بعد ضربة إسرائيل.. إيران ترفع راية “الانتقام الحمراء” في قم| ماذا يعني ذلك؟

رفعت السلطات في إيران، صباح الجمعة، راية “الانتقام الحمراء” فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم؛ وذلك بعد الضربة الجوية الواسعة التي نفذتها إسرائيل واستهدفت مواقع نووية وعسكرية في العاصمة طهران ومحيطها، وأسفرت عن مقتل كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين.

راية الانتقام فوق جمكران… رسالة إلى الداخل والخارج

يُعد مسجد جمكران من أبرز المعالم الدينية في إيران، ويقع جنوب طهران في مدينة قم، التي تُعرف بثقلها الديني لدى المؤسسة الشيعية.

ويمثل رفع الراية الحمراء فوق المسجد إعلانًا صريحًا بالثأر، بحسب التقاليد الشيعية التي ترى في هذا اللون رمزًا للدم والانتقام، ولا يُرفع إلا في لحظات يُنظر إليها على أنها تتطلب ردًا مصيريًا.

ويأتي هذا التطور في وقت بالغ الحساسية، عقب هجوم إسرائيلي واسع النطاق حمل اسم “عملية الأسد الصاعد”، استهدف منشآت نووية ومراكز عسكرية، بينها منشأة نطنز الشهيرة، ومقار إقامة كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.

مقتل قادة بارزين في ضربة إسرائيلية لـ إيران

أكدت وكالة “فارس” الإيرانية مقتل اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة، إلى جانب ثلاثة علماء نوويين بارزين هم: محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي دواني، وأحمد رضا ذو الفقاري.

وأعلنت إيران تعيين اللواء أحمد وحيدي قائدًا جديدًا للحرس الثوري، إلى جانب تكليف الأميرال حبيب الله سياري برئاسة مؤقتة لهيئة الأركان، في ما يبدو أنها محاولة عاجلة لإعادة ضبط القيادة العسكرية وسط حالة طوارئ أمنية غير مسبوقة.

 إسرائيل تتوعد إيران بالمزيد

من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية “كان” إن العملية استهدفت “قلب البرنامج النووي الإيراني”، مشيرة إلى مقتل عشرة علماء وقادة بارزين. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بأنها “البداية فقط”، متوعدًا بمزيد من الضربات “حسب الحاجة”.

وأضاف نتنياهو في خطاب متلفز:”أطلقنا عملية محددة الأهداف لتعطيل القدرات النووية الإيرانية… سنواصل العمليات طالما اقتضت الضرورة لحماية أمن إسرائيل.”

وبحسب تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، شاركت 200 طائرة مقاتلة في الهجوم، وضربت نحو 100 هدف عسكري ومنشأة نووية في عمق الأراضي الإيرانية.

إيران تطلق مئات المسيّرات فوق إسرائيل

ردًا على الهجوم، أعلنت إيران أنها أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، في تصعيد مباشر هو الأول من نوعه بهذا الحجم. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو بدأ بإسقاط الطائرات الإيرانية، مشيرًا إلى أن “الساعات القادمة ستكون صعبة”.

الناطق باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارشي، أكد أن بلاده “سترد بقوة وبشكل حاسم”، فيما تعهد علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، بـ”عقاب قاسٍ لا يُنسى”.

 هل بدأت الحرب المفتوحة بين إيران وإسرائيل؟

التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران بات اليوم في أخطر مراحله، حيث تجاوزت المواجهة الطابع غير المباشر ووصلت إلى عمليات عسكرية صريحة في العمقين الإيراني والإسرائيلي.

ويمثل رفع راية الانتقام فوق جمكران مؤشرًا على رغبة طهران في تحويل مقتل قادتها وعلمائها إلى معركة مفتوحة، ما يعزز المخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع واسع النطاق، خاصة مع انخراط أطراف إقليمية ودولية في التوازنات المحيطة.

ويبقى السؤال المطروح: هل تملك إيران القدرة على الردع الاستراتيجي في هذه المرحلة الحساسة؟ أم أن رفع الراية الحمراء رسالة سياسية أكثر منها عملية؟

اقرأ أيضًا: ضربة بثلاثة أبعاد.. كيف مهّدت إسرائيل طريقها نحو العمق الإيراني لشل هجوم محتمل

زر الذهاب إلى الأعلى