بعد هجوم قاعدة العديد.. كيف تتهيأ دول الخليج لمواجهة الضربة المحتملة من إيران؟

شهدت منطقة الخليج حالة من الاستنفار الأمني والعسكري، عقب استهداف إيران وإعلان الحرس الثوري الإيراني لقاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تُعد القاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط.

بينما تمكّنت الدفاعات الجوية القطرية من اعتراض الصواريخ القادمة من إيران، تواصلت تداعيات الهجوم على المستويات كافة، مع إعلان دول بالخليج وتحديدا قطر والبحرين والكويت إغلاق أجوائها كإجراء احترازي، في وقت بدأت فيه دول الخليج دراسة سيناريوهات الرد وسبل التصدي لأي ضربة إيرانية محتملة.

قطر تتصدّى وتتوعد

وزارة الدفاع القطرية أعلنت، اليوم الاثنين، أن منظومات الدفاع الجوي في الدولة اعترضت هجومًا صاروخيًا استهدف قاعدة العديد الجوية، دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية.

وفي بيان رسمي، شددت الدوحة على أن ما حدث “اعتداء سافر على السيادة القطرية”، محمّلة إيران المسؤولية المباشرة، ومعلنة احتفاظها بحق الرد “بما يتناسب مع حجم الاعتداء، وبما يتوافق مع القانون الدولي”.

وعبرت الخارجية القطرية في بيانها عن إدانة شديدة للهجوم، ووصفت الخطوة الإيرانية بأنها “تصعيد غير مبرر وانتهاك صريح لميثاق الأمم المتحدة”، مؤكدة أن الدولة تعمل بتنسيق تام مع شركائها الإقليميين والدوليين لمراقبة التطورات واتخاذ ما يلزم من إجراءات.

البحرين تُغلق أجواءها وتُحذّر

من جانبها، سارعت البحرين إلى اتخاذ تدابير مماثلة، حيث أغلقت مجالها الجوي بشكل مؤقت خشية تعرضها لهجوم مماثل، كونها تحتضن مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.

وأهابت وزارة الداخلية البحرينية بالمواطنين والمقيمين تجنب التنقل إلا عند الضرورة، محذّرة من “التهديدات الأمنية المتصاعدة في المنطقة”.

وبحسب وسائل إعلام اشارت مصادر خليجية مطلعة إلى أن البحرين رفعت حالة التأهب في منشآتها الأمنية والعسكرية، وسط تنسيق وثيق مع القوات الأمريكية المتمركزة في المملكة.

الكويت في حالة تأهب

في السياق ذاته، أعلنت السلطات الكويتية تعليق الرحلات المغادرة من مطار الكويت الدولي، وسط تأكيدات من “الخطوط الجوية الكويتية” بأن القرار جاء كإجراء احترازي بناءً على التوتر المتصاعد في الأجواء الإقليمية.

وأفادت مصادر أمنية بأن الأجهزة العسكرية والأمنية الكويتية رفعت حالة الجاهزية، وأجرت مراجعات عاجلة لخطة الدفاع الجوي وملاجئ الطوارئ.

 القواعد الأمريكية بالخليج في مرمى نيران إيران

الهجوم الإيراني على قاعدة العديد لم يكن حدثًا معزولًا، بل جاء ضمن تصعيد متسلسل تشهده المنطقة منذ أسابيع. القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في الخليج والعراق وسوريا باتت هدفًا مباشرًا لطهران، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام رسمية إيرانية.

ويُقدر عدد الجنود الأمريكيين في الكويت بنحو 13,500، فيما تتمركز وحدات بحرية وجوية متقدمة في قاعدة الظفرة في الإمارات، بالإضافة إلى وجود استراتيجي كبير في البحرين وقطر. أما في العراق، فتتركز القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد غرب البلاد، وقاعدة أربيل شمالًا.

تحركات خليجية وتحالفات أمنية

في أعقاب الهجوم، كثّفت العواصم الخليجية اتصالاتها الأمنية والسياسية مع واشنطن وحلفائها الغربيين، وجرى تفعيل قنوات التنسيق العسكري المشترك ضمن إطار القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).

كما جرى رفع حالة التأهب في مراكز القيادة والسيطرة في دول مجلس التعاون، وسط مخاوف من أن يكون الهجوم مقدمة لموجة أعنف من التصعيد.

مصادر دبلوماسية عربية كشفت عن “مشاورات عاجلة” جرت بين وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين، بهدف توحيد المواقف وبلورة رد مشترك على التصعيد الإيراني، مع التركيز على سبل الحماية السيبرانية، والدفاع الجوي المشترك، وتحركات الملاحة في الخليج.

هل تستهدف إيران قواعد امريكية بدول الخليج من جديد؟

رغم نفي طهران الرسمي نيتها توسيع نطاق الهجمات، فإن التحذيرات الصادرة عن قيادات الحرس الثوري تشير إلى أن إيران “لن تقف مكتوفة الأيدي” إذا استمرت ما تصفها بـ”الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية على أراضيها”.

هذه التصريحات، التي نُشرت عبر وكالة “تسنيم”، ترافقت مع تهديدات غير مباشرة باستخدام “صواريخ دقيقة” و”هجمات غير تقليدية” ضد مصالح واشنطن في المنطقة.

اقرأ أيضًا: مسؤول أمني: إطلاق صواريخ على قاعدة تضم قوات أمريكية في العراق

زر الذهاب إلى الأعلى