بعد الإفراج عن الأسير الأمريكي.. كيف سعت حماس لتعميق خلافات ترامب ونتنياهو؟

بينما تتجه الأنظار نحو صفقة وشيكة للإفراج عن الأسير الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، تتزايد المؤشرات على أن حركة حماس لا تسعى فقط لتحقيق مكاسب ميدانية أو إنسانية، بل تسعى أيضاً لتعميق الشرخ القائم بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ما يشبه “ضربة دبلوماسية” مزدوجة لكلا الطرفين.
كتائب القسام تمهد لإطلاق سراح الأسير الأمريكي عيدان
بحسب وسائل إعلام كشفت مصادر قريبة من حماس أن الإفراج عن عيدان بات وشيكاً، مرجّحة أن يتم خلال اليومين القادمين، بانتظار تأمين الظروف الميدانية المناسبة. ومن المتوقع أن تُصدر كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة، بياناً تعلن فيه رسمياً توقيت تسليم الجندي.
صحيفة “هآرتس” العبرية ذكرت أن عيدان قد يُطلق سراحه بين الساعة الثامنة صباحاً والثامنة مساءً من يوم الاثنين، بينما أشارت “رويترز” إلى أن العملية قد تُنفذ يوم الثلاثاء.
القناة 12 الإسرائيلية أضافت بدورها أن “الإفراج سيتم خلال 48 ساعة”، فيما كشف موقع “واللا” عن استعدادات لوجستية خاصة تشمل إنشاء “ممر آمن” لضمان إخراج الأسير من قطاع غزة.
مفاوضات مباشرة بين حماس وواشنطن وراء إطلاق الأسير الأمريكي
اللافت في مسار هذه العملية أنها جاءت عقب محادثات مباشرة أجرتها حماس مع مسؤولين أمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة، بعيداً عن القنوات الإسرائيلية المعتادة.
وأكد خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، أن الإفراج عن ألكسندر يأتي ضمن خطوات لوقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
هذا المسار شكّل سابقة في العلاقات السياسية بين الطرفين، حيث نجحت حماس، وفق مراقبين، في تجاوز الحكومة الإسرائيلية والاتصال المباشر بإدارة ترامب، مما اعتبره خصوم نتنياهو “فشلاً دبلوماسياً إسرائيلياً”.
ترامب يرحّب بإفراج حماس عن الأسير الأمريكي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن ترحيبه بإعلان حماس نيتها إطلاق سراح الجندي الأمريكي، داعياً إلى مواصلة المساعي للإفراج عن باقي الرهائن وإنهاء القتال.
في المقابل، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الحكومة، معتبراً أن المحادثات الأمريكية مع حماس دليل على ضعف دبلوماسي غير مسبوق.
وقال لابيد: “هذا الإفراج مرحب به، لكنه ليس كافياً. يجب إبرام صفقة شاملة تُعيد جميع المختطفين، فكل ساعة تمر لا تصب في مصلحتنا”.
نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار
رغم التطورات الدبلوماسية بين حماس وواشنطن، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متمسكة بموقفها. فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان اليوم الاثنين، إن إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح سجناء مع حركة حماس.
وإنما فقط توفير ممر آمن يتيح تحرير المحتجز الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، مضيفاً أن “المفاوضات لإطلاق سراح رهائن آخرين ستستمر في حين تجري الاستعدادات لتكثيف القتال في غزة”.
وسائل إعلام عبرية أفادت بأن إسرائيل لن تقبل بوقف العمليات العسكرية قبل إطلاق سراح ما لا يقل عن نصف الرهائن، أحياءً أو أمواتاً، بينما أشار المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى استيائه من تشدد نتنياهو، مؤكداً لعائلات المحتجزين أن الضغط العسكري ليس بالضرورة المسار الأنجع.
ماذا بعد إفراج حماس الأسير الأمريكي؟
وفق تقارير فإن خطوة الإفراج عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي تعيد ترتيب الأوراق السياسية والأمنية في المشهد الإقليمي، ليس فقط لكونها مؤشراً على مرونة محتملة في موقف حماس، بل لأنها تكشف حجم التباين في الرؤى بين تل أبيب وواشنطن.
ففي الوقت الذي ترى فيه الإدارة الأمريكية فرصة لفتح قنوات تفاوضية شاملة تؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد، يصرّ نتنياهو على استراتيجية “الضغط بالنار”، وهي مقاربة قد تُعيق أي اختراق سياسي قادم.
وبحسب مراقبون، يبدو أن حماس، عبر هذه المبادرة الأحادية، لا تستهدف فقط إطلاق سراح أسير، بل توجيه ضربة رمزية لمنظومة التنسيق الإسرائيلي الأمريكي، وإثبات قدرتها على المناورة السياسية في قلب الأزمة.
اقرأ أيضا
الرئيس الأمريكي يبدأ جولة خليجية غدا.. ماذا يحمل ترامب للشرق الأوسط؟