بعد قرار الفائدة الأمريكية.. الأسهم السعودية تعوض نصف خسائرها

شهدت سوق الأسهم السعودية تراجعًا بنسبة 0.4% بعد مرور ساعة من التداولات، حيث قلص المؤشر العام نصف خسائره التي سجلها في بداية الجلسة، ليصل إلى مستوى 11,909 نقاط.

جاء هذا التراجع مدعومًا بارتفاع سهم شركة أرامكو السعودية بنسبة 0.9% ليصل إلى 28.7 ريال، مما أسهم في تخفيف الضغوط على السوق.

تأثير الأسواق العالمية على الأسهم السعودية

وجاءت هذه التراجعات مقتفية أثر الأسواق العالمية التي تأثرت بإشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة المتوقعة في عام 2025.

وهذا التباطؤ أدى إلى حالة من الحذر في الأسواق المالية عالميًا، انعكست بدورها على السوق السعودية.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم في السعودية الخميس 19 ديسمبر 2024.. تراجع ملحوظ

ضغوطات من الأسهم السعودية القيادية

وكان سهم مصرف الراجحي، ثاني أكبر وزن في المؤشر الرئيسي، العامل الرئيسي في الضغوط على السوق، حيث سجل تراجعًا بنسبة 1.6% ليغلق عند سعر 90.8 ريال.

كما سجلت عشر شركات وصناديق استثمارية أدنى مستوياتها السنوية خلال الجلسة، بما في ذلك شركات مثل “المطاحن الرابعة”، و”أمانة للتأمين”، و”المواساة”، إضافة إلى صناديق مثل “الاستثمار ريت”.

تغييرات فوتسي راسل وتأثيرها المتوقع

وتترقب السوق السعودية اليوم تنفيذ تغييرات فوتسي راسل للأسواق الناشئة خلال فترة المزاد.
وتتضمن هذه التغييرات رفع وزن سهم أرامكو السعودية في المؤشر من 1.85% إلى 2.34%، وذلك نتيجة زيادة الأسهم الحرة جراء الطرح الثانوي الذي تم في يونيو الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، ستتم إضافة شركة فقيه الطبية إلى مؤشر الشركات المتوسطة والمؤشر القياسي العالمي، بينما ستنضم شركات “تالكو” و”مياهنا” و”سماسكو” إلى مؤشر الشركات الصغيرة جدًا.

تأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي

وفي السياق العالمي، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه الأخير خفضًا في معدل الفائدة إلى نطاق مستهدف بين 4.5% و4.25%، وهو ما يتماشى مع التوقعات.

ولكن تقليص توقعات خفض الفائدة لعام 2025 من أربع مرات إلى مرتين فقط أدى إلى إشارات على بقاء معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما أضر بأداء الأسهم، السلع، والمعادن المقومة بالدولار.

هبوط حاد في الأسواق الأمريكية

كما سجلت الأسواق الأمريكية ثاني أسوأ هبوط لها خلال العام الجاري على خلفية هذه التوقعات.

وشهد مؤشر ناسداك تراجعًا بنسبة 3.6%، في حين انخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 3%، ومؤشر داو جونز بنسبة 2.6%.

كما تأثرت العملات المشفرة، حيث تراجعت عملة بيتكوين بنسبة 5%، وانخفضت أسعار الذهب بنسبة 2%، بينما تراجع خام برنت بنسبة 0.3%.

تحديات وتوقعات مستقبلية

ومع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، يترقب المستثمرون المزيد من المؤشرات الاقتصادية التي قد تحدد اتجاه الأسواق.

وفي ظل التراجعات الأخيرة، تبرز أهمية التحليلات الدقيقة والاستراتيجيات المتوازنة للتعامل مع التحديات الحالية وضمان استقرار الأسواق على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: طقس سيئ وأمطار وثلوج.. حالة الطقس اليوم الخميس في السعودية

قوة سوق الأسهم السعودية

ورغم التراجعات، تعد سوق الأسهم السعودية واحدة من أبرز الأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتميز بقاعدة استثمارية قوية وبنية تحتية متطورة تسهم في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.

ويدعم هذه القوة تنوع القطاعات المدرجة في السوق، والتي تشمل النفط والغاز، البنوك، الصناعات، التكنولوجيا، والرعاية الصحية، مما يوفر فرصًا استثمارية متنوعة تلبي احتياجات المستثمرين.

كما ساهمت الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها المملكة العربية السعودية، مثل رؤية 2030، في تعزيز جاذبية السوق عبر تطوير التشريعات المالية وتحسين الشفافية.

علاوة على ذلك، أسهم إدراج السوق ضمن مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية، مثل فوتسي راسل وMSCI، في جذب مليارات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية، مما عزز السيولة وزاد من استقرار السوق.