بعد تشريح جثة مارادونا.. السجن يهدد أطباءه لمدة 25 عامًا

كانت حياة دييجو مارادونا نجم منتخب الأرجنتين مليئة بالدراما، ولكن من كان يتوقع أن حتى الموت سيكشف عن مؤامرة تضاهي حبكات بعض أفلام الجريمة المثيرة.
ما بدا وكأنه وفاة طبيعية، نُسبت إلى سكتة قلبية، تحول الآن إلى لغز جريمة قتل، وهو الآن دراما قضائية بالغة الأهمية في بلاده.
ويواجه سبعة أطباء تهم القتل بسبب إهمال جنائي مزعوم مما أثار الجدل في السنوات الأخيرة.
توفي مارادونا في نوفمبر 2000، بعد أسابيع قليلة من خضوعه لجراحة في الدماغ لإزالة ورم دموي تحت الجافية.
وبالنسبة لرجل لديه تاريخ من مشاكل القلب وإدمان المخدرات وإدمان الكحول، بدا الموت بسبب قصور القلب أمرًا بديهيًا، ولكن مع ظهور الظروف المحيطة بوفاته، انفتح احتمال وجود جريمة.
التشريح يكشف سبب وفاة دييجو مارادونا
أشارت التقارير الأولية إلى أن مارادونا ترك دون رعاية لفترة طويلة.
وفي جلسة استماع عقدت في المحكمة في مارس 2025، شهد أحد الجيران بأن مارادونا قد توفي قبل ساعتين على الأقل من وصول المسعفين، مشككًا بشكل مباشر في الجدول الزمني الذي أبلغ عنه فريقه الطبي.
هذا الكشف الصادم، إلى جانب نتائج تشريح الجثة التي كشفت عن وفاته “في عذاب”، رسم صورة مروعة للإهمال وسوء الإدارة، مما دفع الادعاء إلى تكثيف تحقيقاتهم.
من هم المتهمون في قضية وفاة مارادونا؟
يحاكم سبعة أفراد، جميعهم من الفريق الطبي لمارادونا في أيامه الأخيرة.
ومن بين هؤلاء المتهمين جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أوغستينا كوساتشوف، والطبيب النفسي كارلوس دياز، ومنسقة الرعاية المنزلية نانسي فورليني، والممرضتان جيسيلا مدريد وريكاردو ألميرون، إلى جانب المنسق الطبي ماريانو بيروني والذين كلفوا بالإشراف على تعافي مارادونا، لكن الادعاء العام يزعم أن أفعالهم أو تقاعسهم تعد بمثابة “قتل نتيجة إهمال”.
اقرأ أيضًا: رسميًا.. ليفربول يحافظ على جهود لاعبه ويجدد عقده
وتحمل هذه التهم أحكامًا بالسجن تتراوح بين ثماني سنوات و25 عامًا، مما يعكس خطورة الاتهامات.
برز لوكي، الذي عمل طبيبًا شخصيًا لمارادونا، كشخصية رئيسية في التحقيق.
وأجرت السلطات عمليات تفتيش في منزله ومكتبه، للاشتباه في أنه كان مسؤولًا بشكل رئيسي عن خطة رعاية مارادونا.
ويتهم كوزاشوف، طبيبه النفسي، بوصف مزيج من الأدوية النفسية التي كان من شأنها أن تفاقم مشاكل القلب التي كان يعاني منها نجم كرة القدم الراحل.
هل كانت الوفاة بسبب نوبة قلبية حقًا؟
شهد شاهد خبير شارك في تشريح جثة مارادونا أن حالة جسده تشير إلى وفاة مطولة ومؤلمة، مناقضًا الادعاءات الأولية بتعرضه لنوبة قلبية مفاجئة.
وأشارت أدلة على تورم الدماغ وضيق التنفس إلى تدهور تدريجي في حالته الصحية، كان من الممكن تجنبه بالتدخل الطبي في الوقت المناسب.
وأكد أول طبيب وصل إلى موقع الحادث أن تيبس الجثة قد بدأ بالفعل، مما يشير إلى أن مارادونا قد توفي منذ فترة طويلة قبل استدعاء المساعدة.
ومن جانبه قدم كارلوس كاسينيلي، مدير الطب الشرعي في هيئة الرقابة العلمية للشرطة، تفاصيل تشريح الجثة الذي أجري يوم وفاة مارادونا.
وقال الخبير خلال محاكمة سبعة من العاملين الصحيين بتهمة القتل: “كان القلب مغطى بالكامل بالدهون وجلطات الدم، مما يشير إلى ألم شديد”.
وخلص تشريح الجثة إلى أن مارادونا توفي بسبب أزمة رئوية حادة ناتجة عن قصور القلب الاحتقاني.
قال كاسينيلي: “هذا مريض كان يتقيأ الماء على مدار أيام؛ هذه ليست حالة حادة، وكان هذا أمرًا متوقعًا، وأي طبيب يفحص مريضًا سيجد هذا”.
عائلة مارادونا تطالب بالعدالة
أعربت عائلة مارادونا، وخاصة أبنائه، عن سخطها الشديد في سعيها للمساءلة.
وقد أيد ابنه، دييجو جونيور، علنًا نظرية “المؤامرة الشيطانية”، مؤكدًا أن والده “قتل” نتيجة إهمال – إن لم يكن عمدًا.
وصرح في بيان نشر في 25 مارس 2025: “سنثبت وجود إهمال”، مما يعكس عزم العائلة على إتمام المحاكمة.
وقد أثار حزنهم غضبًا شعبيًا، حيث تابع المشجعون في جميع أنحاء العالم الإجراءات عن كثب، مطالبين بالعدالة لمعبودهم.
مع ذلك، أكد المتهمون أن وفاته كانت نتيجة مؤسفة ولكنها حتمية لمشاكله الصحية المزمنة.
ومن المقرر أن تنتهي المحاكمة الجارية في منتصف عام 2025.