بعد التسريب الأخير.. مسؤول استخباراتي أمريكي متهم في قضية تجسس بين إسرائيل وإيران

وُجِّهت إلى آصف رحمن، ضابط في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اتهامات بجرائم تجسس خطيرة، وفقا لما نشرته الجارديان.

تأتي القضية في أعقاب تحقيق في التسريب غير المصرح به لوثائق سرية للغاية تكشف عن استراتيجية إسرائيل العسكرية لشن ضربات ضد إيران.

يواجه رحمن، الذي من المقرر أن يمثل أمام المحكمة في غوام يوم الخميس، تهمتين بالاحتفاظ المتعمد ونقل معلومات الدفاع الوطني. ويمثل الاعتقال لحظة مهمة بالنسبة للمخابرات الأميركية، حيث وردت أنباء عن ظهور تفاصيل الوثائق السرية على تطبيق الرسائل تيليجرام في أكتوبر، مما تسبب في إثارة القلق في واشنطن.

وثائق مسربة تكشف تفاصيل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية

أوضحت الوثائق المسربة، والتي ورد أنها مستمدة من وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية الأمريكية ووكالة الأمن القومي، جوانب بالغة الأهمية في التخطيط العسكري الإسرائيلي.

كشفت على وجه التحديد أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت تجري تدريبات مكثفة وتصنع ذخائر أساسية واستعدادات للطائرات بدون طيار، مما يشير إلى خطط لشن ضربة انتقامية على إيران.

جاءت هذه الخطوة في أعقاب القصف الصاروخي غير المسبوق الذي شنته طهران في الأول من أكتوبر 2024، وهو تصعيد كبير جاء في أعقاب هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر الأول 2023.

كانت الوثيقة الأولى المسربة بعنوان “إسرائيل: القوات الجوية تواصل الاستعدادات لشن ضربة على إيران وتجري تمرينًا ثانيًا لاستخدام القوة الكبيرة”، بينما كانت الوثيقة الثانية بعنوان “إسرائيل: القوات الدفاعية تواصل الاستعدادات الرئيسية للذخائر ونشاط الطائرات بدون طيار السري على الأرجح لشن ضربة على إيران”.

كشف الكشف عن هذه الوثائق عن تفاصيل عسكرية استراتيجية تعتبرها الحكومة الأمريكية وحلفاؤها بالغة الأهمية للأمن الإقليمي.

اقرأ أيضا.. رسميًا.. تركيا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل

قضية التجسس ترسم أوجه تشابه مع التسريب البارز

تأتي لائحة الاتهام ضد رحمن في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة تعاني من قضية تسريب كبرى أخرى تتعلق بجاك تيكسيرا، أحد أفراد الحرس الوطني الجوي الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا قبل يوم واحد فقط من اعتقال رحمن.

تضمنت قضية تيكسيرا المشاركة غير المصرح بها لوثائق عسكرية سرية على منصة التواصل الاجتماعي Discord، والتي توضح جوانب من حرب أوكرانيا. ووصف المدعون العامون الاختراق بأنه أحد أشد الانتهاكات لقانون التجسس خطورة في تاريخ الولايات المتحدة.

تؤكد الحوادث الأخيرة على القلق المتزايد داخل مجتمع الاستخبارات بشأن الأمن الداخلي وإمكانية الكشف عن معلومات حساسة من خلال القنوات الرقمية الحديثة. تسلط كلتا الحالتين الضوء على التأثير المدمر الذي يمكن أن تحدثه التسريبات غير المصرح بها على الأمن الوطني والدولي، وكذلك على الثقة بين الحلفاء.

إن العلاقة بين رحمن ووكالة الاستخبارات الوطنية تظل غامضة إلى حد ما، وإن كان من المعروف أنه كان يمتلك تصريحاً أمنياً سرياً للغاية يتيح له الوصول إلى معلومات حساسة مقسمة إلى أقسام منفصلة ــ وهي حالة شائعة بين موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الذين يتعاملون مع بيانات الدفاع الوطني الحاسمة.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ألقوا القبض على رحمن في كمبوديا يوم الثلاثاء، بعد أن وجهت إليه محكمة فيدرالية في فرجينيا الاتهام في الأسبوع السابق.

أعرب البيت الأبيض عن “قلقه العميق” إزاء التسريب الذي حدث في أكتوبر، مشدداً على العواقب الخطيرة المترتبة على عمليات الاستخبارات الأميركية وعلاقاتها مع حلفاء رئيسيين مثل إسرائيل. ولم يعرض الكشف غير المصرح به الاستراتيجيات العسكرية للخطر فحسب، بل وفرض أيضاً مخاطر محتملة على سلامة العمليات والتوازن الجيوسياسي الأوسع في الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى