بقيمة 300 مليون يورو.. ألمانيا تتعهد بتقديم مساعدات للسوريين

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الإثنين، أن ألمانيا ستقدم 300 مليون يورو إضافية (326 مليون دولار) لدعم السوريين عبر الأمم المتحدة ومنظمات مختارة، وذلك في إطار مؤتمر المانحين السنوي الذي يعقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل لدعم سوريا.
وأكدت وزيرة خارجية ألمانيا أن أكثر من نصف هذه المساعدات سيتم توجيهها مباشرة للشعب السوري، مشددة على أن تنفيذها لن يتم بمشاركة الحكومة الانتقالية في سوريا.
تمويل ألمانيا مخصص للتحديات الإنسانية
أضافت وزيرة الخارجية الألمانية أن التمويل سيُخصص لتوفير الغذاء والخدمات الصحية والملاجئ الطارئة، إلى جانب تدابير لحماية الفئات الأكثر ضعفًا.
مشيرة إلى أن اللاجئين السوريين في الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان والعراق وتركيا سيحصلون أيضًا على دعم ضمن هذه المساعدات.
بعد دعم ألمانيا.. مؤتمر بروكسل: مرحلة جديدة بعد سقوط الأسد
يُعقد مؤتمر المانحين في بروكسل منذ عام 2017 تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يكن يشمل مشاركة الحكومة السورية بسبب الانتهاكات التي ارتكبها النظام في الحرب الأهلية.
إلا أن سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي خلق أجواء جديدة، حيث تأمل الدول الأوروبية في استخدام المؤتمر كنقطة انطلاق لدعم الانتقال السياسي في سوريا.
وتشارك في المؤتمر الحكومة السورية المؤقتة إلى جانب العشرات من الوزراء الأوروبيين والعرب وممثلي المنظمات الدولية. ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الجلسات، مما يعكس تغيرًا في المشهد السياسي السوري بعد سنوات من العزلة الدولية.
اقرأ أيضًا: أول زيارة لأوروبا رغم العقوبات.. الشرع يقترب من المشاركة في مؤتمر المانحين ببروكسل
تصاعد العنف يثير القلق الأوروبي
ورغم الأمل في بداية مرحلة جديدة، لا تزال أعمال العنف تمثل تهديدًا خطيرًا في سوريا. فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا في المناطق الساحلية، وهو ما دفع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إلى التحذير من أن الوضع لا يزال هشًا.
وقالت كالاس: “هذا وقت مليء بالتحديات كما يتضح من موجة العنف الأخيرة، لكنه أيضًا وقت للأمل”، مشيرة إلى الاتفاق الأخير في 10 مارس لدمج قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في مؤسسات الدولة الجديدة، وهو ما قد يشكل خطوة نحو توحيد البلاد تحت حكومة انتقالية.
التمويل الأوروبي في مواجهة تراجع الدعم الأمريكي
يمثل مؤتمر المانحين هذا العام أهمية خاصة في ظل تقليص الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب للمساعدات الإنسانية والتنموية. وأدى هذا التراجع الأمريكي إلى زيادة المسؤولية على الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى تعويض هذا النقص وضمان استمرار الدعم للسوريين.
في العام الماضي، نتج عن المؤتمر تعهدات بقيمة 7.5 مليار يورو (8.1 مليار دولار)، منها 2.12 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي للعامين 2024 و2025.
وتؤكد تقديرات الاتحاد الأوروبي أن نحو 16.5 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 12.9 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
الأزمة الاقتصادية تفاقم معاناة السوريين
إلى جانب تداعيات الحرب، زادت الأزمة الاقتصادية في سوريا من معاناة السكان. فقد شهدت الليرة السورية انخفاضًا حادًا في قيمتها، مما أدى إلى ارتفاع هائل في أسعار السلع الأساسية ودفع معظم السوريين إلى ما دون خط الفقر.
وفي ظل هذا الوضع، تسعى ألمانيا والدول الأوروبية إلى تعزيز الجهود الإنسانية لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة، مع التأكيد على ضرورة دعم مسار سياسي يضمن الاستقرار الدائم في البلاد.