد سبل المساءلة والحق في معرفة الحقيقة وإنصاف الضحايا والناجين في النزاع المدمّر الذي اندلع عام 2011.
كما أقر مبدأ الفصل ما بين السلطات بعدما عانى السوريون سابقا من سيطرة الرئاسة على باقي السلطات.
إلى ذلك، أكد أن “الفقه الإسلامي المصدر الرئيس للتشريع والإسلام دين رئيس الدولة. وأقر راية الاستقلال ذات النجوم الثلاث، والتي رفعها معارضو الأسد خلال الاحتجاجات، علما للبلاد. وجرّم تمجيد نظام الأسد ورموزه، أو إنكار جرائمه والإشادة بها أو تبريرها أو التهوين منها.
اقرأ أيضًا: زهرة الحمصية.. حقيقة اغتيال عالمة ذرة بارزة في سوريا بعد سقوط الأسد