بعد تجدد الحرب في غزة.. لماذا تستهدف إسرائيل قيادات حماس المدنية وليس العسكرية؟

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استراتيجية جديدة تتبناها دولة الاحتلال بعد استئناف الحرب في غزة وعودة العمليات العسكرية في القطاع.
وبحسب صحيفة هآرتس، قال مصدر إسرائيلي مطّلع على مناقشات مجلس الوزراء، إن الجيش الإسرائيلي شن ضربات جوية استهدفت البنية التحتية المدنية التابعة لحركة “حماس” الفلسطينية، بما في ذلك مقار حكومية وبلدية في غزة، الثلاثاء، في إطار هجوم تل أبيب المتجدد على القطاع، وذلك بزعم “تقويض قدرة الحركة على إدارة شؤون السكان في القطاع”.
تغيير نهج القتال والحرب في غزة
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرى “ضرورة تغيير نهج القتال في غزة، بحيث لا يقتصر استهداف إسرائيل على القيادة العسكرية لحماس، بل يشمل أيضاً قيادتها المدنية”.
وبحسب المصدر، فإن “هذه الاستراتيجية تهدف إلى تدمير قدرة حماس على الحكم، على أمل أن تتولى العشائر غير الموالية للحركة السيطرة في حال ضعف قبضتها الداخلية”، وفق ما ذكرت الصحيفة.
الضغط على حماس وإمكانية وقف الحرب في غزة
ونقلت “هآرتس” عن مسؤولين أمنيين أن “إسرائيل قد توقف القتال في أي مرحلة للتوصل إلى اتفاق مع حماس”، مشيرين إلى عدة وسائل ضغط يمكن استخدامها ضد الحركة خلال استمرار العمليات، من بينها الإغلاق الكامل لمعبر رفح، وقطع أو تقليل إمدادات المياه إلى غزة، إضافة إلى إعادة التمركز في بعض المناطق.
وأعلنت إسرائيل، فجر الثلاثاء، استئناف الحرب على غزة، وشنت حملة قصف واسعة قتلت أكثر من 400 شخص عبر أرجاء القطاع، وخلفت مئات المصابين.
اغتيال قيادات حكومية في حماس
من ناحيتها، أكدت “حماس”، اغتيال ستة من قياداتها في الغارات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء، ومن بينهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعاليس.
وقالت “حماس”، في بيان، إن الغارات الإسرائيلية أسفرت أيضاً عن اغتيال ياسر حرب، ومحمد الجماصي عضوا المكتب السياسي للحركة، وأحمد الحتة وكيل وزارة العدل في غزة، ومحمود أبو وطفة وكيل وزارة الداخلية بالقطاع.
وأشار البيان إلى أن بين القيادات أيضاً مدير عام جهاز الأمن الداخلي في غزة بهجت أبو سلطان.
حماس تحذر من مصير مجهول للأسري بعد عودة الحرب في غزة
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت “حماس”، في بيان آخر، إن نتنياهو وحكومته قرروا “الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفة أنهم “يعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول”، ويستأنفون “العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل” في القطاع.
وطالبت الحركة الوسطاء بتحميل نتنياهو وإسرائيل “المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه”.
مقترح أمريكي
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن الثلاثاء، استئناف الحرب على غزة، متحججاً بما قال إنه رفض حركة “حماس” مقترحات أمريكية لتمديد وقف إطلاق النار، فيما شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة في القطاع.
وقال نتنياهو إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين “ستتواصل مع استمرار إطلاق النار”، مضيفاً أن “الحرب مستمرة حتى يتم تحرير كافة المحتجزين”.
وأضاف في مؤتمر صحفي، أن “الضغط العسكري هو شرط حيوي لإطلاق سراح المحتجزين”، وتابع: “لا شيء يمنعنا من تحقيق جميع أهداف حربنا”.
وتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية أن “تل أبيب ستتحرك ضد حركة حماس باستخدام الضغط المتزايد وهذه مجرد البداية”.
وسط غضب شعبي واتهامات سياسية.. هل أشعل نتنياهو حرب غزة للحفاظ على منصبه؟