بعد طلب دمشق.. أول تعليق رسمي من روسيا على تسليم الأسد- ماذا قالت؟

في أول رد رسمي من موسكو على الطلب السوري بتسليم الرئيس السابق بشار الأسد، أكدت روسيا رفضها المطلق لهذا الطرح، مشيرة إلى أن الأسد يقيم على أراضيها بصفة لاجئ سياسي، ولم يخالف شروط الإقامة التي فُرضت عليه منذ وصوله إلى العاصمة الروسية.

رفض روسي قاطع لتسليم الأسد

وقال السفير الروسي في بغداد، ألبروس كوتراشيف، في تصريحات لوسيلة إعلام عراقية، إن “تسليم الرئيس السابق بشار الأسد إلى دمشق غير وارد من وجهة نظر موسكو”، موضحاً أن أحد الشروط الأساسية التي قُدمت للأسد عند منحه اللجوء السياسي هو الامتناع التام عن أي نشاط سياسي أو إعلامي.

إعلان

وأضاف كوتراشيف أن الكرملين منح الأسد وعائلته حق اللجوء في روسيا بناءً على أوامر مباشرة من الرئيس فلاديمير بوتين، ما يعكس حجم الغطاء السياسي الذي توفره موسكو للرئيس السوري السابق، رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على المشهد السياسي في دمشق.

طلب رسمي من الشرع بمحاكمة الأسد

وكانت مصادر دبلوماسية سورية قد كشفت، في وقت سابق، أن الرئيس السوري أحمد الشرع تقدم بطلب رسمي إلى موسكو لتسليم بشار الأسد، تمهيداً لمحاكمته أمام القضاء السوري.

ويُعد هذا الطلب أول تحرك قانوني علني من الحكومة السورية الجديدة بحق الأسد، منذ انتقال السلطة.

وتشير هذه الخطوة إلى نية جادة لدى القيادة السورية الحالية في فتح ملفات النظام السابق، في مقدمتها قضايا الانتهاكات والفساد المالي التي ارتبطت باسم الأسد وعدد من المقربين منه.

جدل حول أموال الأسد المجمدة

في السياق ذاته، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر دبلوماسية أن الشرع طلب من موسكو تسليم أموال يُعتقد أن الأسد أودعها في روسيا خلال سنوات حكمه، غير أن وفدًا روسيًا زار دمشق مؤخرًا أبلغ المسؤولين السوريين بعدم وجود أي أموال تخص الأسد داخل الأراضي الروسية.

لكن التقديرات الأمريكية، بحسب وزارة الخارجية، تشير إلى أن ثروة عائلة الأسد قد تصل إلى نحو ملياري دولار، موزعة على حسابات في ملاذات ضريبية وشركات وهمية ومحافظ عقارية خارج البلاد، وهو ما يزيد من تعقيد جهود استرجاعها.

احتمالات عودة الأسد إلى سوريا

وفي تطور لافت خلال زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، طُرحت إمكانية “عودة الأسد إلى سوريا”، حيث اعتبر بعض المسؤولين السوريين أن هذا السيناريو ليس مستبعداً، بل قد يكون جزءاً من تفاهمات مستقبلية لإغلاق ملفات عالقة بين موسكو ودمشق.

وبحسب تقارير، أجرى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، محادثات استمرت ثلاث ساعات مع مسؤولين سوريين، تطرق فيها الجانبان إلى مستقبل العلاقة بين البلدين، وإمكانية إعادة ترتيب الملفات السياسية في ضوء المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا.

ورغم رفض موسكو تسليم الأسد، فإن التصريحات الروسية حملت لهجة حذرة، ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام احتمالات تفاوض لاحقة، خاصة في حال حدوث تحوّل في ميزان المصالح بين الطرفين.

اقرأ أيضا: مخاوف دولية بعد اكتشاف 100 موقع لـ السلاح الكيماوي في سوريا

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!